"حجب تقرير الطب الجنائي لا يعطي إلا انطباع بأن السلطات لديها ما تخفيه" قالت هيومن رايتس ووتش إن على السلطات السودانية أن تحقق فوراً في مقتل أربعة طلاب من المتظاهرين واختفاء اثنين أخرين في مطلع ديسمبر/كانون الأول بمدني، في ولاية الجزيرة، وأن تحاسب المتسببين في هذه الجرائم. وقال دانيال بيكيل، مدير قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "الظروف الغامضة المحيطة بمقتل هؤلاء الأفراد تؤجج من الاحتجاجات وأعمال العنف. على السلطات السودانية أن تفتح التحقيق فوراً وأن تحاسب أمام القضاء المتسببين في مقتل واختفاء هؤلاء الطلبة، وأن تمنع قوات الأمن من استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المحتجين". ظروف وملابسات حوادث الوفاة غير واضحة. قال شاهد ل هيومن رايتس ووتش إن أجساد ثلاثة من المتوفين عليها آثار ضرب، بما يوحي على الأقل بأنهم تعرضوا للضرب، على الأرجح على يد قوات الأمن، وذلك قبل وفاتهم. قالت إدارة الجامعة إن الطلبة غرقوا. رفضت السلطات توفير تقرير الطب الجنائي. وقام مسؤولو الأمن بالقبض على محمد زين عثمان، محامي أسرة أحد الطلبة المتوفين، عندما طلب التقرير في 7 ديسمبر/كانون الأول. أعلنت وزارة العدل السودانية في 10 ديسمبر/كانون الأول عن تشكيل لجنة تقصي حقائق في الوفيات. قالت هيومن رايتس ووتش إنه لابد من أن يتمتع التحقيق بالاستقلال والشفافية والقدرة على التوصل للمتسببين في الوفيات. وقال دانيال بيكيل: "حجب تقرير الطب الجنائي لا يعطي إلا انطباع بأن السلطات لديها ما تخفيه". وتابع: "يحتاج السودانيون لمعرفة ما حدث لهؤلاء الطلاب ولأن يتم الكشف عن النتائج علناً. يجب أن تحقق الحكومة بشكل غير منحاز في الوفيات وأن تلاحق المتسببين في الوفيات والاختفاءات أمام القضاء". المعارضة السودانية تطالب ب «تحقيق دولي» في قتل طلاب دارفور الخرطوم – النور أحمد النور اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قوى معارضة بالوقوف وراء الاحتجاجات الطالبية بعد مقتل أربعة طلاب من دارفور في جامعة الجزيرة ومحاولة تصعيد موجة الاحتجاجات لإطاحة حكم الرئيس عمر البشير، بينما نظّم رؤساء أحزاب معارضة وقفة احتجاج وطالبوا بتحقيق دولي في مقتل الطلاب. وطالب رئيس تحالف قوى المعارضة فاروق أبو عيسى بإجراء تحقيق دولي محايد في مقتل الطلاب. وأضاف في مؤتمر صحافي عقب وقفة احتجاج لرؤساء أحزاب المعارضة، أن المعارضين قرروا المضي قدماً في تعبئة الجماهير للتضامن مع قضية الطلاب، مشيراً إلى أنهم سيؤدون صلاة الغائب عصر اليوم الخميس على «شهداء الحركة الطالبية». وطالب بتسوية قضية دارفور «حتى لا نصطدم بجدار الانفصال كما حدث لجنوب السودان»، واتهم نظام الحكم بالسعي إلى تفتيت السودان وتفكيكه. وطالب الأمين العام لحزب الأمة إبراهيم الأمين بالتضامن مع الضحايا وعزل الحادث منعاً لتكراره، وتوقع أن يُحدث ردة فعل عنيفة في أوساط السودانيين الذين «اتسموا بالتسامح ونبذ العنف». وقال إن الاحتجاجات التي عمّت كافة أرجاء السودان دلالة على أن الطلاب السودانيين يرفضون العنصرية والقبلية، واعتبر ما حدث وصمة عار. وقال إن التحالف لن ينأى بنفسه عن الضغط لتقديم الجناة للتحقيق والمساءلة القانونية. لكن الإتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم، الموالي للحزب الحاكم، اتهم «الجبهة الشعبية المتحدة» (فصيل عبدالواحد نور) وطلاب حزب «المؤتمر الشعبي» بإشاعة الفوضى وإثارة العنف وسط طلاب الجامعات. وكشف رئيس الإتحاد العام للطلاب السودانيين المهندس خالد أبو سن خلال مؤتمر صحافي أن أسباب العنف التي اندلعت في جامعة أم درمان الإسلامية، كانت بسبب إختطاف أربعة طلاب من الجامعة الإسلامية من قبل مجموعة عبدالواحد محمد نور التي اتهمها بنشر الفوضى والإعتداء على الطلاب العزل في الجامعات وأماكن سكنهم الداخلي. وأوضح أبو سن أن عدد الطلاب المتضررين جراء العنف بلغ 100 طالب قال إن جلهم ليس لديه أي انتماءات تنظيمية، لافتاً إلى أن السلطات الأمنية تتابع عملها بحثاً عن المعتدين. إلى ذلك، قال وزير دفاع دولة جنوب السودان إن وفد بلاده باللجنة الأمنية المشتركة مع السودان رفض الاجندة المقدمة من الخرطوم في شأن قضية منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان باعتبارها مسألة سياسية تهم الخرطوم والمتمردين الشماليين ولا علاقة للجنوب بها. وستستأنف المحادثات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية بعدما تعذّر الاتفاق حول الأجندة المقدمة للنقاش بين الجانبين في اجتماعهما في الخرطوم هذا الأسبوع. ورأى الوزير الجنوبي جون كونغ في تصريحات صحافية في مطار جوبا، عقب انتهاء اجتماع في الخرطوم من دون التوصل الى اتفاق، أن الحكومة السودانية ليست جادة في التوصل إلى خطوات عملية لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الدولتين في أديس أبابا. وقال إن وفد جنوب السودان رفض الأجندة المقدمة من الخرطوم، لافتاً إلى أن وفد بلاده ذهب لبحث آليات تطبيق ما تم الاتفاق عليه في أديس أبابا وليس لإضافة أجندة ومقترحات جديدة.