واصلت أسعار الجنيه السوداني تراجعها المريع امام سلة العملات الأجنبية وسط مخاوف من استمرار الانهيار مع حالة ضبابية تحيط الأوضاع الاقتصادية بالبلاد بينما توقفت محال تجارية عن البيع كلياً. وشهدت الأسواق الموازية للعملات الثلاثاء حالة من الفوضى وإحجام عن التداول بعد أن بدأ بيع الدولار صباحاً ب 222 جنيها ليتوالى الارتفاع تباعاً خلال ساعات النهار مسجلاً في المساء 240 جنيها ، فيما جرى تداول الريال السعودي ب 59جنيها والدرهم الإماراتي ب 62 جنيها. وقررت العديد من المحلات التجارية التوقف عن بيع منتجاتها خشية تكبد خسائر كبيرة مع الارتفاع المتزايد لسعر صرف العملات الأجنبية. كما أصدرت ادارة التسويق والمبيعات بشركه دال الغذائيه وهي واحدة من أكبر الشركات في السودان مساء الثلاثاء قرارا بايقاف البيع والتوزيع الي حين اشعار اخر. وارجع متعاملون في السوق الموازي استفسرتهم "سودان تربيون" حالة الاضطراب والارتفاع المستمر في الأسعار لازدياد الطلب على العملات الأجنبية مقابل شح المعروض فضلا عن اتساع حجم المضاربات في العملات والذهب خلال يومي الإثنين والثلاثاء بصورة غير مسبوقة. وقال أحد التجار إن هناك مضاربات كبيره تجرى في أسواق العملات ولا نعلم الجهات التي تشتري العملات بكميات كبيرة وبأي سعر متوقعا مزيداً من الارتفاع حال استمرار الوضع الحالي. وأكد أحد أصحاب محلات بيع الأجهزة الكهربائية ل "سودان تربيون" أن هناك ارتفاعا متسارعا في أسعار الأجهزة بالتوازي مع تزايد أسعار العملات. وتابع "حال استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية لن تكون هناك قدرة للمواطنين على الشراء". ورأى المحلل المصرفي عثمان التوم في حديثه ل "سودان تربيون" أن الازدياد الكبير لأسعار العملات غير مبرر وليس له تفسيرات وأسباب واضحة غير اتساع حجم المضاربات وعدم وجود رؤية واضحة للسيطرة على سعر الصرف. وأوضح أن مشكلة شح النقد الأجنبي في السودان ظهرت منذ انفصال الجنوب خلال العام 2011 لكن هناك غياب كامل لدور السلطات في التعامل مع المشكلة. وقال إن الأوضاع الحالية تتطلب أن تكون لجنة الطواري الاقتصادية في حالة انعقاد دائم لتحليل الموقف ووضع الحلول اللازمة تلافيا لانهيار الاقتصاد.