الخرطوم 7 اغسطس 2013 – عزت المملكة العربية السعودية عدم السماح لطائرة الرئيس السوداني عمر البشير من دخول الاجواء السعودية إلى عدم حصول الطائرة على اذن العبور المطلوب نظامياً. طائرة الرئيس السوداني عمر حسن البشير (رويترز) وقالت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي أن السلطات في المملكة منعت الطائرة المقلة لفخامة رئيس الجمهورية السودانية من عبور أجواء المملكة "إن الهيئة العامة للطيران المدني ووفقا لما لديها من سجلات وتسجيلات تود أن توضح أنها منعت السماح الطائرة خاصة في رحلة ما بين مطاري الخرطوموطهران الدوليين وذلك قبل دخولها الأجواء السعودية لعدم حصولها على تصريح العبور المطلوب نظامياً" . وأكّدت الهيئة في بيان صحفي الثلاثاء أنه لم يتم إخطار مركز المراقبة الجوية بالمملكة من قبل المراقبة الجوية بمطار الخرطوم بإقلاع الطائرة من مطار الخرطوم أو بموعد دخولها للأجواء السعودية كما هو معمول به دولياً . وزادت وبعد أن عادت الطائرة متجهة إلى مطار الخرطوم أفصح حينها قائد الطائرة أن على متنها فخامة رئيس الجمهورية السودانية . وأَضافت أن حكومة السودان لم تتقدم بطلب رسمي للحصول على تصريح دبلوماسي للطائرة التي ستقل فخامة الرئيس سواء عن طريق سفارة المملكة في الخرطوم أم سفارة السودان بالرياض وفق الإجراءات المعمول بها دوليا من ضرورة طلب التصريح قبل (48) ساعة من موعد إقلاع الرحلة للرحلات الدبلوماسية غير المجدولة عند عبور أجواء الدول في خط سير الطائرة . وقالت الهيئة "إن أنظمة الطيران المدني بالمملكة العربية السعودية وكذا أنظمة الطيران المدني الدولي تتطلب حصول الطائرات على تصاريح للعبور في أجوائها وتصاريح هبوط في مطاراتها ويعتبر عدم الالتزام بذلك مخالفة لتلك الأنظمة ، والطائرة التي تم استخدامها تملك تصريحا مؤقتا بالهبوط في مطارات المملكة الدولية للاستخدام الشخصي فقط لمالكها ولا يسمح التصريح الممنوح لها بتأجيرها للغير ، كما أن الطائرة المستخدمة مسجلة خارج المملكة وهي للاستخدام الخاص ولا تجيز الأنظمة في الدولة التي سجلت الطائرة بها أو بالمملكة استخدامها لأغراض تجارية" . وشدّدت الهيئة العامة للطيران المدني أنها وهي توضح ماحدث تؤكد في الوقت ذاته أنه ليس هناك أي أسباب أخرى منعت التصريح للطائرة بعبور أجواء المملكة غير ما ذكر . وأعلنت وكالة الانباء السودانية ان سلطات الطيران المدني السعودي منعت طائرة البشير من عبور المجال الجوي على الرغم من حصول الطائرة على إذن العبور وإخطارها بان الرئيس السوداني على متن الطائرة. وقالت الوكالة الرسمية الثلاثاء ان السلطات السودانية في انتظار الموقف السعودي الرسمي لمعرفة سبب هذا المنع ، بينما لم تورد وكالة الأنباء السعودية أي أشارة لهذا المنع. وفي طهران عبر الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي عن أسف بلاده وقال ان ان منع طائرة البشير يعتبر أمرأ "مؤسفا للغاية" وأضاف ان بلاده تقوم بالتحقيق في ذلك. والمعروف ان العلاقات بين طهرانوالرياض قد تدهورت مؤخرا نتيجة لتباين مواقف البلدين حيال الأحداث الجارية في سوريا حيث تدعم إيران نظام الرئيس بشار الاسد بينما تساهم السعودية في تسليح قوات المعارضة التي تعمل على الإطاحة بالنظام الحاكم. ويعزي سبب هذا الحادث إلى ان طاقم الطائرة فشل فى إعطاء المعلومات الخاصة بأذن العبور ، وتجدر الإشارة إلى أن الطائرة التي كانت تقل البشير هي طائرة سعودية مستأجرة من إحدى الشركات الخاصة ويقودها طاقم غير سوداني. ورافق البشير كل من وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح ووزير الخارجية على كرتي ووزير الزراعة عبدالحليم المتعافي وزير الاستثمار مصطفى إسماعيل. والمعروف ان السلطات السعودية تنظر بقلق لتطور العلاقات بين الخرطوموطهران وانتقدت الصحف السعودية في العام الماضي الزيارات التي قامت بها سفن حربية ايرانية إلى ميناء بورسودان على البحر الاحمر. ونشرت صحيفة الرياض المقربة من الدوائر الرسمية افتتاحية في نوفمبر 2012 بعنوان "سقوط الأقنعة بين السودان.. وإيران" وتسألت فيها عن سبب تقارب السودان غير المبرر مع "دولة تتقاطع سياسياً وأمنياً مع معظم الدول العربية" كما انتقدت سياسات الخرطوم وقالت انها أفقدتها "التأييد وحتى التعاطف الداخلي والعربي والأفريقي" .