الحركة الإسلامية سطت على السلطة ثم توارت خلف ابنها الشرعي المسمى المؤتمر الوطني وخطت له طريق الفساد فمضى فيه، وعليه هو البداية جاء بطريقة غير أخلاقية وغير شرعية بنص القرآن وأقام حكمه على أساس الظلم وتبنى سوء الأخلاق، فسرق وقتل واغتصب ولم يحترم صغيرا ولا كبيرا، وقام بعملية تشوية متعمدة للإسلام وحكم بين الناس بالظلم. كذلك حزب المؤتمر الوطني برعاية حركته المسماة إسلامية لم يحترم النساء وأذلهن وأهانهن رغم أن آخر وصايا الرسول قال موصيا المسلمين اتقوا الله في النساء، (..أوصيكم بالنساء خيرا..)، فلم يهتم هؤلاء بقول الرسول أبدا، كما قال في إشارة للعدل لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها، والمؤتمر الوطني لا يعاقب أحد من كوادره سرق أو قتل أو ارتكب أي جريمة مهما كانت بشعة، بل ابتدع له قادته الإسلامويون فقه السترة لحماية كوادر الحزب والحركة. لا أدري لماذا انتمى البعض لحزب المؤتمر الوطني؟ فإن كانوا يريدون الإسلام فقد أثبت لهم وأكد أنه لا يتمسك بالإسلام، بل هو ضده تماما وما الشعار الذي رفعه عند مجيئة إلا ورقة توت دارى بها سوءاته وسرعان ما سقطت، وإن كانوا يريدون الأخلاق فهو متعرٍّ منها تماما ورهن السودان لأهواء كوادره. المطالبة بحل المؤتمر الوطني واجب ديني ووطني وأخلاقي ووفرض عين على كل سوداني وسودانية، وواجب يقع على عاتق الحكومة الانتقالية ويجب أن تمضي فيه المؤسسات العدلية بالقانون والمبادي الإسلامية حتى تعلمهم لها من جديد علَّهم يفهمون. رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان رد على المذكرة التي تسلمها من الجماهير في مواكب خرجت احتفالا بذكرى ثورة أكتوبر وتذكيرا بأهداف ثورة ديسمبر المجيدة 2018، على رأسها حل حزب المؤتمر الوطني ومصادرة ممتلكاته ومحاكمة المفسدون من كوادره. قال البرهان إن المطالب التي قُدِّمت مشروعة، ويجب على الجميع العمل عليها، ونحن نقول له أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتقك أنت وكل أعضاء المجلس السيادي، فأرجو أن تطبقوا على هذا الحزب العدالة الإسلامية حتى يفهموا هذا الدين الذي تلاعبوا وتاجروا به. هناك الكثيرون انتموا إلى هذا الحزب الفاسد ولكنهم اهتدوا إلى الحق وعارضوه وخرجوا منه وقالوا عنه كلمة هؤلاء، ولكن للأسف ما زال هناك بعض غارقون في ضلال مبين وما زالوا يكابرون ويدافعون عنه حتى هذه اللحظة، ومنهم من يعتقد أن البشير بريء بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها. عموما لا يجب أن يكون المؤتمر الوطني جزء من الحياة السياسية النظيفة التي يسعى إليها الشعب السوداني، خاصة وأن نفس كوادره يسعون إلى فرض أنفسهم على الشعب دون خجل من ماضيهم الأسود، وعدم الخجل هذا دليل على أنهم ما زالوا في ضلالهم القديم، ويبقى مطلب حل المؤتمر الوطني ومحاكمة كوادره واجبا أخلاقيا ووطنيا ودينيا في عنق كل مواطن محب لهذا البلد. صحيفة التيار