بسم الله الرحمن الرحيم بيان من تجمع أساتذة جامعة الخرطوم و نحن نعيش الذكرى الأولى لاستشهاد الطالب على أبكر موسى، يهمنا أن نترحم على روح الشهيد وعلى سائر أرواح الشهداء الزكية الذين قدموا دماءهم الزكية فدى الحرية والكرامة للوطن وأبنائه. كما أننانستشعر المسئولية التي تحضنا على ترديد التساؤل المشروع، قانوناً و اخلاقاً، عن مصير جهود التحري و التحقيق عن الجناة و أهمية تقديمهم للمحاكمة اقامة للعدل و انصافاً للحق و شفاءً لغليل أولياء الدم. كما أننا ننتهز المناسبة لتجديد العزم على السير فوق ذات الطريق الذي سار عليه الشهداء رفضا للاستبداد، و عزما على استعادة كرامة الوطن و شعبه. وإذ يتابع الجميع اصرار المؤتمر الوطني وحكومته إعادة مسرحية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ظل ما يشهده الوطن من ترد مريع في الأوضاع الاقتصادية و دمار متعاظم و ممنهج للمؤسسات والمشاريع الوطنية الكبرى؛ بالاضافة الى اصرار الحكومة على مواصلةسياستها الخرقاء في اشعال الحروب و سفك دماء المدنيين،مع ما يتلبس عدداً من الولايات من اشتداد وطأة الاحتراب القبلي والنزاعات الأهلية؛ والتضييق على مناخ الحريات العامة واستغلال القضاء لمحاكمة الشرفاء من الوطنيين؛ وذلك مصحوباً بزيادة الهجمة الأمنية ضد وسائل الإعلام وإغلاق المراكز الثقافية والفكرية. يترادف كل ذلك مع ما "انجزه" حزب المؤتمر الوطني وحكوماته المتعاقبة طيلة خمسة وعشرين عاماً من تحويل السودان من دولة تواقة ومبادرة للسلام الإقليمي إلى دولة مشبوهة وداعمة للنزاعات المسلحة بدول المحيط الاقليمي؛ مما انتهى إلى اهدار إرث ممتد وضارب الجذور من العلاقات الأخوية بدول الجوار لنصل إلى حافة واقع متهاوي من العلاقات الخارجية الضامرة والمهترئة سواء في المحيط العربي أو الإفريقي و حتى العالمي. ولعلكم لاحظتم كيف أن حزب المؤتمر الوطني، مهموماً بحاجته لضمان تمدد هيمنته و احتكاره لأجهزة الدولة، قد عهد بمفوضية الانتخابات إلى ذات الثلة من الموظفين الذين أثبتت التجربة و دللت المسيرة على أنهم محض دمي هزيلة بين أصابع المؤتمر الوطني؛ وكيف جاء مسلكهم في انتخابات العام 2010م المسبب الرئيسي في اشتعال النزاع المسلح بمناطق جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. الزملاء أعضاء هيئة التدريس الأماجد جماهير الشعب السوداني في قطاعاته وفئاته المختلفة إن ما سبق يخلص بنا إلى أن المضي في اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ظل هذه الأوضاع سيقود إلى مزيد من كارثية المشهد السوداني؛ عليه فإننا نعلن، بالحزم كله، للشعب السوداني موقفنا الداعي إلى مقاطعة انتخابات المؤتمر الوطني؛ و ندعو جميع عضوية تجمع أساتذة جامعة الخرطوم إلى المناصرة والانخراط في سائر تنظيمات وحملات وفعاليات المقاطعة بشتى صورها، و نهيب بكافة مكونات الأسرة الجامعية الى الاصطفاف الجسور مع جموع شعبنا رفضا لنهج المؤتمر الوطني المدمر، و اجهاضاً لمحاولته لتمديد استبداده، و مقاطعة لمسرحيات العبث و التزييف للارادة الشعبية. ========================== تجمع الأساتذة بجامعة الخرطوم 11 مارس 2015م الذكرى الأولى لاستشهاد الطالب الشهيد على أبكر موسى