* الشيء الوحيد الذي لم يعرفه البشير، أو يتعلمه هو (الخوف) بحكم نشأته ثم تربيته العسكرية، ولو كان الخوف يعرف إلى قلب الرئيس سبيلاً، لما صابر، ورابط، أمام صنوف الابتلاءات، والتحديات، والأزمات، التي اكتنفته من كل جانب، يأخذ بعضها بتلابيب بعض، ولا نسمع منه عند إبلاغه بمصيبة من المصائب إلا كلمة واحدة هي (خبر) ثم ينصرف إلى ما كان فيه عمل،، وقد كنت دائماً أحس بصدق كلماته وهو يتحدث عن رغبته في نيل الشهادة في سبيل الله، وقد عجمت المشاكل عوده، واختبرت الحوادث صلابته، وهو يقود سفينة البلاد في بحر متلاطم يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض، ولكن، ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور، وتضيق هذه المساحة لتوثيق مواقف الرئيس البطولية التي تنضح شجاعة وبسالة، وعزة ونخوة، وأفردت لها فصلاً كاملاً في كتاب قيد الإصدار عنوانه (عمر في صور) وقد نشرت مقتطفات منه في هذه المساحة لشهور خلت، وهذا ما نحن ليس بصدده الآن. * ماذا لو كان البشير جباناً!!! إذن لما أختار الخدمة العسكرية أساساً، ولما إختار القوات المحمولة جواً وحدة، فهي سلاح المغاوير، وهي وحدة الفدائيين، التي تنزل من السماء خلف خطوط العدو، في جنح الظلام، ولو كان البشير جباناً، لما جابه القيادة السياسية وهو ضابط برتبة العقيد، ولما قاد قواته في منطقة غرب النوير، وهم ينتعلون الشقيانة، ويأكلون خشاش الأرض، ولو كان البشير جباناً، لما هاجم ميوم بالتركتورات، بعدما أغلقت الطرق بسبب الخريف، وكان د. رياك مشار يقود المتمردين، حين باغتهم العميد الركن عمر حسن فولوا الأدبار، وحقق أول انتصار للقوات المسلحة في فترة توالت فيها الهزائم، وسقوط المدن أو (الانسحاب التكتيكي) تغليفاً للهزائم. * وتتمني المعارضة من كل قلبها، أن لو كان البشير جباناً، لكنهم يعملون، والذين من ورائهم يعلمون كذلك، بأنه رجل شجاع، وقائد مقدام، وإن أنسي لن أنسي التحية العسكرية التي أداها أمامه الرئيس الفنزويلي الراحل، هوغو تشافيز ثم احتضنه بقوة وهو يقول (سيدي الرئيس أنت بطل حقيقي) كان ذلك في الدوحة، وهذه شهادة من صديق وفي لشبونة عاصمة البرتغال حين قابله الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، وقال (عندما صافحته أحسست بأنني أصافح رجلاً قوياً) وهذه شهادة من عدو، فالذي يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء، والذي حبس أنفاس الإعلاميين في الدوحة لحظة هبوطه من الطائرة الرئاسية، والعالم الغربي في قمة هيجانه وطغيانه بقرار المحكمة الجنائية الدولية، (أو المدعاة كذلك) لا يمكن إلا أن يكون بطلاً هاماً، ورجلاً شجاعاً قوياً، والمؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ولأن من ترتعد فرائضه خوفاً وفرقاً من قعقعة الشنآن، لا يحق له ولا يجوز أن يحكم السودانيين الشجعان. * وعندما طارت الشائعة التي لا تريد غير البلبلة، وهم يولولون لأنهم يرون المحكمة الجنائية التي عولوا عليها كثيراً في النزع الأخير، لم أكترث كثيراً، فأنا أعرف البشير وشجاعته، وحسن توكله، وثاقب بصره وبصيرته، وقد أنحي بعض المشفقين بالأئمة على مستشاري البشير وأنهم لم يمحضوه النصح، ومنهم من ذهب أبعد من ذلك، فقال بأنها مؤامرة للتخلص من البشير دبرها له بعض المقربين الطامعين!! وهم من ذلك براء، ولا نظن بهم وبأنفسنا إلا خيراً، وقد شهدت في الليلة التي سبقت سفرنا في رحلة الدوحة الشهيرة، كل القيادات بلا استثناء، وهم يحاولون بكل ما آتاهم الله من قوة، ومنطق، وعاطفة إثناء الرئيس عن تلك الرحلة، وهو (واقف ألفاً أحمر)، ولو كان الرئيس جباناً لرضخ لنصيحة كبار معاونيه،، لكنه البشير وكفي، عوداً حميداً. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2015/6/16م