هدد الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني ، بعمل عسكري ضد المتمردين في جنوب السودان بقيادة نائب الرئيس المقال ريك مشار، إذا لم يلتزموا بوقف إطلاق النار ، في وقت يستعد فيه الجيش لهجوم وشيك من مليشيات الجيش الأبيض الموالية لمشار. وقال موسيفيني إنه "سيكون لزاماً على دول شرق أفريقيا أن تلحق الهزيمة بزعيم متمردي جنوب السودان ريك مشار إذا رفض عرض وقف اطلاق النار". وأضاف موسيفيني للصحفيين في جوبا عاصمة جنوب السودان بعد محادثات مع الرئيس سلفاكير ميادريت يوم الإثنين "نحن (دول المنطقة) منحنا رياك مشار أربعة أيام للرد ، وإذا لم يفعل سيتحتم علينا ملاحقته كلنا ، هذا ما اتفقنا عليه في نيروبي" ، وبسؤاله عما يعنيه تحديداً قال "هزيمته". واتخذ الجيش الشعبي بجنوب السودان ، حزمة من الإجراءات العسكرية الدفاعية اللازمة بمختلف مسارح العمليات بمدينة (بور) بولاية جونقلي ، استعدادا لصد الهجوم المتوقع علي المدينة من قبل الآلاف من القوات الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار ، الذي أطلق على قواته (الجيش الأبيض). وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي العقيد فيليب أغوير، ان هناك تحركات لقوات رياك مشار تتوجه حالياً من شمال بحر الغزال ، وإلى مدينة (بور) بجونقلي ، مشيراً إلى أن قوات "الجيش الأبيض" تعيد ترتيب موقفها القتالي من جديد في محاولة لشن هجوم على المدينة التي تتحصن بها قوات الجيش الشعبي الموالية للرئيس سلفاكير. وقال أغوير "أمس جرت مواجهات على بعد 25 ميلاً (حوالى 40 كلم) شمال بور"، مشيراً الي أن "سكان بور يخشون هجوماً في أي لحظة". وتتهم جوبا منذ السبت رياك مشار بحشد 25 ألف شاب من قبائل النوير من عناصر ميليشيا (الجيش الأبيض) المعروفة بوحشيتها في هذا البلد، في الوقت الذي تتعثر فيه الوساطات الهادفة إلى منع الوقوع في حرب أهلية. وكان الرئيس اليوغندي يوري موسفيني ووزير الخارجية الإثيوبي توادروس إدهانوم ، قد وصلا لجوبا عاصمة جنوب السودان يوم الإثنين للقاء الرئيس سلفاكير ميارديت وإنقاذ جهود سلام متعثرة تقوم بها منظمة دول شرق أفريقيا "الإيقاد" لوقف القتال في أحدث دولة. وأكد مسؤول بارز في حكومة جنوب السودان طلب عدم نشر اسمه خلال اتصال هاتفي من جوبا مع شبكة الشروق ، أن زيارة موسفيني وإدهانوم سبقتها رسائل شديدة اللهجة بعث بها زعماء إيقاد للطرفين المتقاتلين تهدد بنقل الملف لمجلس الأمن الدولي إذا لم يحضر ممثلون من الطرفين لمفاوضات سلام مقررة غداً في أديس أبابا لإنهاء الصراع بين كير ونائبه السابق رياك مشار. وقال المسؤول الجنوبي إن موسفيني وإدهانوم يبحثان مع كير إمكانية الإفراج عن بقية المعتقلين وترحيل الجميع إلى أثيوبيا مساء الإثنين لانطلاق المفاوضات في موعدها المضروب. واستجابت جوبا بالإفراج عن ثمانية سياسيين من بين 11 موقوفاً اعتقلوا عقب اتهام مشار بمحاولة إنقلابية، ورفضت الإفراج عن الثلاثة الباقين وهم الأمين العام السابق للحركة الشعبية الحزب الحاكم باقان أموم، ووزير الخارجية السابق دينق ألور ، والمسؤول السابق كوستا مانيبي. وأكد المسؤول أن منظمة الإيقاد حذرت كلاً من كير ومشار من مواصلة القتال وهددت بإحالة القضية لمجلس الأمن في حال لم ينتقل وفدا الطرفين لمقر المفاوضات. وكانت حكومة جنوب السودان وافقت على وقف لإطلاق النار والدخول في مفاوضات مباشرة مع مشار، لكن الأخير اشترط في وقت سابق الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين باعتبارهم هم من سيقودون وفده في المحادثات.