معاوية بابكر أحمد علي شاب في العقد الثالث من عمره كان معتقلا بأحد السجون بجنوب السودان زارته (الأهرام اليوم) فكشف عن تفاصيل اعتقاله من قبل الجيش الشعبي ووضعه في سجن عسكري بمنطقة (مابيل) الواقعة بين منطقتي التونج وواو قضي نحو أربعة أشهر في قبضة الجيش الشعبي وصفها بأنها من أصعب الأيام التي مرت علي حياته حيث تعرض فيها لاقسي أنواع التعذيب وقال معاوية انه كان في طريقه لمدينة رومبيك حين تعرضت العربة التي كانت تقله واخرين لحادثة نهب فقد فيها (15) الف جنيه و (3) اجهزة موبايل وتم اعتقاله بواسطة افراد الجيش الشعبي الذين وضعوة في سجن حربي أخضع فيه لسلسة متواصلة من التحقيقات حول سبب وجوده بالجنوب وأضاف معاوية بأنه اخبرهم خلال التحري معه بأنه حضر لمدينة واو منذ العام 2006م وعمل معلما باحدي المدارس الثانوية ثم تاجرا في أجهزة الموبايلات التي يجلبها من جوبا ويقوم بتوزيعها في مدن الجنوب. ولكنهم لم يصدقوه واذاقوه ألواناً من العذاب وكانوا في بداية أيام اعتقاله يجلدونه (51) جلده في الصباح ومثلها في السماء وعذبوه بكي ظهره بالناء كما قاموا بثقب اصابع يديه بالشوك. للعلاج أمر الطبيب بتحويله لمواصلته بالخرطوم وذلك في نهار شهر مارس وتم نقله من الطائرة بعربة اسعاف حوادث مستشفي الخرطوم حيث كشفت الفحوصات الطبية التي أجريت له بأنه يعاني من سوء تغذية وضعف وضغط الدم والتهاب بالفقرات العنقية وحجز لمدة (24) ساعة بالحوادث. وباشرت أسرته نقله لمستشفي سوبا لاجراء الفحوصات واخذ صور مقطعية وصور اشعة ثم أخضع لعلاجات مكثفة تحت اشراف الأطباء حيث كان طريح الفراش الابيض ورغم تحسن صحته نسبياً ولكنه ما زال يتحرك بصعوبة وأكد معاوية بأنه كان يعيش علي وجبة واحدة عبارة عن كوب شوربة عدس وفي بعض الاحيان قطعة (عصيدة) الي أن تدهورت حالته الصحية واصبح لا يستطيع الوقوف فاطلقوا سراحه وطلبوا منه الذهاب للعلاج بواو وكان قد سمع وهو في المعتقل الذي يوجد به عدد كبير من المعتقلين الذين لا يعرفون التهم التي ضبطوا من أجلها بأن صديقه (محمد) الذي جاء للبحث عنه معتقلا بأحد السجون فطلب منهم الافراج عنه حتي يرافقه لانه لا يستطيع الحركة لوحده وبالفعل اطلق سراحه بعد أن منحا تصريحا بالتحرك حتي لا يتم ايقافهما وعند وصولهما لمدينة واو عرض نفسه علي طبيب باحدي العيادات ليقف علي حالته الصحية مؤكدا أنه وحال تماثله للشفاء سيقوم باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة ضد الذين اعتقلوه وسيصعد شكواه لمنظمة حقوق الانسان لاعتقاله وتعذيبه وانتهاك حقوقه دون ذنب اقترفه. نقلا عن صحيفة الأهرام السودانية 10/5/2010م