تعيش كوريا الشمالية في حالة حداد وطني بعد وفاة زعيم البلاد كيم جونغ ايل السبت الماضي بعد إصابته بنوبة قلبية عن عمر يناهز 69 عاما. ويأتي هذا في الوقت الذي وجهت الدول المجاورة لكوريا الشمالية وكذلك الولاياتالمتحدة نداء يوم الاثنين من أجل الاستقرار بعد ان ألقت وفاة كيم جونغ بشكوك جديدة على واحدة من أكثر مناطق العالم تسليحا. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن المواطنين خرجوا إلى الشوارع في حال حزن شديد وأجهشوا في البكاء. ووصفت الوكالة كيم جونغ أون ابن الزعيم الراحل أنه "الخليفة العظيم" الذي يجب أن يتحد الكوريون خلفه. وتباينت ردود الفعل بعد إعلان نبأ وفاة جونغ ايل فقد وضعت كوريا الجنوبية قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى فيما عقدت الحكومة اليابانية اجتماعا امنيا خاصا. أما الصين الحليف الأكبر لبيونغيانغ فقد أعربت عن صدمتها لوفاة جونغ ايل وتعهدت بمواصلة تقديم "مساهمات فعالة لتحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية". شكوك من جانبها أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن أملها في انتقال هادئ وسلمي في كوريا الشمالية. كما دعا البيت الابيض بيونغيانغ إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية على صعيد الملف النووي. وقال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية جاي كارني "نأمل في ان تتخذ القيادة الجديدة في كوريا الشمالية الاجراءات الضرورية لدعم السلام والازدهار ومستقبل افضل للكوريين الشماليين وبخاصة فيما يتعلق بقضية نزع السلاح النووي". ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية جيمس روبينز إن وفاة جونغ ايل المفاجئة قبل نقل السلطة بشكل كامل لابنه أثارت حالة من الشكوك في واحدة من أكثر مناطق العالم تسليحا. وأضاف المراسل أن حكومات العالم تشارك الآن سكان هذه المنطقة مخاوفهم من الترسانة الهائلة للأسلحة التقليدية والنووية. في غضون ذلك أيدت الجمعية العامة للامم المتحدة بأغلبية ساحقة قرار يدين انتهاكات حقوق الانسان في كوريا الشمالية. وتم التصويت على هذا القرار قبل إعلان وفاة جونغ ايل. ويدعو القرار إلى وضع حد لما وصفه ب"انتهاكات منظمة وعلى نطاق واسع وخطير". حداد وطني وكان قد تم الإعلان عن وفاة جونغ ايل في بيان رسمي بثه التلفزيون الرسمي قرأته مذيعة متشحة بالسواد وكانت تبكي. وجاء في البيان أن كيم جونغ إيل توفي السبت بسبب الإجهاد في العمل بدنيا وذهنيا. إلا أن وكالة الأنباء الرسمية أفادت في بيان منفصل بإصابته بنوبة قلبية حادة أثناء سفره بالقطار يوم السبت. وذكرت الوكالة أن الجنازة الرسمية ستجرى في الثامن والعشرين من ديسمبر / كانون الأول الجاري وسيكون على رأس اللجنة المشرفة على مراسم الجنازة ابنه كيم جونغ اون. وتقرر إعلان حالة الحداد في البلاد بدءا من 17 ديسمبر الجاري وحتى 29 من الشهر ذاته. المصدر: بي بي سي العربية 20/12/2011