الخرطوم 19 أغسطس 2020 – أعلنت الوساطة في جنوب السودان، الأربعاء، استئناف التفاوض بين الحكومة السودانية، والحركات المسلحة (مسار دارفور) حول ملف الترتيبات الأمنية. وقال رئيس فريق الوساطة، توت قلواك، في تصريحات صحفية، إن "جلسة المباحثات التي انعقدت صباح اليوم بين وفدي الحكومة وحركات الكفاح المسلح ناقشت العديد من بنود ملف الترتيبات الأمنية-مسار دارفور، وأنه ليس هناك اختلافات كبيرة بين الطرفين". وناقش الاجتماع تطوير القوات المسلحة وكيفية دمج القوات علاوة على تشكيل القوات المشتركة التي ستتولى حفظ الأمن ي دارفور عند انسحاب بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي "يوناميد"، حيث قدم وفد الحكومة رؤيته حيال هذه القضايا على أن ترد عليها قوى الكفاح المسلح بما تراه. وأبدى توت قلواك آمالا في أن تكون الجولة الحالية حاسمة وأن يتم خلالها الاتفاق التام بشأن بروتوكول الترتيبات الأمنية وصولاً إلى اتفاق السلام الشامل، من أجل تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة في السودان. وقال وزير الدفاع السوداني، اللواء يس إبراهيم يس، الذي يتولى إدارة الملف الأمني نيابة عن الحكومة أن التفاوض يسير بصورة طيبة، وأكد عزم وتصميم الطرفين على تجاوز كافة العقبات ونقاط الخلاف، وامتدح تجاوب وتعاون الوفد المفاوض لحركات الكفاح المسلح. وأشار إلى أن "الاتفاق حول الترتيبات الأمنية يمثل أس عملية تحقيق السلام". ونوَّه إلى أن "الجلسة تداولت حول آليات إصلاح وتحديث وتطوير القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى". وشدد على أن أمر إصلاح المؤسسات العسكرية والأمنية يتم وفق أسس وإجراءات ومعايير متفق عليها عالميا. وتابع، " أوضحنا للأخوة في وفد حركات الكفاح المسلح أن الجهة المنوط بها تحديث وتطوير القوات المسلحة هو مجلس الأمن والدفاع، وأن حركات الكفاح المسلح ستشارك من خلال قسمة السلطة في عملية إصلاح وتحديث وتطوير المؤسسات العسكرية والأمنية". وأفاد الوزير أن الجلسة ناقشت أيضاً كيفية دمج القوات الذي يتم عبر آليات التحقق والتصنيف والترتيب ومراكز تدريب وتجميع القوات. وأعرب عن تفاؤله في أن يمضي التفاوض في هذا الملف إلى غاياته ونتائجه المرجوة. من جهته قال مقرر فريق التفاوض في ملف الترتيبات الأمنية -مسار دارفور، معتصم أحمد محمد، إن "التفاوض يسير بشكل جيد، وأن نقاط الاختلاف بين الطرفين محدودة". وتوقع أن يتم تجاوز النقاط الخلافية خلال اليومين المقبلين والوصول لاتفاق بشأن الترتيبات الأمنية لإسدال الستار على كافة القضايا والبدء في مراجعة مختلف الأوراق تمهيدا للتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام الشامل في الموعد المحدد من قبل فريق الوساطة الجنوبية في 28 أغسطس الجاري. وأشار إلى أن "الجلسة تناولت الرؤية حول كيفية تكوين القوات المشتركة، وهي القوة المعنية بحفظ السلام في دارفور وبند دمج قوات حركات الكفاح المسلح في الأجهزة العسكرية والأمنية المختلفة والمدى الزمني لذلك".