القائم بأعمال أمريكا في الخرطوم يطوف هذه الأيام في (حوامة إعلامية) آخذته وستأخذه إلي عدة صحف ومؤسسات ذات صلة بالإعلام (الحكاية شنو) آخر محطات السيد جوزيف ستامفورد كانت صحفية الصحافة الغراء والتي زارها أول أمس وأدلي عندها بتصريحات وإفادات تستحق عدداً من الخطوط وعلامات التعجب!! منها قوله إن الحوار الأمني بين الخرطوم وواشنطن جيد.. ويمضي إلي غاياته دون توقف وزاد إن أمريكا علي استعداد لإجراء حوار جاد وشفاف مع الخرطوم حول كافة القضايا المشتركة والعالقة وتلك التي (في الانتظار). ستامفورد نفي (بشدة) أن تكون دولته قد وضعت شروطاً بعينها لاستئناف التفاوض مع السودان حيث كل الأبواب مفتوحة دون حواجز ولا مواقف مسبقة. ولأن المؤمن صديق دعونا ننظر إلي أحاديث السيد ستامفورد من زاوية متفائلة وموجبة مع علمنا التام من خلال التجربة العملية أن أمريكا تتحدث بأكثر من لسان وتعمل بأكثر من واجهة وآلية وستار. ومن عجائب ذلك أن أمريكا سمحت منذ وقت طويل لشركاتها العاملة في مجال الاستثمار الزراعي بإدخال ما تريد من المعدات والأجهزة والمعينات برغم قرار الحظر الأمريكي علي السودان. وسمحت أمريكا بإدخال الأجهزة والمعدات الطبية وتتجه خلال الأشهر القادمة لإجراء تغييرات علي نظام العقوبات المفروضة علي بلادنا وتحديداً في ملف التعليم حيث ينتظر فتح قنوات التعامل المباشر بين الجامعات السودانية والأمريكية. من أحاديث ستامفورد في المنابر الإعلامية ما قاله الرجل قبل أشهر خلت باتحاد الصحفيين السودانيين وإعلانه عدم رغبة أمريكا التخلص من النظام الحالي وإسقاطه تلك التصريحات (ضربت المعارضة السودانية في الأنكل) لأن الأخيرة رفعت صوتها وضربت طار العصيان المدني بانتظار السقوط الوشيك لنظام الخرطوم. الذي يعرفه كل مراقب أن معلومات السفارة الأمريكية في الخرطوم حيث توجد أكبر وأضخم محطة مخابرات لأمريكا في أفريقيا لأكثر دقة وأقرب إلي الواقع من معلومات وتوقعات كل أحزاب المعارضة السودانية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار.. ولهذا فإن أمريكا لا ترغب الدخول في مبايعة خاسرة مرحلياً وهي تعلم والحكومة السودانية تعلم أن أمريكا لا تريد لنظام الإنقاذ أن يبقي لكنها مرغمة علي ذلك علي الأقل في المرحلة الراهنة ومن نكد الدنيا علي أمريكا أن تري وتجد عدوا ليس من صداقته بد!! بواقعيته الشديدة ومعرفته اللصيقة بأجواء ملف وطقس العلاقات السودانية الأمريكية في الوقت الراهن بدا ياسر عرمان يائساً من التعويل علي (رافعة أمريكا لإسقاط النظام في الخرطوم ) وذلك والحديث لعرمان .. الضعف والتشقق وتباعد المسافات الذي تجده أمريكا في أحزاب المعارضة وقناعتها بأن شتات المعارضين ليس قادراً علي فعل شئ لا مرحليا ولا مستقبلاً ولا منظوراً في الوقت القريب. جاء تشخيص عرمان دقيقاً عندما قال إن أمريكا لا تري المعارضة بديلاً مؤهلاً للنظام الحالي، فضلاً عن الأجواء غير الطبيعية التي تعمل تحت لوائها معارضة الأحزاب السودانية التي فقدت بوصلة الحراك.. وفاتها قطار التأثير علي الشارع السوداني الذي سبق أمريكا وياسر عرمان بقراءته الموضوعية لما يدور في السودان.. فجن الإنقاذ الذي أجبر أمريكا علي التهدئة موقتاًً (أفضل) من شيطان المعارضة متعدد الرؤوس والقرون والمواثيق. لا أعرف ماذا ستقول المعارضة السودانية بالداخل والخارج بعد أن قال القائم بإعمال أمريكا في الخرطوم إن الأوضاع الأمنية بالخرطوم طبيعية. نقلا عن صحيفة الأهرام السودانية 6/2/2013م