قال زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش إنه يجب يكافأ على "الحد من المعاناة" بدلا من أن يتهم بارتكاب جرائم حرب. وفي بداية دفاعه في محاكمته في لاهاي المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة قال كاراجيتش إنه "رجل متسامح" حاول احلال السلام في البوسنة. وجرى اعتقال كاراجيتش في بلغراد عام 2008 بعد 13 عاما من الهرب. ويواجه كاراجيتش عشر اتهامات بالابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية اثناء الحرب في التسعينيات بما في ذلك مذبحة سريبرينيتسا وحصار سراييفو. وراح ضحية مذبحة سربرينيتسا نحو سبعة آلاف رجل وصبي من مسلمي البوسنة في اسوأ فظائع ترتكب في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقتل اكثر من 12 الف مدني في حصار سراييفو الذي دام 44 شهرا . وبدأت محاكة كاراجيتش (67 عاما) في اكتوبر / تشرين الاول 2009. "الحقيقة ستتزداد قوة" وبدأ كاراجيتش بيانه الدفاعي بقول إنه "قام بكل ما يسع انسان ان يفعله لتجنب الحرب والحد من معاناة البشر". وقال متحدثا في هدوء إنه "رجل معتدل ومتسامح لديه قدرة عظيمة على فهم الآخرين". وقال كاراجيتش إنه اوقف جيش صرب البوسنة الكثير من المرات بينما كان يوشك على النصر، وسعى الى التوصل الى اتفاقات سلام ونفذ المعايير الانسانية الدولية واحترم القانون الدولي. واكد كاراجيتش على انه لا يوجد سجل او تاريخ للنزاع بين الجماعات العرقية. وقال "لم اعتقد انا او اي شخص اعرفه إنه سيرتكب حرب ابادة ضد من لم يكونوا من الصرب". وانتقد التغطية الاعلامية للحرب واتهمها بالتحامل وشكك في عدد القتلى في الحرب، قائلا إن العدد الحقيقي ثلث او ربع العدد الذي تشير اليه الاحصائيات. ووفقا للاحصائيات الرسمية يقدر عدد القتلى في الحرب بنحو مئة الف شخص. واحد الاتهامات التي يواجهها كاراجيتش إنه تبنى استراتيجية عسكرية تتمثل في استخدام القناصة وشن هجمات بالقذائف على سكان سراييفو المدنيين. وقال كاراجيتش إن أي قذيفة كانت تسقط على سراييفو كانت "تؤلمني بصفة شخصية". وقالت أنا هوليغان مراسلة بي بي سي في لاهاي إن الكثير من الناجين واقارب الضحايا سافروا من البوسنة لمحضور محاكمة الرجل الذي يعدونه مسؤولا عن معاناتهم يدلي ببيانه. وتقول مراسلتنا إن كل تصريح ادلى به كاراجيتش قوبل بصيحات الاستهجان وعدم التصديق من حضور الجلسة.