ترددت كثيرا فى الرد عليك فى مقالك الغريب جدا والمستهتر للغاية والمستفز للناس و"الفارغ" من أى مضمون سوى من "الكلام الساكت " المليء بكل الكلمات الرديئة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع ، والسبب ببساطة أنت أقل شأنا من أن نرد لك ، وشخص لا وزن له فى صاحبة الجلالة ، وإنسان يحاول أن يظهر ويشتهر فقط باﻹساءة للناس والسخرية منهم ، فبئس تلك الشهرة والمجد الذى يصنع بالإساءة للناس وليس بعطاءة حقيقى وجهد فكرى ؛ وبإعتبار أن ردنا قد يساهم فيما أنت تسعى وتكتب من أجله "شهرة الإساءة " ولكن فى النهاية بعد شد وجذب آثرت الرد من عدم الرد فقط ﻹحقاق الحق ولتفنيد أباطيلك ولدحض خزعبلاتك وﻷقدم لك حصة مجانية أعلم أنك لن تستفيد منها عن من أسميتهم بالمتكلسين ومحدودى الأفق ظلما وجورا بجهلك عن تاريخهم الذى سارت به الركبان وحنكتهم وحكمتهم وشجاعتهم فى السلم والحرب التى تدرس فى أعرق الجامعات بلندن قصيدة " الفزويزى " التى قيلت فى هؤلاء مثال عالمى حى لذلك ، وأنت يا للمفارقة العجيبة تتربع على رئاسة تحرير جريدة سياسية يومية فى الخرطوم التى كانت تقرأ حينما تكتب بيروت والقاهرة تطبع ، فرحم الله جرائد اليوم وعوضنا احسن منها والبقاء لله . وظنى أنك تستخدم عبارات وكلمات دون أن تدرى معانيها ومضامينها فقط حينما تقع فى لسانك تكتبها بحالها دون دراية أو حتى محاولة دراية ودون أدنى تفكير فى أبعادها لتوهم بها الناس ولتشغل بها الرأى العام ، فبربك من هذا الذى يتجرأ ويصف من يناضلون ليل نهار بالغالى والنفيس من أجل إبقاء هئية الموانىء البحرية سودانية مائة بالمائة بالمتكلسين ومحدودى الأفق ؟ اليس من يؤيد ويدافع لحيلولة أكبر مرفق سودانى حيوى وإستراتيجى يرتزق منه كل الشعب السودانى الى شركة مجهولة الهوية تتبع لدويلة تدعى الفلبين اليس متكلس و "متكلسن " وأليس محدود الأفق بل بصراحة أكثر اليس بلا أي أفق لا محدود ولا مطلق ويعانى من عمى البصيرة قبل عمى البصر وفقر لغوى حاد قبل فقر المبادئ اللهم إلا تغيرت اللغة وتبدلت الكلمات وتاهت بنا المعانى أو أننا كمتكلسين ومحدودى الأفق نعجز عن فهم لغتك العربية المتقدمة جدا أو كناطقين بغيرها أنت يا واسع الأفق ، فدولة الفلبين هى المتكلسة ومحدودة الأفق ومن يقف بجانبها التى لم تقدم للعالم غير "الممرضات " للمرضى ولم نسمع أنها قدمت للأصحاء والمعافين شيئا آخر نافع مع إحترامنا وتقديرنا الشديدين للمرضات ملائكة الرحمة فهن فى مهنة شريفة فى زمن تساقطت فيه المهن الشريقة وتحولت الى مهن يرتادها كل من هب ودب من الذين لا يميزون بين الغث والسمين والمبادئ واللا مبادئ حتى إختلط الحابل بالنابل ولم يعرف التاريخ للفلبين أى إنجاز آخر سوى ذلك اللهم إلا عرف لها إنجاز هؤلاء من تتفق معهم أنت وتدافع عنهم بلا هوادة ممن وقعوا ما يسمى إتفاقية تأجير الميناء للشركة الفلبينية بتجاوز سافر وتغييب متعمد لأصحاب الحق عموم الشعب السودانى فى الداخل والخارج ولا يعرف أحد أقل تفاصيل عنها حتى المسخرة ممثل الشعب السودانى المسمى " بالبرلمان " بتثائب نوابه وبنومة أعضائه . أما قولك أن شأن إدارة الميناء ليس شأن أهلى فجانبك فى ذلك الصواب وأخطأت خطاء جسيما فى قول ذلك ، وأود هنا أن أفيدك لتتعلم من المتكلسين ومحدودى الأفق لو لك ذرة من تواضع التعلم لتستفيد بها مستقبلا أن هؤلاء الأهالى أهلى البجا هم من أسسوا الميناء بروابطه كلها بجلب الحجارة لها بجمالهم ومن جبالهم ومحمولة على أكتافهم ومن مناطق بعيده قاحلة حين تأسيس الميناء حيث لم تكن حينها وسائل أخرى كشاحانات الإسثمار التى إمتلء بها السودان كنبت شيطانى ، مما يؤكد عظمة وجسارة وتفانى هؤلاء الأهالى الذين تريد إبعادهم بترهاتك من شأن الميناء بإعتبار أن شأنها أصبح فى غفلة من الزمن وفجأة كده وعلى قولك وزعمك يا الهندى عز الدين شأن فنى وحتى إن كان شأنها شأن فنى كما تقول لعلمك هم فنانوها ومخططوها قبل أن تأتى أنت فى آخر الزمن لتبعد عنهم ذلك وللبجا حق شرعى موروث فى الميناء فهم من بناها وهم من يسهر ليل نهار فى حر الصيف وزمهرير الشتاء لتكون ميناء بورتسودان ميناء يضرب به المثل فى الشحن والتفريغ وبأداء ذلك بدقة شديدة و بسرعة متناهية وبفهم طبيعة العمل بأجور زهيدة لا تسد الرمق ، وهؤلاء الأهالى بنوا الميناء بعرق جبينهم وأبنائهم وأحفادهم يواصلون فى ذلك الدرب بنفس النهج ودون كلل أو ملل فهل يعقل أن تقول ﻹبن أن لا شأن لك فى بيت أبيك وهذا شأن الجيران ! هذا هو منطقك بالضبط ! ، ففى أى دولة راشدة وفى صحف تعرف دورها وواجبها الوطنى يكرم هؤلاء الأهالى الأموات والأحياء منهم الذين أدوا واجبهم الوطنى وأكثر وما زلوا يؤدون واجبهم دون من أو أذى وبكل تجرد وتفانى ونكران ذات عرفانا وتقديرا لهم وترفع لهم القبعات إحتراما لهم ،وتدافع عنهم الأقلام النزيه والشريفة وعن حقوقهم المهضومة إحتراما وتبجيلا لهم ، وفى آخرتها ومن سخرية القدر تأتى أنت يا الهندى عز الدين لتفصل شأن الميناء عنهم وبكل بساطة بجرة قلم بإعتباره شأن فنى ؛ فإن كان الميناء شأنه شأن أهلى أو حتى فنى فهم أسيادها وهم أصحابها وهم شركاء أصليين فيها والشأن لهم قبل غيرهم ولهم في ذلك تاريخ ناصع البياض وباع طويل وخبرة متوارثة أب عن جد تفوق القرن فكم خبرتك أنت فى الميناء لتقرر فى شؤونه ؟ لا يمكن لكائن من كان تجاوزهم وإبعادهم من شأنها فشأنها شأنهم قبل أن يكون شأن دولة لم يسمعوا به لا فى خير ولا فى شر ولا يدرون أهى جماد فى أسيا أم حيوان برى فى أفريقيا أم إنسان آلى فى أمريكيا أم جن فى جبال الهملايا أو حتى إسم ذكر أم أنثى ولم يسمعوا بها لا فى الأولين ولا الآخرين سمعوا بها فقط حينما أرادت "شركتها " تسلم الميناء الجنوبى ببورتسودان . وحتى السيد محمد طاهر إيلا الذى تقول لم يأتى رئيسا للوزراء ليلغى ما فعله السيد معتز موسى وهنا تتحدث وكأنك عينته ، ولعلمك هو واحد من الذين تصفهم بكل بجاحة وعدم إحترام وبلا مرعاة لمشاعر الآخرين وأحاسيسهم بالمتكلسين ومحدودى الأفق ومع ذلك جاء به الرئيس البشير لرئاسة مجلس الوزراء ليس حبا فيه وليس ﻹشعار أهله البجا بأنهم مشاركون فى نظامه ولو صوريا وإنما فقط بعد أن أثبت العباقرة والجهابذة واسعى الأفق عندكم من المؤتمر الوطنى والدائرين فى فلكه عجزهم التام وفشلهم الكبير ﻹدارة الدولة لثلاثين عاما وأكثر ولكى يخرج البلد من أزمته ووهدته ولينقذ الإقتصاد السودانى المنهار وليضع حدا للفساد إن إستطاع الى ذلك سبيلا فتأمل فى كل ذلك قبل أن تكتب فينا وقبل أن تطلق العنان "ﻷفكارك " الغريبة وأرائك العجيبة التى لا تساوى الحبر الذى كتب به !. عمر طاهر ابوآمنة [email protected]