الوضع الأمني والإنساني المتدهور في جنوب السودان يجبر العديد من الأطفال على العمل في مهن متواضعة لمساعدة عائلاتهم. العرب حوالي 400 ألف طفل انقطعوا عن التعليم جراء الأزمة المستمرة في جنوب السودان جوبا - يعاني شعب جنوب السودان، أوضاعا كارثية وظروفا إنسانية صعبة، ما اضطر العديد من الأطفال للعمل بغية مساعدة ذويهم، وكذلك توفير نفقات الدراسة. على الرغم من بدء العطلة الدراسية، ينهض تشارلز سبيت لوكول (11 عاما)، كل صباح حوالي السادسة، ويخرج إلى الشارع حاملا زوجين من النعال وحقيبة تحتوي علب ورنيش الأحذية والفرش. و"لوكول"، هو الابن الثاني لأسرة تضم أربعة أطفال، تربيهم أم وحيدة تعمل في غسل الأطباق في فندق جوبا، عجزت عن توفير ما يكفي لسد رمق أسرتها، فأرغمت "لوكول" على مساعدتها. وفي بداية اليوم يجلس الفتى في محله خارج المحكمة في وسط مدينة جوبا لخدمة العملاء الذين يحتاجون إلى تلميع أحذيتهم. ويتكلف تلميع زوج الأحذية اثنين جنيه جنوب سوداني "0.35 دولار". وقال "لوكول": "أعطي كل الأموال التي أحصل عليها إلى والدتي التي تشتري بها لي أيضا الكتب والأقلام. والأسبوع المقبل عندما تبدأ الدراسة، سوف أتوقف عن هذا العمل". و"لوكول"، واحد من بين العديد من أطفال جنوب السودان الذين يعيشون في ضواحي جوبا، ويترعرعون في كنف أسر تعاني من صعوبات اقتصادية. مثله، يتوافد العديد من الأطفال إلى وسط مدينة جوبا كل صباح للعمل في مهن متواضعة، وتشمل تلميع الأحذية، وغسيل السيارات وتوقيف سيارات الأجرة، من بين مهن أخرى. وتقدر منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، وشركاؤها المحليون أن 400 ألف طفل تسربوا من التعليم جراء الأزمة المستمرة في جنوب السودان.