مثل نبل فتّيّ ٍوسهم لا يطيش صار الإعلام يتهدد الحكومات والأنظمة والممالك والشعوب وكثيراً ما يصيبها في مقتل فقد صارت آلته التي صنعت من العالم قرية صغيرة تفضح الأعمال كلها على الملأ وهي بالتالي تغير المفاهيم فليس هنالك سبيل لكتمان كثير من الأمور فالفضاء مفتوح وآليات توصيل الرسالة صارت أسرع من ارتداد البصر. قناة العربية الفضائية، الرقم المعروف في الفضاء من حولنا، وقد فرضت علي الجميع متابعتها من واقع تواجدها في قلب الحدث وظهورها في ثوب الحياد فاسمها مشتق من أحد الأسماء العظيمة والحبيبة لكل عربي- مشتق من اسم العرب أهل الإسلام والثقافة واللغة وهو أمر يوجب الاحترام. وللقناة تأريخ ومواقف كثيرة وللناس عليها مآخذ عدة ربما لم تظهر بها في السودان ولم يكن هنالك تركيز عليها لأنها لم تكن تغوص عميقاً في كثير من ملفات السودان. ولكنها وخلال التظاهرات الأخيرة والاحتجاجات التي صاحبت القرارات الاقتصادية من قبل الدولة فقد ثارت ثائرة البعض واحتقنت النفوس وحدث ما حدث خلال الأيام الفائتة والكل يعلم ذلك يقيناً. ولكن التقرير المصور والممنتج الذي بثته القناة عن التظاهرات الأخيرة والذي يظهر أحد ضباط القوات المسلحة السودانية محمولاً علي الأعناق ويظهر ذلك كما لو كان ضمن المتظاهرين الفرحين به فهذا إخفاق ظاهر وبين وخطأ فادح ارتكبته القناة. وقد أصرت على تكراره لمرات عديدة لتظهر الشعب السوداني كساذج لا يعلم شيئاً تخدعه عمليات المونتاج والمكساج والمماهاة الإعلامية. قناة العربية تريد أن تكسب موقفاً لا يشبه موقف رصيفتها قناة الجزيرة التي ربما أظهرت الواقع بحسب رؤيتها وهذه حسابات بين الفضائيات السودان ليس له دخل في ذلك التنافس. العربية تريد صنع ربيع من نوع خاص ولكن السؤال لمصلحة من تلعب العربية هذا الدور على خطورته إذا استثنينا المعارضة بجميع ألوان طيفها فتفكيرها لم يكن ليصل إلي هذا المرقى فقد اهتموا بالتخريب فقط. مازال السؤال قائماً لمصلحة من تلعب العربية هذا الفصل خصوصاً أن لها تأريخاً مشبوهاً تقاضت خلاله أموالاً طائلة حيث لعبت ضد مصالح العرب في المنطقة فتباري الناس في نعتها بنعوت قبيحة وكثيرة. نقلاً عن صحيفةأخبار اليوم 1/10/2013م