عقد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الخميس اجتماعا برئيس الجبهة الوطنية للتغيير، رئيس حركة الإصلاح الآن غازي صلاح الدين العتباني. وأثار الاجتماع غير المتوقع علامات استفهام واسعة وسط المراقبين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي باعتبار أن الثورة التي أطاحت بحكومة الرئيس السابق عمر البشير، والحكومة التي تشكلت على خلفيتها انتهجت الابتعاد عن التيارات التي كانت جزءا من النظام السابق. ويعتبر غازي صلاح الدين من قيادات الحركة الإسلامية المعروفين في السودان وكان مستشارا للبشير، وتولى عدة مناصب تنفيذية قبل أن يدخل في خلافات عميقة مع النظام بسبب التعامل الأمني المفرط مع احتجاجات شعبية وقعت في سبتمبر 2013، غادر إثرها حزب البشير بعد مذكرة طلب فيها اجراء إصلاحات دون أن تلقى تجاوبا من قيادة الحزب. وأسس غازي لاحقا حركة "الإصلاح الآن" التي قررت الانضمام الى منظومة الحوار الوطني التي دعا اليها البشير القوى المعارضة في مطلع العام 2014، ثم شارك حزبه مع قوى أخرى في المجلس التشريعي الذي تم تكوينه على خلفية الحوار الوطني الى حين سقوط النظام. ويرأس غازي حاليا الجبهة الوطنية للتغيير التي تضم قيادات توصف بالتشدد الديني بينهم محمد علي الجزولي كما تضم الجبهة منبر السلام العادل الذي يتزعمه الطيب مصطفى خال الرئيس المعزول عمر البشير. وعقب اجتماعه الى حمدوك قال العتباني "إن اللقاء جاء على خلفية رغبة مشتركة جددتها المعطيات الراهنة بالبلاد". وأفاد أنه تناول تشخيص التحديات الحرجة التي تواجه البلاد وتقريب وجهات النظر تجاهها وتجنب الارتهان للرؤى الذاتية للقوى السياسية، وأن يكون الهدف النهائي الذي تتحقق به نهضة البلاد وازدهارها هو مشروع وطني سياسي متفق عليه. ولفت الى أنه دون ذلك الهدف تقوم مصاعب وتحديات كبيرة تنال أولوية خاصة في التعامل، هي أحوال الاقتصاد والمعاش، السلام، إكمال ترتيبات الفترة الانتقالية، ومعالجة بعض التحديات المزمنة مثل قضية رفع العقوبات الأميركية عن السودان. وتابع" هذه الأهداف ستظل عصية على الإنجاز مالم تسد معايير دولة القانون التي تضمن توفر الحريات وتفتح آفاق المبادرات".