وصل العاصمة السودانية الخرطوم فجر اليوم الأحد ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية –جناح مالك عقار برفقة الأمين العام للحركة إسماعيل جلاب عبر الخطوط الإثيوبية لأول مرة منذ 8 سنوات قضاها في منفى اختياري متنقلا بين عدد من البلدان. وحظي عرمان باستقبال مقدر في مطار الخرطوم الدولي من قبل قادة المعارضة السودانية وأنصار الحركة الشعبية التي كانت تقاتل حكومة الرئيس المعزول عمر البشير في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وتأتي عودة عرمان بحسب بيان سابق للحركة الشعبية، في إطار حسن النوايا، ووضع أجندة الحرب والسلام وقضايا المهمشين ضمن أولويات المرحلة المقبلة. وكان وفد من الحركة مكون من 7 أعضاء يترأسهم الناطق باسم الحركة الشعبية مبارك أردول، وصل إلى الخرطوم في 11 مايو/أيار الجاري لأول مرة منذ 8 سنوات عقب اندلاع الحرب بمنطقتي جنوب كردفان والنيل، وتوجه الوفد من مطار الخرطوم الدولي إلى ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني. وكانت قوى الحرية والتغيير علقت التفاوض مع المجلس العسكري الاسبوع الماضي لإصراره رئاسة المجلس السيادي وحيازة الأغلبية. واستمر اعتصام الثوار أمام قيادة الجيش أكثر من شهر ونصف، برغم من تنحي الرئيس المخلوع عمر البشير يوم 11 ابريل وخلفه عوض ابنعوف يوم 12 ابريل ليتراس عبد الفتاح البرهان المجلس العسكري. وإنطلقت مظاهرات في السودام منذ منتصف ديسمبر الماضي لإسقاط نظام الإنقاذ الذي حكم البلاد لثلاثين عاماً. وأعلن مبارك أردول خلال مؤتمر صحفي بمقر الاعتصام أن القياديين البارزين في الحركة الشعبية ياسر عرمان، وإسماعيل جلاب سيصلان إلى الخرطوم خلال 10 أيام في إطار حسن النوايا، مطالباً المجلس العسكري الانتقالي بالعفو عن قيادات الحركة الشعبية الذين صدرت بحقهم أحكام غيابية وإطلاق سراح أسرى الحرب. وقال: إن عودتهم تأتي لدعم الحراك الثوري في السودان ووضع أجندة الحرب والسلام وقضايا المهمشين ضمن أولويات المرحلة المقبلة". وتقاتل "الحركة الشعبية" النظام السابق في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ عام 2011، وتسيطر حالياً على أجزاء واسعة بالمنطقتين وفشلت كافة الجولات التفاوضية مع النظام السابق في التوصل لاتفاق سلام يوقف الحرب. وتعرضت الحركة لانقسام في عام 2017، بعد أن عزل مجلس تحرير جبال النوبة قادتها ياسر عرمان ومالك عقار، وتعيين عبدالعزيز الحلو رئيساً وقائدا للجيش الشعبي. وفي أبريل/نيسان الجاري، انحاز الجيش السوداني للشعب وعزل الرئيس السابق عمر البشير من الحكم، بعد 4 أشهر من الاحتجاجات المستمرة في الأحياء والأسواق ومواقف المواصلات العامة، قبل أن تتوج بالوصول إلى مقر قيادة الجيش والاعتصام أمامها. شارك