أعلنت دولة جنوب السودان عن ترحيبها بالوساطة التي تقوم بها روسيا بين الخرطوموجوبا، وأكدت أن وزير خارجيتها الدكتور برنابا مريال بنجامين سيتوجه في الثامن من هذا الشهر إلى موسكو لحضور الاجتماع الثلاثي مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسوداني الدكتور إبراهيم غندور، والذي سينعقد ما بين التاسع والحادي عشر من الشهر نفسه. ويعد هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ استقلال دولة جنوب السودان سنة 2011، كما ينظر إلى قبول جوبا بالوساطة الروسية على أنه خطوة قد تقود إلى قطيعتها مع واشنطن، وتوجه جديد وغير مسبوق. وأكد ماوين أكول، المتحدث باسم خارجية جنوب السودان، مشاركة وزير خارجية بلاده في اللقاء الذي سينعقد في موسكو مع نظيريه السوداني إبراهيم غندور والروسي سيرغي لافروف، وقال إن هذا اللقاء «هو الأول من نوعه الذي ينعقد في موسكو بين وزيري السودان وجنوب السودان، ونحن في جوبا نعول عليه لتذليل العقبات التي تواجه اتفاقية التعاون المشترك بين البلدين»، كما أبدى تفاؤله في أن تلعب الحكومة الروسية دورًا كبيرًا في تنفيذ اتفاقية السلام في بلاده، مؤكدًا أن اللقاء الثلاثي سيبحث بالتفاصيل اتفاق التعاون المشترك بين دولتي السودان وجنوب السودان، الذي تم توقيعه في سبتمبر (أيلول) 2012 في أديس أبابا، إلى جانب العلاقات الثنائية بين الخرطوموجوبا، وأوضح أن لقاء موسكو سيذلل الكثير من العقبات وتقريب وجهات النظر بين البلدين وبناء الثقة بينهما. في نفس السياق، أشار أكول إلى أن روسيا أصبح لها دور كبير في المنطقة، وأن علاقاتها تاريخية مع دولة السودان، حيث تعود إلى منتصف خمسينات القرن الماضي، موضحًا أن موسكو لها تأثيرها على جوباوالخرطوم، وتعمل بطريقة ناعمة، على عكس دول كثيرة، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، كما يمكنها أن تخفف من اللهجة الأميركية ضد بلاده، وقال بهذا الخصوص إن «واشنطن ترسل يوميًا رسائل تهديد ضدنا، وتمارس ضغوطًا علينا، ورغم أن الرئيس سلفا كير وقع اتفاقية السلام في جوبا قبل أكثر من أسبوع على الرغم من التحفظات الموضوعية التي ذكرها. إلا أن الإدارة الأميركية ترفض هذه التحفظات ولا تلقي لها بالاً.. على العكس من روسيا التي أبدت تفهمًا كبيرًا لتحفظاتنا، وطلبت من (الإيقاد) والمجتمع الدولي إعطاء جوبا الفرصة في تنفيذ اتفاق السلام والاهتمام بهذه التحفظات»، مشددًا على أن روسيا أصبحت الآن أقرب إلى بلاده من الولاياتالمتحدة، وقال في هذا الشأن «صحيح أن واشنطن وقفت إلى جانبنا حتى نلنا الاستقلال، ولكنها أصبحت تمارس علينا ضغوطًا، وبدأت تنحاز إلى المتمردين.. وهذا ما يجعل موسكو في الوقت الراهن أقرب إلينا من واشنطن». إلى ذلك، قال كيبي جيرمايا، مسؤول الشؤون الإنسانية في سفارة جنوب السودان لدى الخرطوم، إن السلطات السودانية ستقوم بترحيل مواطني بلاده من المعسكرات المنتشرة في الخرطوم إلى دنقلا في الولاية الشمالية، مشيرًا إلى أن سفارته أبلغت السلطات بعدم رضاها عن نقل المواطنين إلى تلك المناطق، وأن الشرطة السودانية قامت بمداهمات واسعة لإبعاد أبناء جنوب السودان من معسكرات النزوح في الخرطوم، مع حدوث اعتقالات وسط النازحين، وأكد أن الأوضاع الإنسانية سيئة للغاية، خاصة وسط النساء والأطفال وكبار السن. المصدر: الشرق القطرية 6/9/2015م