على خلفية الاتهامات التي دفع بها رئيس الحركة الشعبية رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت في وجه نائبه د. رياك مشار وأنه يعمل منفردا في إشارة إلى أنه يمثل حكومة داخل حكومة الجنوب، فإننا نشفق على الدولة الجديدة في حالة الانفصال.. دولة مأزومة بكل المقاييس وهذا ما يثير القلق لدى أي دولة مجاورة لأن (بلاويها) ستنعكس عليها.. قلنا من قبل وقال كثيرون إن الحركة لم تستطع استيعاب العملية السياسية، ولم تتمكن من التحول من جيش عصابات إلى حركة سياسية تمارس السياسة باحتراف.. عندما وقعت الحركة اتفاقية نيفاشا التي أعطتها الحق في حكم الجنوب منفردة أشفق الكثيرون على إدارة حكم الجنوب وقد كانوا على حق.. لأن الحركة لم تمارس من قبل أي نوع من الحكم المدني، وفضلا عن ذلك تفتقر إلى الكوادر المتمرسة التي ستدير المؤسسات المدنية، وهذا كوم والعقلية السياسية للحركة كوم آخر.. كنا نعلم أنها خارجة للتو من حرب عصابات بين أحراش وغابات الجنوب، فهي لا تعرف غير لغة السلاح ومن الصعب عليها أن تتحول بين ليلة وضحاها إلى حركة سياسية مدنية، لكن اليوم مضى عليها (5) سنوات حسوما ولم يطرأ عليها أي تحسن في ذلك الاتجاه. من أغرب الأخبار التي سمعناها على مدى السنوات الماضية على سبيل المثال تعرض المسافرين عبر مطار جوبا للتحرش من قبل الأجهزة الأمنية بالمطار.. هذا لم أقله من عندي، وزير الاعلام في حكومة الجنوب وقتها قبريال شانقسون ذكر أن المسافرين وخاصة الأجانب يتعرضون إلى التحرش من قبل الأجهزة الأمنية بمطار جوبا. حتى أن مجلس وزراء الحكومة كون لجنة لوضع ضوابط للعمل بالمطار لتفادي مثل هذه التحرشات.. فيما بعد أيضا بطشت استخبارات الحركة بمحطتين إذاعيتين تعملان في جوبا هما (ليبيرتي اف.ام) و(باخيتا). مديرا المحطتين قالا إن قوات الأمن (استخبارات الحركة الشعبية) داهمت المحطتين واعتقلت العاملين فيهما بعد ان بثت إحدى المحطتين مقابلة مع الفريد لادو قوري المرشح المستقل لمنصب حاكم ولاية الاستوائية الوسطى التي تضم جوبا.. أسلوب فج وقمعي تم استخدامه مع العاملين في المحطتين.. مدير راديو ليبيرتي اف.ام البينو توكوارو "جاءوا والبنادق مرفوعة.. وأن احد العساكر اغلق مبنى المحطة وأخذ المفاتيح معه"!!.. أما راديو باخيتا أذاع بيانا يقول: "شعرنا بالاهانة بسب الطريقة التي اخذت بها المديرة من مكتبها الى السيارة تحت حراسة الشرطة." هناك الكثير المثير للقلق بدءً بالمذابح القبلية وانتهاءً بالاعتداء على القنصليات وكسر أبوابها وسرقتها.. إنها دولة مأزومة الكل يخشى من قيامها وفقا لهذه المعطيات المخيفة والله يكذب (الشينة). نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 1/11/2010م