اختلافات الرؤى حول مشكلات مياه النيل والتي تجد تدخلات من دول الغرب.. وإسرائيل تنشط كلما تقدمت واحدة من دول الحوض لعمل مشروع تنموي.. فالمشكلات تتصاعد عند بناء سد أو خزان أو أي مشروع آخر.. ولأن هذا النيل الذي حوله تعيش شعوب حوض النيل في كينيا، رواندا، بورندي، يوغندا، اثيوبيا، مصر...الخ هذا الوجود يفرض تعاون هذه الدول لتستقر وتنمو.. وتنهض.. فبالحوار المفضي الى تعاون يعود بمصالح لهذه الشعوب.. تكون شعوب الحوض قد استطاعت أن تحل الخلافات.. فلا أعتقد أن اتفاقية كمبالا.. التي لم يوافق عليها السودان ومصر هي الجسر الذي يقود حل المشكلات.. لأن الأمر يهم كل هذه الشعوب.. فالتنسيق بين الدول ومراعاة ظروف كل دولة هو المخرج فمجموعة يوغندا حين لا تراعي أوضاع وظروف دول المعبر.. »جنوب السودان والسودان« ودولة المصب مصر.. تكون قد وسعت الشقة.. لذا لا بد من المزيد من الحوار الهادئ.. البعيد عن أي أجندة خارجية فمصر التي حياتها في مياه النيل ظروفها تفرض الحفاظ على حصتها في مياه النيل.. فمصر شعبها البالغ تعداده »80« مليون يعيش على النيل كأهم مورد.. بدونه يموت هذا الشعب ومناخها الصحراوي يزيد من تعقيد عوزها المائي فواقع الحال يفرض مراعاة هذا الظرف. لكن هناك مطلوبات من مصر فمطلوب منها أن تسهم في دعم دول المنبع للاستفادة من مياه النيل وذلك بعمل مشروعات تزيد من كمية الموارد المائية. وأي مشروعات أخرى فالتعاون بين الدول.. لا تأخذ دولة ولا تعطي فالمسألة «خذ وهات» فوقوف السودان مع مصر وتحفظه من اتفاقية كمبالا.. لا يعني وقوفه ضد بقية الدول فما يجمع بين شعوب مجموعة دول الحوض.. هو التاريخ والجغرافيا.. فالخلافات تحل بالجلوس للتفاوض بعيداً عن تدخل »الآخرين« الذين لايريدون استقراراً لإفريقيا فهناك الغرب الامبريالي يريد العداوة والخصام بين شعوب حوض النيل مستغلاً الشقاق والخلاف ليحقق مطامعه وأغراضه.. فإفريقيا عنده هي »الحديقة المشاعة« فتخوف مصر وقلقها من قيام سد النهضة لا أعتقد أنه في محله.. فالسد الذي صمم لتوليد الكهرباء وزراعة مساحات قليلة من الأراضي الإثيوبية حيث معلوم أن إثيوبيا لا تملك أراضي زراعية كبيرة فمعظم أراضيها جبلية.. فإثيوبيا بكثافتها السكانية العالية تعاني من نقص الغذاء.. فالسد سيسهم في حل مشكلة نقص الغذاء.. ويوفر الكهرباء لها.. كمورد اقتصادي يدر لها عملات صعبة وبالتفاهم والحوار يمكن مد مصر بالكهرباء.. أي تصدير الكهرباء لمصر التي هي بحاجة لطاقة نظيفة فأما موافقة السودان على سد النهضة فإن الموافقة ليست مكايدة لمصر ولا التخلي عنها فمصر والسودان كما العين والجفن. فالسد الذي هو خير لإثيوبيا فإنه خير للسودان فقيام السد ساهم في استقرار الإمداد المائي في حوض العطبراوي وأذكر أنه قبل ثلاث سنوات تعرض مشروع حلفا الجديدة ومشروع السكر لنقص حاد في الإمداد المائي نتيجة انخفاض مناسيب العطبراوي.. فإذن فإن السد سيؤدي للاستقرار المائي في سد »ستيت« الذي سيولد »320« ميقاوات واحسب أن مشروع الربط الكهربائي بين السودان وإثيوبيا هو خطوة للوصول الى تعاون بين دول حوض النيل.. وبالتأكيد هذه الخطوة ستتبعها خطوات وأنا على يقين أن هذا التعاون بين اثيوبيا والسودان سيدفع بقية الدول الى الانخراط في سفينة التعاون والتفاهم.. وبالذات مصر ومن ثم مجموعة دول يوغنده.. فبكل المعطيات فإن موافقة السودان على سد النهضة هي موافقة مبنية على مصالح اقتصادية تعود لصالح شعب السودان فتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 11/12/2013م