* ما أسعدنا ونحن نتلقي أخبار الإنتصارات المتتالية (لجيشنا) على مسارح العمليات النشطة في دارفور وجنوب كردفان، وما أشقانا ونحن ندرك إن الضحايا من قتلي وجرحي (من الجانبين) هم أبناء هذا الوطن العزيز!! ويا لبؤس الدفء عندما يأتي من لهيب قذيفة، أو من طلقات رصاص، أو من انفجار قنبلة، أو من (قومة لغم) ،، ويا (لبؤس المدنيين) المستجيرين من المضاء بالنار: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم)... صدق الله العظيم. * لقد تناقلت الوسائط والمواقع خبر وساطة (سائحون) بين الحكومة والجبهة (المتمردة) لوقف إطلاق النار،، والذهاب في جولة جديدة من المفاوضات بين الجانبين تحت مظلة الإتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وسرني أن (سائحون) نفت تلك الأخبار جملة وتفصيلاً، ليس حباً في مواصلة القتال لكن لان هذا المطلب (وقف شامل لإطلاق النار) مطلب حكومي من الأساس، وثابت في أجندة الوساطة رفيعة المستوى، بينما يرفض المتمردون القبول به ويقترحون (وقف العدائيات)، ولا يعدو طلب وقف إطلاق النار مع بداية عمليات الصيف الحاسم أن يكون مناورة مفضوحة المرامي تهدف إلى بث الإحباط في قواتنا التي أطلقت ماردها من قمقمه، إذا قبلت الحكومة وقف إطلاق النار في هذا التوقيت، أو إظهار الحكومة في موقف الرافض للسلام، إذا ما هي رفضت مقترح وقف إطلاق النار .. ومثل هذا الإقتراح إذا ما جاء من (سائحون) ورفض فسيزيد شقة الخلاف بين الإسلاميين إتساعاً بحسبان إن الحكومة وسائحون يعتمدون مرجعية واحدة وخلفياتهم الفكرية والتنظيمية والحركية تنهل من معين واحد. * لو كان قادة التمرد الذي يتولي كبره (عرمان) يقرأون التاريخ القريب جداً لجنحوا للسلم، إستناداً على تجربة الجنوب الذي حمل السلاح لنصف قرن من الزمان، ولم يحقق مثقال ذرة من مطالبه، إن كانت مشروعة أمة غير مشروعة، أو يمحون ظلاماتهم التاريخية المزعومة، فساقت إليهم اتفاقية السلام الشامل مالم يكن في ذهن أحدهم مهما بلغت درجة تفاؤله،، ولان عرمان لم يكن تلميذاً نجيباً لقائده قرنق، إنما كان بوقاً يلوك كلامه ويتفله على وسائط الإعلام. ولم يكن محارباً يجوب الأدغال يحمل السلاح ويقتات من الحشائش وخشاش الأرض، ولم كن قائداً يقود المتحركات، ويجابه الموت، بل لم يكن سياسياً يتقن فن الممكن، فأقصي ما بلغه في دهاليز السياسة هي أركان النقاش في الجامعة التي لم يكملها,, وحتى النقاش ختمه بطعن زميله فأودي بحياته وهرب من وجه العدالة ودم الشهيد الأقرع معلق برقبته إلى يوم يبعثون، وفجأة ومثلما وجد مناوي نفسه قائداً بعد موت عبد الله أبكر (العقيد في الحرس الرئاسي التشادي)، ووجد عبد العزيز الحلو نفسه قائداً بعد رحيل الجنوبيين إلى دولتهم، بلا إحساس حقيقي بالمسؤولية، ولا إنتما يربطه بأصحاب المصلحة في جنوب النيل الأزرق، وجنوب كردفان، فخشي على نفسه البوار، فجعل المماطلة، وزيادة أمد الصراع، صنعة تضمن له البقاء تحت شلال الدعم المالي الذي تغدقه عليه الكثير من المنظمات المشبوهة وبعض الدول المستكبرة التي لا تسعد أبداً باستقرار بلادنا تحت أي نظام، ولأن هذه الجهات تدرك إن محاولات إسقاط النظام بالقوة في المركز يعني الفوضى الشاملة. * التحية لقواتنا وهي تحرز النصر تلو النصر،، اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون، وها هو الصيف قد داهمهم في عز الشتاء. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2015/1/15م