احتقان كبير تعيشه المنطقة المحيطة بمطار طرابلس طرابلس – علمت "العرب" أن الميليشيات المسلحة التابعة لمدينة مصراتة قامت أمس بعمليات سلب ونهب للممتلكات الخاصة لمتساكني منطقة قصر بن غشير المحيطة بمطار طرابلس الدولي الذي يشهد مواجهات دامية منذ أيام بهدف السيطرة عليه. وقالت مصادر على عين المكان إن احتقانا كبيرا تشهده المنطقة خاصة بعد أن واجهت الميليشيات المتشددة مظاهرة نظمها سكان المنطقة للمطالبة بإطلاق سراح من تم اعتقالهم خلال الأيام الماضية من قبل ميليشيات مصراتة وعناصر غرفة ثوار ليبيا التي يهيمن عليها منتسبو الإخوان والجبهة الليبية المقاتلة. وأشارت إلى أن الميليشيات قابلت المظاهرة السلمية بعنف شديد وأطلقت الرصاص على المتظاهرين، لافتة إلى أن حجم العنف فاق ما استعملته كتائب القذافي خلال معركة السيطرة على المطار بينها وبين ثوار الزنتان سنة 2011. وكشفت عن أن الميليشيات الإسلامية أعدت قوائم بأسماء أعيان قصر بن غشير والنشطاء الذين تظاهروا ضدها، وأنها تخطط لاختطافهم ونقلهم لاحقا إلى مصراتة. ويتهم ليبيون ميليشيات مصراتة بأنها تريد فرض سيطرتها على طرابلس مستفيدة من ضعف المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا، وخاصة من الدعم الكبير الذي يأتيها من دول مثل قطر وتركيا للتحول إلى شرطي يخدم لفائدتهما. من جهة أخرى، قال شهود عيان إن عدة قذائف سقطت على مبنى مطار طرابلس الدولي أمس وإنهم شاهدوا فتحات في سقف المبنى ونوافذ محطمة به كما شاهدوا قذائف على الأرض. وأغلقت ليبيا مجالها الجوي، واستثنت المنطقة الشرقية نهارا، وذلك بسبب صعوبة مراقبة حركة الملاحة الجوية. وقال مدير مصلحة الطيران المدني (حكومية)، نصر الدين شايب العين إنه تم إغلاق الأجواء الليبية بسبب عدم قدرة السلطات على إدارة عملية التحكم والمراقبة للملاحة الجوية بشكل سليم، نتيجة عدم تمكنها من نقل نشاط غرفة مراقبة الملاحة الجوية بمطار طرابلس، إلى مقر آخر. واندلع يوم الأحد الماضي، قتال في محيط مطار طرابلس (جنوبي العاصمة)، بين غرفة عمليات ثوار ليبيا الإخوانية وقوات يقودها "ثوار سابقون" من مدينة مصراتة (شمال غرب) من جهة، وكتائب القعقاع والصواعق (ثوار الزنتان) من جهة أخرى، للسيطرة على مطار طرابلس الدولي. ووصفت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) الأوضاع الأمنية في البلاد بأنها "تخطت كل الخطوط الحمراء" واعتبرت أنها "تعكس تغول الجماعات المسلحة وسعيها المحموم إلى فرض رأيها بقوة السلاح".