قالت صحيفة قلوبال بوست في تقرير بعنوان لماذا هاجمت المليشيات المسلحة الموالية للحكومة بدولة الجنوب معسكر الأممالمتحدة، قالت: قتل عشرات المدنيين وجرح المئات عندما هاجم شباب مسلحون قاعدة الأممالمتحدة في بور حيث يحتمي أكثر من 5 آلاف مواطن من ولايات الاحتراب التي تنتظم الدولة ككل والولاية بشكل خاص ولقد تجاهل المسلحون تحذيرات الأممالمتحدة وتهديداتها باستخدام القوة لمنعهم وهم يجتاحون الحواجز الأمنية ويمطرون المدنيين داخل المعسكر بسيل من الرصاص قبل أن تتمكن قوات اليونميس من إجبارهم على الخروج. فصل جديد للاحتراب: وبحسب الصحيفة فإن الحادث يعتبر الأسوأ من نوعه منذ اندلاع الصراع في الدولة الوليدة منذ ما يقارب الأربعة أشهر عمر الصراع السياسي والعرقي على السلطة داخل الحزب الحاكم كون مجزرة الخميس قد دقت المسمار الأخير في نفش العلاقة بين الأممالمتحدة وحكومة الجنوب والتي ما فتئت تتهم المنظمة الأممية بدعم المتمردين كما أن الهجوم الذي شنته مجموعة مسلحة موالية للحكومة يعتبر الأول من نوعه وبداية فصل جديد وخطير للاحتراب بالجنوب. ويقول جوك مادوت كول مدير معهد سد في جوبا للصحيفة: أعتقد أن هذا فصلاً جديداً من الصراع كنت آمل أن نتجنبه حيث إن الانتصارات الأخيرة للمتمردين ستقود أبناء الدينكا المسلحين للاضطلاع بأدوار أكثر عدوانية في بور كونها مدينة نيلية هامة يسعي الطرفان لاستعادتها كلما وقعت في يد أحدهما. ارتفاع حصيلة القتلى: وبحسب الصحيفة فإن أعداد ألقتلي في الهجوم يتزايدون بشكل مضطرد سيما أن حالة عدداً كبيراً من المصابين والجرحى حالاتهم حرجة. ويقول مسؤول تابع للأمم المتحدة للصحيفة – فضل حجب هويته – إنه شاهد أكثر من 40 قتيلاً مدنياً ماتوا جراء طلق ناري مباشر بينما أكد الدكتور أويل ايول والذي يعمل بمستشفي بور للصحيفة توقيعه على أكثر من عشر شهادات وفاة من الشباب المهاجمين الذين قتلتهم أسلحة اليونميس محذراً من ارتفاع عدد ألقتلي بوتيرة مستمرة فيما أظهر رئيس الشؤون الإنسانية بدولة الجنوب تومي لانزر غضبه الشديد من الحادث قائلاً إن ذلك لن يردعنا عن أداء مهمتنا، مضيفاً للصحيفة: إن الأممالمتحدة تكافح من أجل الحفاظ على صورتها في جنوب السودان أثناء الحرب وفي قلب الصراع، وعلى ما يبدو فان السبب في الهجوم يوم الخميس هو اعتقاد أبناء الدينكا بأن الأممالمتحدة تأوي أفراداً من مليشيات الجيش الأبيض الذي ينتمي إلى مجموعة النوير العريقة والتي يتهمها الدينكا بارتكاب فظائع ضدهم. ويمضي قائلاً إن الأممالمتحدة تحمي كل الأشخاص الذين يرتدون الملابس المدنية ولا يحملون السلاح وفي بور لجأ عدد كبير من أبناء الدينكا الذين كانوا مع المتمردين وألقوا السلاح بعد استعادة الحكومة للمدينة للمعسكر، وفي مطلع هذا الأسبوع احتفل عدد من أبناء النوير في المعسكر باستيلاء المتمردين على بانتيو الأمر الذي ترك انطباعاً بأن الأممالمتحدة تحمي مواطنين متعاطفين مع التمرد أو مليشيات متمردة سابقة. ويقول أحد مسؤولي الأممالمتحدة – فضل حجب هويته – للصحيفة أنهم في الأساس يعترضون على وجود أفراد ينتمون للجيش الأبيض داخل معسكرات الأممالمتحدة. انعدام الثقة: وبحسب الصحيفة فإن الصراع بين الأممالمتحدة وحكومة جوبا رواية لها ما خلفها حيث تتهم جوباالأممالمتحدة بإدارة حكومة خاصة بها بالدولة الوليدة داخل معسكراتها خاصة بعد أن رفضت السماح لوزير الدفاع وحراسه بالدخول إلى المعسكر في بور الأمر الذي عزز انعدام الثقة بين الجانبين وهو ما اعتبرته اليونميس آنذاك انتهاكاً للقانون الدولي والبرتوكول الذي بموجبه تم التفويض للبعثة. وتوالت الأحداث عاصفة، ففي مارس وجد الجيش الشعبي أسلحة تم شحنها داخل حاويات تابعة للمنظمة الدولية كتب عليها بضائع قالت اليونميس إنه تم شحنها عن طريق الخطأ إلا أن جوبا اتهمتها بتسليح المتمردين ونظمت مظاهرات في شوارع جوبا ضدها الأمر الذي دفع المنظمة إلى إصدار بيان اتهمت فيه الجيش الشعبي بمضايقة منسوبيها. وبحسب المحللين السياسيين فإن العلاقة بين الأممالمتحدة وحكومة جوبا قد وصلت إلى طريق مسدود ومرحلة من الصعب فيها استعادة الثقة بني الجانبين. ويقول جوك إن الوضع وصل مرحلة من الصعب فهيا بناء الثقة بين القادة السياسيين في جوبا والمسؤولين عن المنظمة بدولة الجنوب والآن هناك صورة سالبة عن المنظمة ليس فقط في عقول السياسيين بل أيضاً لدي المواطنين الموالين للحكومة. ولعل ما حدث يوم الخميس أكبر دليل على هذه العلاقة المأزومة. وبحسب الصحيفة فإن الحادثة قد هزت ثقة المواطن الجنوبي تجاه قدرة المنظمة على حمايته. ويقول وليم دوت رئيس تجمع المدنيين في المعسكر: أعتقد أنهم سينفذون هجمات أخرى خاصة أنهم يؤمنون الآن بأن لا قوة تستطيع ردعهم. نقلاً عن صحيفة الصيحة 2014/4/28م