واصل الجنيه السوداني ارتفاعه الذي بدأه الأسبوع الماضي مقابل الدولار وبقية العملات الأجنبية الأخرى فيما وصف برحلة التعافي بعد انهيار طويل الأمد. رزم من العملة السودانية (أب) وأفاد متعاملون في السوق الموازي "سودان تربيون" الخميس أن حالة من الركود تسود سوق العملات أدت لانخفاض الدولار بتسجيله 55 جنيها للتعامل المباشر مقابل 72 جنيها للتعامل الآجل "الشيك". وخلال الأيام التي سبقت الثورة التي أطاحت بالرئيس عمر البشير تردى الجنيه السوداني الى مستوى غير مسبوق ببلوغه 90 للدولار الواحد. لكن منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة بدأ السعر في التراجع الى رقم يكاد يلامس السعر الرسمي الذي حدده بنك السودان المركزي وهو 47.5 جنيها للدولار. وقال أحد التجار إن التفسير الوحيد لما يجري هو أن أركان النظام السابق هم السبب وراء حالة الجنون التي وصل اليها الدولار. وأضاف "يبدو أنهم كانوا أكبر المشترين والمضاربين في العملة". وأكد انخفاض الطلب على شراء الدولار، على غير العادة في هذا التوقيت مع اقتراب شهر رمضان حيث كان الطلب يتزايد لأغراض الاستيراد. وحتى الآن لا يعرف مصير حزمة من الاجراءات التي كانت الحكومة السابقة تعتزم تطبيقها لمعالجة أزمة السولة النقدية التي لازالت متفاقمة، بينها سحب الورقة النقدية القديمة من فئة الخمسين جنيها واعتبارها بحلول مايو المقبل غير مبرئة للذمة. وترمي هذه الخطوة لإرغام الذين يكتنزون كميات هائلة من النقد ويرفضون ايداعها في البنوك على التوجه بها صوب المصارف لاتعاشها.