سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دراسة إسرائيليّة: يتحتّم على تل أبيب الاستعداد لمفاجئات حزب الله الإستراتيجيّة بما في ذلك احتلال الجليل مُحذّرةً من صواريخه المتطورّة وتُلمّح لإمكانية استخدام أسلحة غير تقليديّة
الناصرة – "رأي اليوم"- من زهير أندراوس: ما زالت إسرائيل، شعبًا وقيادةً ومراكز أبحاث، تبحث في نتائج العدوان الأخير الذي شنتّه ضدّ قطاع غزّة، حيث تختلف الآراء وتتباين وُجُهات النظر. مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، والمُرتبط عضويًا بالمؤسستين الأمنيّة والسياسيّة في إسرائيل نشر الأربعاء دراسةً إستراتيجيّة جديدة تطرّق فيها إلى العلاقة بين العدوان الأخير على حماس، وبين كيفية فهمه من قبل حزب الله اللبنانيّ، متسائلاً: ماذا فهم حزب الله من المُواجهة الأخيرة مع المُقاومة الفلسطينيّة، وكيف سيؤثر ذلك على عملياته، ولفتت الدراسة إلى أنّ هناك مَنْ يُطالبون بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لحزب الله بهدف ردعه، ولكنّها في الوقت ذاته تُحذّر من الإقدام على خطوة متسّرعة من هذا القبيل. وأشارت الدراسة إلى أنّ حزب الله وحماس، أقامتا ما تُسّمى شبه دولة في الجنوب اللبنانيّ وفي قطاع غزّة، وبالتالي باتتا تُشكلّان التهديد المركزيّ على إسرائيل، نظرًا لضعف الجيوش العربيّة النظاميّة، كما أنّهما تلقيا الدعم المادي والمعنوي من سوريّة وإيران، وقام حزب الله بتدريب عناصر حماس في جميع مجالات الحرب، بما في ذلك التنصت واستخدام الوسائل التكنولوجيّة وكيفية تصنيع الصواريخ، وإقامة الأنفاق، بالإضافة إلى ذلك، دأب حزب الله على إشراك حماس في عملية استخلاص العبر والنتائج من الحرب، هذا على الرغم، أضافت الدراسة، من أنّه في السنتين الأخيرتين، لوحظ الابتعاد بين الحركتين. وأكّد مُعّد الدراسة على أنّ حماس في المواجهة الأخيرة قامت بتطبيق عمليات نجح فيها حزب الله ضدّ إسرائيل في حرب العام 2006، مثل بناء قيادة أركان، الالتزام بحرب العصابات، والتسلّح بطائرات بدون طيّار، واستعمال الصواريخ التي تصل إلى مديّات بعيدة، علاوة على تفخيخ مناطق ومراكز بصورةٍ ممتازةٍ، على حدّ قول الدراسة. وأقّرت الدراسة بأنّه خلال المواجهة الأخيرة تمكّنت المقاومة الفلسطينيّة من الإبداع وإيجاد حلول خلّاقة، وتمكّنت من تحدّي إسرائيل، حتى ساد الانطباع لدى صنّاع القرار في تل أبيب بأنّ حماس طورّت أكثر فأكثر ما تلقته من حزب الله. وتطرّقت الدراسة إلى الخطة التي أعلن عنها الشيخ حسن نصر الله، والقاضية بنقل المعركة في المواجهة القادمة إلى الجليل بهدف "تحريره"، موضحةً أنّ خلف هذه التصريحات هناك خطة عمل قام بإعدادها حزب الله تقضي بتسلل عنصر حزب الله إلى العمق الإسرائيليّ، الأمر الذي سيؤدّى إلى وضع الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة أمام تحدٍّ لم تشهده في الماضي. ولكنّ السؤال المركزيّ، برأي الدراسة، كيف تعاملت إسرائيل مع مجموعة تهديدات حماس وما هي تداعيات ذلك على الجبهة الشماليّة؟، صحيح أنّ الجيش قضى على الأنفاق، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ التضاريس في الشمال تختلف جوهريًا عن تلك في الجنوب، كما أنّ المخابرات الإسرائيليّة لا تمتلك المعلومات عن حزب الله، مقارنةً بالمقاومة الفلسطينيّة. واعترف مُعّد الدراسة أنّه خلافًا للمُقاومة الفلسطينيّة، التي أطلقت كمًا كبيرًا من الصواريخ على مدار 51 يومًا، ومكّنت القبة الحديديّة من اعتراض السواد الأعظم منها، فإنّ قدرة إسرائيل على وقف صواريخ حزب الله ضعيفة جدًا، ذلك أنّ الحزب يمتلك ترسانة صواريخ تقترب من المائة ألف صاروخ. أمّا في مجال التفوق الجويّ أثبتت إسرائيل نفسها، ولكنّها لم تتمكّن من هدم الأنفاق كليًّا، علاوة على ذلك، فإنّ سلاح الجو الإسرائيليّ لم ينجح في القضاء على منصات الصواريخ التابعة للمقاومة. وعليه، تفترض الدراسة أنّ حزب الله مع الخبراء الإيرانيين يعكف على دراسة هذا الموضوع، وسيُحاول إيجاد مواطن الضعف لدى إسرائيل، مثل إطلاق الصواريخ من مناطق مختلفة في لبنان، وإطلاق الصواريخ أيضًا على مناطق عديدة في إسرائيل لإرباك الجيش الإسرائيليّ، بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الدراسة، أنّ حزب الله ذوتّ التفوق الجويّ الإسرائيليّ، وهو يقوم الآن، بنجاح جزئيّ، بالتسلّح بمنظومات دفاع أرض جو متطورّة ومتقدّمة جدًا، وذلك بهدف منع إسرائيل من التحليق بحريّةٍ في الأجواء اللبنانيّة. وأوضحت الدراسة أيضًا أنّ حزب الله يخشى الاجتياح البريّ، وبالتالي سيسعى إلى جذب الجيش الإسرائيليّ إلى مناطق مأهولة بالسكّان لإيقاع أكبر عدد من الإصابات في صفوف جنوده، ومنع إسرائيل من الادعاء بأنّها انتصرت. كما أنّ الدراسة لم تستبعد البتّة أنْ يقوم حزب الله بتوسيع الجبهة والقتال أيضًا على جبهة الجولان العربيّ السوريّ المُحتّل، وإذا أقدم فعلاً حزب الله على ذلك، شدّدّت الدراسة، فإنّ هذا الأمر سيتطلب من إسرائيل المزيد من الاستعداد، بما في ذلك استدعاء جنود الاحتياط، الأمر الذي سيؤدّي إلى ضربة صعبة جدًا للاقتصاد الإسرائيليّ. وتناولت الدراسة أيضًا مدّة الحرب القادمة مع حزب الله، قائلةً إنّ الإسرائيليين أثبتوا أنّ بقدرتهم الحرب خلال خمسين يومًا، وبالتالي السؤال المطروح: هل سيُحاول حزب الله المس بقدرة التلاحم داخل الشعب في إسرائيل، وما هي الآليات التي سيستخدمها لاستنزاف الجبهة الداخلية الإسرائيليّة. خلُصت الدراسة إلى القول إنّه على ضوء المعطيات التي وردت، فإنّ على إسرائيل أنْ تتحضّر لمفاجئات إستراتيجيّة في المواجهة القادمة مع حزب الله، بما في ذلك دخول قوّات كبيرة من حزب الله إلى الأراضي الإسرائيليّة في الشمال، مُلمحةً إلى أنّ إسرائيل قد تلجأ إلى استعمال أسلحة غير تقليديّة لدرء هذا الخطر المُحدّق.