منعطف جديد «ثمة علاقة خاصة بين السودان وبريطانيا» سير اليك ستيرلنج سفير بريطانيا بالسودان (1984 -1986) قد تشير كلمات سير اليك ستيرلنج الى حقيقة تاريخية هي ان شؤون السودان لم تكن تابعة لوزارة المستعمرات بل لوزارة الخارجية البريطانية. تبع ذلك ان الذين كلفوا بادارة السودان اتوا من فئات ذات مستوى وتدريب يختلفان عن الذين اوكلت اليهم السيطرة على المستعمرات الأخرى. وربما قصد السفير الاشارة الى الاسلوب السلمي الذي نال به السودانيون الاستقلال عبر التصويت في البرلمان، والتزامهم بدفع معاشات البريطانيين الذين عادوا الى بلادهم نتيجة لسودنة الوظائف ومهما يكن من أمر فإن استنهاض قادة الحركة الوطنية للشعب السوداني لكي يؤيد بريطانيا وحلفاءها اثناء الحرب العالمية الثانية قد ترك اثراً حميداً في صدور البريطانيين تجلى ذلك في الانواط والنياشين الرفيعة التي نالها الضباط والجنود السودانيون تقديراً لتفاينهم في القتال ضد النازية والفاشية. شهدت العلاقات التي اعقبت الاستقلال مداً وجزراً في صداقة البلدين. لكنها وصلت الى ارتفاع ملموس عندما توسطت بريطانيا وحلفاؤها لتوقيع اتفاقية السلام الشامل العام 2005م وعندما اجريت الانتخابات الرئاسية في السودان في شهر ابريل الماضي، واعقبتها الانتخابات النيابية في بريطانيا في مايو الماضي. اعلن فخامة الرئيس البشير عند انتخابه ان يد السودان ممدودة للتعاون مع الجميع وانه يدعو كل الدول للاستثمار في البلاد. تزامن ذلك مع تكوين حكومة ائتلافيه في بريطانيا من حزبي المحافظين والديمقراطيين الاحرار (الذين عارض رئيسهم نك كليق غزو العراق). تبلورت كل هذه الخلفيات في مناسبة تاريخية بحق استضافتها غرفة التجارة العربية البريطانية بلندن يوم 29 سبتمبر وتدافع لحضورها اكثر من مائة وخمسين مشاركاً اضطر بعضهم للوقوف بعد أن امتلأت المقاعد. كان شعار الندوة هو:«فرص للاستثمار في السودان» وتحدث فيها السفير السوداني عبدالله الازرق والسفير البريطاني بالسودان نيكولاس كي «الذي وصل خصيصاً والخرطوم» والاستاذة ميري لويز ارشر مديرة ملف السودان في هيئة التجارة والاستثمار البريطانية والاستاذ جيف مينارد مدير شركة الترا كابيتال المحدودة. وحضر من السودان للمشاركة في الندوة د. تاج السر محجوب الأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط الاستراتيجي. وزعت السفارة السودانية اكياساً انيقة احتوت على قوانين الاستثمار باللغة الانجليزية ومعلومات اقتصادية عن ثروات السودان. قدمت الندوة بلغة انجليزية مبينة د. افنان الشعيبي الامينة العامة لغرفةالتجارة العربية البريطانية وادارها بكفاءة عالية الاستاذ عبد السلام الادريسي رئيس وحدة الخدمات التجارية بالغرفة . استعمل الحديث السفير السوداني عبدالله الازرق الذي أكد ان واجبه الاول هو متانة الوشائج البريطانية السودانية في كل المجالات وان العلاقات الاقتصادية والتجارية تأتي في مقدمة اهتماماته الجديرة بالمتاعبة تحدث عن الخلفية التاريخية المواتية فذكر دراسة اعداد هائلة من السياسيين والمثقفين ببريطانيا وتقدير السودان للدور الذي اضطلعت به بريطانيا في التوسط لتوقيع اتفاقية السلام الشامل التي نفذت معظم بنودها بما في ذلك الانتخابات والتحضير للاستفتاء. ذكر الاثر الذي تركته زيارة الوزير البريطاني هنري بلنجهام للخرطوم يوم 26 يوليو الماضي وتصريحاته باستعداد بريطانيا لتشجيع التجارة والاستثمار وقوله ان العقوبات المفروضة على السودان امريكية وليست بريطانية رسم بعد ذلك خارطة عامة لثروات السودان في الزراعة والماشية والمعادن والنفط. تحدث عن سد مروي وخزان الروصيرص وابدى اسفه لأن حجم التجارة البينية قليل نسبياً لا يعكس الفرص المتاحة. اقتطف كلمات من رد الرئيس البشير على مجلة (FIRST) ودعوته في المقابلة التي اجريت معه لدخول الشركات البريطانية في شراكة مع السودان وشركاته . نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 6/10/2010م