الخرطوم 22 سبتمبر 2017 أدانت الحركات المسلحة سقوط قتلى وجرحى في المواجهات بين الأجهزة الأمنية والنازحين في معسكر (كلما) بنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، الجمعة، وحملت الرئيس السوداني مسؤولية الأحداث وما أسفرت عنه من ضحايا. جبريل إبراهيم في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات دارفور وبجانبه مني أركو مناوي في أديس أبابا نوفمبر 2014 (صورة سودان تربيون) وسقط العشرات من النازحين بين قتيل ومصاب في المواجهات التي وقعت أثناء زيارة للرئيس عمر البشير، قرب أكبر مخيمات النزوح بالولاية. وأدان رئيس حركة/ جيش تحرير السودان مني أركو مناوي في تصريحٍ له، الجمعة، الحادثة متهما القوات الحكومة باستخدام الأسلحة الخفيفة والمدافع الثقيلة ضد الموطنيين العزل من نازحي المعسكر. وناشد مناوي المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك بسرعة من أجل حماية سكان معسكر كلما من "بطش مليشيات البشير"، وطالب مجلس الأمن بفتح تحقيقٍ عاجل في الأحداث التي شهدها المعسكر. وتابع "النظام ومليشياته لن يتركوا سكان المعسكر في حالهم طالما رفضوا زيارة من سفك دماءهم ودماء أهلهم وهجرهم من ديارهم، لذا سيستمر في استهدافهم انتقاماً منهم لأنهم وقفوا ضد مخططه في المتاجرة بقضيتهم التي هو من كان سبباً فيها ورفضوا زيارته التجارية لمعسكرهم". كما أدانت حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم الحادثة وحملت عبر بيان للمتحدث باسمها جبريل آدم بلال حكومة ولاية جنوب دارفور والرئيس البشير شخصيا المسؤولية "باعتباره شاهد عيان على جريمة قواته التي كانت تفتح النار في صدور النازحين". وأشار بلال إلى أن الحادثة تعد مواصلة لاستهداق المدنيين العزل وامعانا في سياسة تفريغ المعسكرات، واجبار النازجين على استقبال الرئيس رغم رفضهم استقباله عبر مظاهرات نددت بالزيارة. وذكرت الحركة قوات يوناميد بالقيام بدورها في توفير الحماية للمدنيين وفقا للتفويض الممنوح لها دونما تردد لأي سبب وأن تتدخل عاجلا لحماية المدنيين، وناشدت المنظمات الحقوقية والأطراف الدولية لوضع حد ل "جرائم الإبادة الجماعية المستمرة بدارفور". من جانبه قال ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية شمال، جناح مالك عقار، إن "قوات الحكومة السودانية وميليشياتها المتحالفة ارتكبت مجزرة أخرى أمام أعين وآذان العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور". وأشار عرمان في بيان، الجمعة، إلى اعتراف "يوناميد" بأن 3 من النازحين قتلوا وأصيب 26 شخصا، قائلا "بدلا من أن تتحمل مسؤوليتها عن حماية المدنيين، فإنها تصدر فقط بيانات، وفشل كامل في الاضطلاع بمسؤولياتها.. هذه ليست المرة الأولى". وعزا وقوع الأحداث إلى اصرار الرئيس على زيارة نازحي مخيم "كلما" في عرض للقوة على الرغم من أن النازحين تحت حماية يوناميد وأبلغوا البعثة والحكومة برفضهم الزيارة. وأجبرت احتجاجات نظمها نازحو مخيم (كلما) حكومة جنوب دارفور، منذ يوم الأربعاء على تغيير موقع استقبال الرئيس البشير الذي يقوم بجولة في الإقليم، وتم نقل مكان الاستقبال الى رئاسة محلية (بليل) الواقعة على بعد 2 كلم جنوبي المخيم المكتظ. وقال عرمان "ردا على ذلك أرسل الجنرال البشير ميليشياته لإطلاق النار على المدنيين الأبرياء. وهذه المذبحة، على عكس المذبحة الأخرى، ترتكب بحضور الجنرال البشير تحت إشرافه وعلى بعد كيلومتر واحد من مخيم كلما"، وزاد "البشير مسؤول شخصيا عن مذبحة كلما". وطالب الذين يحاولون "إنقاذ" الحكومة السودانية في اجتماع مجلس حقوق الإنسان بجنيف والداعين لرفع العقوبات الأميركية بأن يضعوا أحداث معسكر "كلما" في الاعتبار. وتابع "يجب على أولئك الذين يعملون على تطبيع العلاقات مع الحكومة السودانية أن يكونوا حساسين لأنهم يمنحون البشير شيكا فارغا لارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والإبادة الجماعية". ودعا مجلس الأمن الدولي إلى محاسبة حكومة السودان وتوفير الحماية المدنية الكافية للسودانيين خاصة في مناطق الحرب. وفي أول تعليق حكومي على الأحداث قال وزير الدولة بوزارة الإعلام السودانية ياسر يوسف إن "الرابط الموضوعي" بين المجموعات التي تقطن معسكر "هو إعلاء أجندة الحرب ودق طبولها والاستنصار بالأجنبي ورمي الوطن بكل سوأة وقبيح بدون أن يطرف لهم جفن، ولكنهم يتفننون في إختلاق المبررات لخيانة الوطن وإيذاء المواطنين". وتابع يوسف في تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعي "الحقيقة الساطعة والباهرة هي أن الرئيس قد دفن إسطورة (كلما) بزيارته هذه، وأن المواطنين هناك قد سئموا العيش تحت ضغط التهديد ونيران الابتزاز وانحازوا بإرادتهم الحرة للسلام والاستقرار". وأوضح أن "الجدال الالكتروني" حول زيارة الرئيس لمعسكر كلما يلخص حقيقة الصراع السياسي في السودان، "صراع أطرافه حكومة تحاول بكل قوتها أن تمدد ظل السلام على الأرض وتتجاوز حالة الاحتقان والحرب نحو توحيد أهل السودان، وطرف آخر تمثله جزء من المعارضة وبالتحديد في جانبها المسلح، آتخذت من الدعاية السوداء وسيلة لعملها تحاول وبكل أصواتها العالية رسم القبح فوق خارطة الوطن".