أكد ممثل روسيا لدى الأممالمتحدة أن موسكو تعتزم مطالبة سلطات جنوب السودان بتأمين سلامة الطيران ودفع تعويضات لأسر ضحايا حادث إسقاط طائرة مروحية روسية تابعة لبعثة الأممالمتحدة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أمس. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم في الأممالمتحدة، قوله أمس: «نعتزم متابعة مجريات التحقيق بشأن الحادث والمطالبة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين سلامة الطيران في جمهورية جنوب السودان، وبدفع تعويضات لأسر الطيارين الذين قتلوا في الحادث». وذكر التقرير أنه جرى إسقاط طائرة هليكوبتر من طراز «مي - 8» مملوكة لشركة طيران «نيجنيفارتوفسكافيا» الروسية التي تعمل بموجب عقد مع الأممالمتحدة، يوم الجمعة الماضي أثناء قيامها بمهمة استطلاعية أوكلتها إليها بعثة الأممالمتحدة في منطقة يخوض فيها جيش جنوب السودان حربا ضد متمردين. ونفى جيش جنوب السودان في بادئ الأمر إسقاط الطائرة الهليكوبتر، ولكنه اعترف لاحقا بوقوع الحادث، وقال إنه ظن على سبيل الخطأ أنها طائرة سودانية لإمداد المتمردين، وأبدى أسفه للحادث. إلى ذلك، نقلت أول من أمس جثامين أربعة روس قتلوا عندما أسقطت طائرة هليكوبتر تابعة لبعثة حفظ السلام كانت تقوم بعملية استطلاع بولاية جونقلي يوم الجمعة الماضي. وأقيمت مراسم تأبين لأفراد قوة حفظ السلام في السودان في مجمع قرب مطار جوبا الدولي أول من أمس حضرها ماجاك أقوت نائب وزير الدفاع في جنوب السودان. وقال أقوت أثناء مراسم التأبين: «نحن نأسف للحادث وقد التزمت حكومتي بالتحقيق والتوصل إلى الحقائق وراء الملابسات التي أدت إلى هذه المأساة». وقالت هيلدا جونسون الممثلة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جنوب السودان إنها تأمل في تجنب مثل هذه الحوادث فيما بعد. وقالت جونسون التي أكدت كذلك تفويض الأممالمتحدة بحماية المدنيين في ولاية جونقلي «أرحب بإعراب حكومة جنوب السودان عن تصميمها على إجراء تحقيق فوري ومحاكمة المسؤولين. فقد وجه كل من الرئيس ونائب الرئيس في جنوب السودان هذه الرسالة القوية لي السبت وهما ملتزمان بعدم السماح بتكرار مثل هذا الأمر مرة أخرى». ودعت روسيا حكومة جنوب السودان إلى معاقبة المسؤولين عن هذه الواقعة التي أكدت الحاجة إلى تأمين بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام.