أثارت المعارضة بالبرلمان جدلاً حول تحويل جهاز الأمن إلى جهاز نظامي يتبع لرئاسة الجمهورية وأقامت الدنيا ولم تقعدها بعد إجازة ذلك التعديل حتى أن الإنسان يجد نفسه في كثير من الأحيان محتاراً هل تريد المعارضة أن يكون جهاز الأمن غير نظامي (باشبوزق مثلاً) وألا يكون تابعاً إلى للخالق مباشرة وبأي حال من الأحوال إن تلك التحويلات ستقنن عمل الجهاز وتجعل عمله محكوماً بقانون مصادق عليه وتحويله إلى قوات قتالية سيعزز من القوات النظامية الأخرى وهو يقاتل الآن فلا يضير أن كان قاتل قديماً أم حديثاً فالأجهزة النظامية من أجل حماية الوطن، فإذا كانت الفكرة في انه لحماية المؤتمر الوطني كحزب فكل الأحزاب لها مليشيات فلماذا لا يتحدث الناس عن جيش الفتح والأمة والأسود الحرة وجيوش الحركات الموقعة على السلام فالحديث عن القوات النظامية (الشرطة والجيش والأمن) يختلف عن الحديث عن مقاتلي الأحزاب فهي مسؤولة عن السودان كأرض وبشر تعمل بقانون يحدد سلطاتها ويضبط تفلتات عناصرها، ولا أظن أن الأمر يخيف ويرعب ويدعو للانسحاب فإذا لم تكن القوات مسألة من الدولة تكون المشكلة والدولة يمثلها رئيسها ومشكلة المعارضة اليوم أنها لا تطرح بدائل لما يقوله الحزب الحاكم وبرامجها غير واضحة لذا غير مقنعه وتلك هي المشكلة الأساسية في عدم مقدرتها على فعل، فصبت مجهودها للتشكيك في الآخرين، فالسودان بأحزابه وبإنسانه يحتاج للتركيز والتريث والتطور فلينظر الإنسان إليها بصفة شخصية وليست وطنية لأن طموح الوطن وطموح الشخص يلتقيان في التطور والرفعة وهو المنشود وأنا كإنسان (عادي) لا تهمني الكثير من المناقشات التي تعترض عليها السياسة فأمثالي كثيرون همهم اجتماعي لأنهم يستندون على إرث من الأخلاق والكرم والشجاعة والمروءة وقائمة طويلة تنافس قائمة أفخم المطاعم ويعني (لاشيء نختشي منه) فالاهتمام بالسياسة إذا لم ترتبط بالسوق ومشاكل الناس تبقي لا فائدة منها ولا تهمنا كثيراً فألاهم الان كيف نعمل لتنتج لنا الأرض ذهباً ونستفيد من إمكانياتنا فإذا اعتمدت الدولة على الإنسان فإنها ترتفع لمصاف الدول المتقدمة بدليل أن اليابان خرجت بعد هروشيما بلا أرض وبشعب مشوه أعتمد عليه فصارت من أقوى الدول. نقلاً عن صحيفة الأهرام اليوم 2015/1/8م