شهدت أروقة وكواليس حزب المؤتمر الوطني خلال الأيام الماضية حراكاً سياسياً لم تشهده دوائر الحزب منذ سنوات خلت.. جمع الوطني مجموعات مقدرة من المختصين وأهل الشأن وأدار معهم حواراً ونقاشاً صادقاً وأميناً حول السب الكفيلة للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة. البدائل التي تم إقرارها ويجري الترتيب حالياً لإعلانها خضعت لنقاش وتداول عنيف ارتفعت خلاله الأصوات والعصي.. تحدث كثيرون بحرقة ومرارة.. وقدموا نقداً لاذعاً لمجمل المشهد السياسي الماثل ورد بعضهم الحال الماثل الي مقدمات لم يكن احد ينتظر غير الذي نعايشه الآن من صعوبات ومأزق!! لابد من تقدير الجهد المخلص الذي يقوم به المختصون في وزارة المالية وعلي رأسهم الأخ الدكتور علي محمود الوزير الذي واجه العاصفة الحالية بصبر وجلد وشجاعة في الدفاع عن رؤيته ورأي الذين يقفون معه من أهل الخبرة والاختصاص ولعل إحساس الجميع بصراحة وصدق الوزير ومبرراته المرة والصعبة التي طرحها بوضوح وشفافية لم يترك مجالاً حتى لعتاة المعارضين غير التريث في تقديم النقد لان وزير المالية كشف الواقع وعرضه بكل قسوته وعتمته وقال بصريح القول أن المخرج المتاح هو في جملة الإجراءات القادمة وعلي رأسها رفع الدعم عن المحروقات ولا خيار غير الخروج من باب المنزل المحترق!! ليس سراً أن قيادة الدولة وقيادة المؤتمر الوطني قد أحست بالخطر القادم عليها من باب الاقتصاد وأيقنت رموز وقيادات الوطني السياسية والتنفيذية أن الواقع الراهن في السودان يتطلب التعامل مع التطورات الراهنة بالجدية التي يستحقها الحدث وهذا الإحساس العميق بالخوف من التراخي واستسهال الحلول وترك البحث عن مخرج لمجموعة صغيرة من المجتهدين والمختصين هذا الإحساس دفع قيادة الحزب والحكومة للجلوس والنظر بعين مفتوحة وتقدير المشكلة قدرها الذي تستحقه قولاً وفعلاً. حالة الاستنفار هذه عملت علي تحريك كل مفاصل الحزب المتكلسة ونبهت الجهاز التنفيذي لخطأ التعامل السهل مع مشاكل لا تتحمل التأجيل والتسويق والتفويض!! المؤتمر الوطني يعيش هذه الأيام حالة استعداد لم يسبق لها مثيل في السنوات الأخيرة ولعل حال بعض منسوبيه يقول داعياً (لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين) ومن نعم الله انه ينجي القوم من كل كرب مر بهم هذا من لطفه بالعباد والبلاد في هذا الوطن وليت نفراً من أهل الوطني والحكومة يعيدون التأمل في حكمة الله وتدبيره فبعض من معضلات هذا الوطن بما كسبت أيدي الناس في الحزب والحكومة وقليل منهم من يعتبر ويلقي السمع وهو شهيد!! نقلا عن صحيفة الاهرام14/6/2012