الخرطوم 19 مارس 2018 قال الرئيس السوداني عمر البشير بعد وصوله القاهرة، الإثنين، أنه ليس أمام السودان ومصر أي خيار سوى التعاون والتنسيق لتحقيق مصلحة البلدين الذين يشوب علاقتهما التوتر من حين لآخر. السيسي يستقبل البشير بقصر الاتحادية القاهرة 19 مارس 2018 وبين البلدين العديد من الملفات العالقة على رأسها النزاع حول مثلث حلايب الحدودي وسد النهضة الإثيوبي، وتفاقم التوتر بينهما بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان في ديسمبر الماضي، للحد الذي دفع الخرطوم لسحب سفيرها لدى القاهرة. ووصل البشير في وقت سابق الاثنين، لبحث تعزيز العلاقات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وكان في استقباله في مطار القاهرة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأكد الرئيس السوداني أن هناك إرادة سياسية بين السودان ومصر للتعاون وحل كافة الإشكالات التي تظهر بين البلدين، قائلا: "نسعى للتعاون البناء لمصلحة شعبي البلدين". وقال البشير في مؤتمر صحفي مشترك عقده بقصر الاتحادية مع نظيرة المصري عقب القمة التي جمعتهما، وزاد "علاقات البلدين أمانة لدى قيادة البلدين". وتابع "ليس لدينا أي خيار سوى التعاون والعمل سويا لتحقيق مصلحة الشعبيين لأنها رغبتهما"، لافتا إلى أزلية العلاقات التاريخية والمصير المشترك. وأضاف أن اللقاءات الثنائية والمباشرة التي تعقد بين القيادة في البلدين كانت إيجابية ما كان لها الأثر الكبير في زيادة التفاهم الذي يؤدي لمزيد من التعاون بين البلدين في كافة المجالات. وقال الرئيس "نحن أمام مرحلة تاريخية ومفصلية ونشاهد ما تعانيه المنطقة من مشاكل نتأثر بها جميعا ونحن بحمد الله في منأىً عن هذه المشاكل"، وذكر: "هذا يتطلب التنسيق والتشاور بين البلدين من خلال آليات التعاون التي تم تأسيسها في كافة المجالات". وأوضح أن المباحثات التي أجراها مع الرئيس السيسي تطرقت لمختلف الانشغالات التي تشغل البلدين بجانب مشروعات الربط الكهربائي والنقل النهري والسكك الحديدية لتسهيل حركة المواطنين والسلع والتي هي الرغبة الأكيدة لشعبي البلدين. وقال إن "التعاون بين البلدين هو مصلحة وقوة للطرفين، وبهذا المفهوم ستظل اللقاءات على مستوى القمة فرصة لمراجعة وتنفيذ ما تقوم به آليات التعاون في شتى المجالات". وأكد البشير أن التعاون بين البلدين سيكون لمصلحة الشعبين، وقال "نحن شعب واحد وسنظل نتعاون من أجل مصالح البلدين والشعبين". ورافق البشير في زيارته، وزير رئاسة الجمهورية فضل عبدالله فضل، وزير الخارجية إبراهيم غندور، مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول صلاح عبد الله، ووزير الدولة مدير مكاتب الرئيس حاتم حسن بخيت. من جانبه أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في المؤتمر الصحفي عزم مصر العمل مع السودان وبالتعاون مع إثيوبيا تحقيقاً للمنفعة الجماعية من مياه نهر النيل، بدون إلحاق أي ضرر بأي طرف. وأعلن السيسي العمل على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتفعيل الآليات المشتركة بين البلدين والممثلة في عدد من اللجان الهيئات. لها ما بعدها وأنهى البشير ليل الإثنين مباحثاته الخاطفة في القاهرة عائدا الى الخرطوم، بينما أكد وزير خارجيته إبراهيم غندور أن الزيارة "سيكون لها ما بعدها" في مسار علاقات البلدين. وقال الوزير في تصريحات بمطار الخرطوم إن مباحثات البشير والسيسي غطت كل القضايا بين البلدين بما فيها (حلايب)، دون الخوض في تفصيل. ونقل موقع افريكا انتيليجنس عن مصادر دبلوماسية الجمعة الماضية عرض القاهرة على الخرطوم إدارة أو سيادة مشتركة لحلايب المتنازع عليها وأن الرئيس السوداني ابدى انفتاحا تجاه المقترح. وأشار غندور الى تطرق المباحثات للعلاقات الاقتصادية وسبل تعزيزها، كما كشف إن اجتماعات اللجنة الرباعية المكونة من وزيري خارجية السودان ومصر ومديري جهاز المخابرات بالبلدين ستعقد في أبريل المقبل بالخرطوم، عقب الاجتماعات الثلاثية لسد النهضة.