تنطلق بالخرطوم صباح اليوم فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة الاتجار بالبشر بمشاركة عدة دول أفريقية وأوربية ومنظمات دولية معنية بتلك الظاهرة (التعيسة) والتي ظهرت في السودان قبل سبع سنوات.. ورغم حداثتها إلا إنها أظهرت خطورتها وانتشرت كالسرطان عبر عصابات جهزت عدتها وعتادها واستفادت من الرغبة في الهجرة لتجد ضحاياها فكان قدر السودان أن وجد نفسه كبش فداء لحماية العالم أجمع من خطر الهجرة غير المشروعة باعتبار أنه دولة في قلب القارة الإفريقية ليست لها حدود طبيعية ولها منافذ على العالم العربي فنشطت ظاهرة تهريب البشر شرقاً عبر الحدود المصرية في هجرة تقصد إسرائيل وشمالاً عبر الحدود الليبية تقصد أوربا عبر البحر الأبيض المتوسط فتلك الوسطية ما رمت علينا إلا المشاكل من تهريب للبشر والمخدرات والأسلحة فأنهكت الملاحقات المستمرة لعصابات التهريب الأجهزة الأمنية والشرطية واستنفذت إمكانياتها المادية والبشرية لحماية أوربا من خطر الهجرة غير المشروعة نقول ذلك ونتذكر بأن الرئيس السابق معمر القذافي كانت تهديداته للمجتمع الدولي بأنه سيطلق سراح المهاجرين غير الشرعيين إن لم يساعدوه في السيطرة على الثورة في بلاده ويكفي أن تعرف بأن قارباً واحداً غرق قرب الشواطئ الايطالية خلف 232 غريقاً وتم إنقاذ المئات ورحلات عصابات التهريب الى ايطاليا في رحلات مستمرة وقد تكون يومياً والواقع يوضح جلياً حجم الكارثة وحجم المجهودات التي تبذلها تلك الدول لوقف الهجرة غير المشروعة فالتفت كل العالم لها ولم يلتفت للسودان الذي يقاتل لوحده ويسيطر على منطقة المناورة ويبدوا أن ذلك ما التفتت له الدول العالمية ورغم أن المؤتمر أن المؤتمر إقليمي كان محدداً له أربع دول فقط هي السودان ومصر وأثيوبيا واريتريا إلا أن الحضور جعله (مؤتمراً عاليماً) بعد أن طلبت عدة دول أوربية وأمريكا حضور فعالياته ليس من اجل (سواد عيوننا) ولكنه سيناقش قضية تهم تلك الدول واستضافة السودان للمؤتمر يأتي من واقع انه أكثر الدول المشاركة امناً وجاهزية وأهمية وجدية في محاربة الظاهرة وله من النظام والتنظيم ما يمكنه من تقديم الفائدة وبالطبع ستتعلق الأنظار على ممثل الولاياتالمتحدةالأمريكية فهل تنجح الدول المشاركة في المؤتمر إن استنهاض همم الدول لمحاربة ظاهرة العبودية الجديدة؟ نترك الإجابة على السؤال لحين الانتهاء من المؤتمر. نقلاً من صحيفة الأهرام اليوم 13/10/2014م