غيب الموت الشاعر العربي الكبير سميح القاسم وهو من أصحاب الكلمة الفخيمة في الشعر العربي الفلسطيني. جماعة من كبار الشعراء الفلسطينيين والعرب إختاروا اليسار موقعاً ومتكأ للتعبير عن مواقفهم السياسية والنضالية وكان منهم عدد من كبار الشعراء إختاروا في هذا الموقف الإنتماء للحزب الشيوعي منطلقاً لنضالهم.. عدد من هؤلاء منهم الشاعر الكبير سميح القاسم إختاروا عضوية الحزب الشيوعي الإسرائيلي منطلقين من تقديرات قائمة على أن حزب الطبقة والفكرة سيكون معبراً عن موقف أممي يناصر الحق العربي أو يقوم مقاماً نضالياً داخل الكيان الإسرائيلي يمكن أن يكون نصيراً، لكن الواقع أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ظل إسرائيلي الإنتماء صهيوني المواقف. وإسرائيل دولة تقوم على مواقف هي الأبعد عن الحقوق سواء الطبقية أو الإنسانية لكونها تقوم على فكرة النقاء الإثني والحق الديني الذي لا يعلو عليه حق ولهذا فإن الإنسان اليهودي هو المقدم وأن المستوطن اليهودي يملك حق اغتصاب الأرض وأن جيش إسرائيل يقوم بعمل وطني وهو يقتل الفلسطيني طفلا وشيخاً وأسيراً وسجيناً وآمناً في داره، ويقوم بهذا العمل وهو يفرق بين إنسان وإنسان يقتل ألفاً بسبب جرح عشرات، سواء كان هذا الفلسطيني يعيش في غزة اليوم وهي تحت سلطة حماس أو كان يقيم فيها من قبل. تحول النضال الشعري الفلسطيني إلى ركيزة يقوم عليها نضال العديد من الأحزاب اليسارية في العالم العربي واتخذ من قضية فلسطين سلماً دعائياً واصلاً إلى الهيمنة والدكتاتورية. وتحولت المنظمات الفلسطينية المناضلة وخرجت من أرض فلسطين إلى حماية أنظمة وإلى تبرير مواقف أنظمة ومضت منها منظمات إلى إدارة أعمال فدائية خارج فلسطين. حماس أدارت نضالاً فلسطينياً من داخل أرض فلسطين وحصرت مواقفها وأنشطتها في قضيتها وأرضها ولم ينطلق الصوت الفلسطيني الشعري الماركسي ليقف مع هذا الموقف النضالي ولكن حماس أيضاً لم تنتج صوتاً شعرياً فلسطينياً يتجاوز إلى عمق العالم العربي ويبشر بخطى المناضل الجديد الذي أعاد القضية إلى أرضها وموقعها الطبيعي الذي سلبته قوى النضال اليساري. ألا رحم الله الشاعر الكبير سميح القاسم فقد حقق نجاحاً شعرياً باهراً وعاد لوطنه ليموت ويدفن فيه ولما يستطع أن يصل شعره بهذا النضال الفلسطيني الجديد. نقلاً عن صحيفة الرأي العام 24/8/2014م