للسنة الثالثة على التوالي يُصنف جنوب السودان الأكثر عنفاً للعاملين في مجال الإغاثة، مما يعكس حالة من الفوضى والإفلات من العقاب للجهات الفاعلة المسلحة. توزيع مساعدات على يد مفوضة الأممالمتحدة للاجئين في منطة مريدي خلال مارس 2016 (سودان تربيون) وفي أحدث تقرير لها حول العنف ضد العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم 2018، قالت مؤسسة "النتائج الإنسانية" التي تتخذ من بريطانيا مقرا، بمقتل 24 من العاملين في المجال الإنساني في عام 2017 حيث يعتبر جنوب السودان أخطر بلد في العالم بالنسبة لعمال الإغاثة. وأضاف التقرير "يستمر العنف في جنوب السودان في التصاعد، حيث قُتل عدد قياسي من عمال الإغاثة بنيران الأسلحة بالإضافة إلى ارتفاع عدد عمليات خطف عمال الإغاثة"، مشيرة إلى أنه قبل عام 2016، كانت عمليات الاختطاف نادرة نسبياً في جنوب السودان. وشدد التقرير على أن "الزيادة الحادة في عام 2016 والمستمرة حتى عام 2018 تشير إلى وجود اتجاه مزعج للجماعات المسلحة التي تستخدم هذا التكتيك لتأكيد السيطرة على عمليات الإغاثة". في تقريرها لعام 2017 أشارت المجموعة إلى أن الهجمات على عمال الإغاثة ليست نتيجة للقصف الجوي كما هو الحال في سوريا وبلدان أخرى ولكن معظمها يتم عبر الأسلحة الصغيرة وهجمات من قبل الجنود الحكوميين. وتعكس الهجمات على جماعات الإغاثة "حملة عسكرية قاسية ذات دوافع عرقية وعدم سيطرة في القيادة وبيئة إفلات من العقاب للمجرمين والعداء المتفاقم ضد المجتمع الإنساني الدولي الذي يعتمد عليه الكثير من شعب جنوب السودان لتلبية احتياجاتهم الأساسية". في الآونة الأخيرة كانت الهجمات على عمال الإغاثة مدفوعة بالإحباط الاقتصادي عندما هاجم متظاهرون في 23 يوليو 2018 مرافق جماعات الإغاثة في منطقة بنج، مقاطعة المابان في أعالي النيل، احتجاجًا على توظيف الموظفين المحليين من خارج المنطقة.