اعلن الرئيس السوداني عمر البشير الخميس ان الاممالمتحدة لا تستطيع ان تفرض على السودان "ما لا يريده"، في اشارة الى قرار مجلس الامن الدولي الذي يدعو الخرطوم ودولة جنوب السودان الى وقف المعارك تحت طائلة فرض عقوبات. وقال البشير امام عمال وزارة النفط السودانية في الخرطوم خلال احتفال بعودة حقل هجليج النفطي بعدما احتلته قوات جنوب السودان "بالنسبة للقرارات سننفذ ما نريده. وما لا نريده لا مجلس الامن ولا مجلس الامن والسلم الافريقي سيجعلنا ننفذه". اعلن وزير المالية السوداني علي محمود عبد الرسول الاثنين ان الخلاف مع جنوب السودان حول رسوم عبور نفط الجنوب للاراضي السودانية الي موانئ التصدير لن يحل حتى نهاية العام الحالي. وقال الوزير وهو يتحدث امام المجلس الوطني السوداني (البرلمان ) ان "مسألة رسوم النفط مع جنوب السودان لن تحل حتى نهاية العام" على الرغم من ان مجلس الامن الدولي طلب من الدولتين الاربعاء الماضي حل القضايا العالقة بينهما خلال ثلاثة اشهر. واضاف عبد الرسول ان "عدم التوصل لاتفاق مع الجنوب حول رسوم النفط مثل اختلالا واضحا في الموازنة السودانية". واعلن الجيش السوداني الاربعاء ان "معارك ضارية" دارت بينه وبين قوات جنوب السودان على الحدود بين البلدين تمكنت في اعقابها قوات الخرطوم من دحر القوات الجنوبية وحلفائها من المتمردين السودانيين. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني في بيان ان قوات الخرطوم هاجمت الاثنين "منطقة كفن دبي وتمكنت بعد معارك ضارية من السيطرة على المنطقة وتأمينها تأمينا كاملا ثم واصلت صباح اليوم (الاربعاء) تقدمها نحو منطقة كافيا كنجي الواقعة على بعد 50 كلم جنوب منطقة كفن دبي وتمكنت من هزيمة فلول الجيش الشعبي واعوانه وطردهم من المنطقة". واضاف العقيد الصوارمي خالد سعد في البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية انه "بعد هزيمة فلول مني مناوي وعبد الواحد بالمنطقة اتجهوا شمالا ينهبون ويروعون المواطنين وتمكنوا من دخول قرية قريضة بولاية جنوب دارفور" الثلاثاء. واضاف ان "القوات المسلحة واصلت عملياتها بولاية جنوب دارفور لاجلاء فلول الجيش الشعبي ومعاونيه من متمردي خليل ابراهيم ومني مناوي وعبدالواحد من المناطق المعتدى عليها داخل حدودنا الدولية". ويختلف السودان مع دولة جنوب السودان التي انفصلت عنه بموجب اتفاق سلام 2005 الذي انهى حربا اهلية بينهما امتدت لاكثر من عقدين، حول قيمة الرسوم التي يجب ان يدفعها الجنوب مقابل نقل نفطه عبر البنى التحتية والاراضي السودانية. واخفق الطرفان في التوصل الى اتفاق من خلال المفاوضات التي تجري بوساطة لجنة من الاتحاد الافريقي برئاسة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي. وذهب 75 بالمئة من انتاج النفط البالغ 480 الف برميل يوميا لصالح جنوب السودان. وفقدت الميزانية السودانية جراء ذلك 36 بالمئة من ايراداتها. وقال وزير المالية السوداني "فقدنا 83 بالمئة من ايراداتنا بسبب ذهاب النفط"، واضاف "علينا ان نتخذ اجراءات عاجلة لتعويض الفاقد الذي خلفه انفصال جنوب السودان". وارتفع معدل التضخم في السودان بعد انفصال الجنوب ليصل في نيسان/ابريل الماضي الى 28.6 بالمئة مقارنة مع 22.4 بالمئة في اذار/مارس، كما تراجعت قيمة العملة السودانية مقابل الدولار.