سقط الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت على نحو مفاجئ، اثناء شروعه في الصعود الى الطائرة بعد انتهاء مباحثاته الرسمية في الخرطوم، الثلاثاء، لكن مصادر متطابقة شددت على ان الحادثة كانت "عادية"، ولم تصب الرئيس بأي أذى لكنه اضطر لتمديد زيارته يوما آخرا لحين اصلاح عطب الطائرة الكينية التي اقلته، فيما توجت القمة التي جمعته الى الرئيس عمر البشير بالاتفاق على حلحلة القضايا الأمنية ووقف دعم وإيواء المتمردين في البلدين بجانب التفاهم على ملفات اقتصادية مشتركة. البشير يستقبل سلفاكير في مطار الخرطوم 4 نوفمبر 2014 وأبلغ شهود عيان "سودان تربيون" ان البشير وسلفاكير انهيا مباحثاتهما واصدرا بيانا مشتركا، توجها بعدها للمطار وبعد انتهاء المراسم البروتوكولية، صعد سلفاكير علي سلم الطائرة وقبل ان يكمل الثلاث درجات الأخيرة سقط على نحو مفاجئ، ونهض بمعاونة الحراس وأكمل خطواته الى داخل الطائرة، التي ما لبثت ان اوقفت محركاتها بعد فترة من الزمن، وغادرها سلفاكير ومرافقوه. وبحسب مصادر متطابقة فإن حذاء سلفاكير كان السبب في تعثره وسقوطه، بينما ارجع مصدر حكومي تأجيل رحلة الرئيس الجنوبي لعطل فني اصاب طائرته. وقال سفير السودان لدى جوبا مطرف صديق إن عطلا فنيا بطائرة سلفاكير حال دون انهاء الزيارة فى موعدها المحدد وقال للصحافيين ان سلفا وافق على دعوة من الرئيس البشير لقضاء الليلة بالخرطوم لحين اصلاح العطب، وأشار الى ان سلفاكير ومرافقوه سيغادرون، الاربعاء، خاصة وان مطار جوبا لا يستقبل الطائرات ليلا. وقطع مطرف بأن الاوضاع الصحية لسلفاكير مطمئنة، وانه غادر الطائرة الكينية بحال ممتازة وعلى قدميه معتبرا التعثر الذى حدث له على سلم الطائرة "عادى". وارجع السفير منع وسائل الاعلام من تصوير الواقعة الى ان ما حدث من تمديد للرحلة كان طارئا وليس بروتوكوليا. وأكد المكتب الإعلامي لسفارة جوبابالخرطوم عدم صحة ما يشاع عن تدهور الوضع الصحي للرئيس سلفاكير، وقال في توضيح صحفي إن الرئيس موجود في مقر اقامته بفندق "كورونثيا" بالخرطوم وان سبب تمديد الزيارة كان عطلا فنيا اصاب الطائرة وانه سيتوجه صباح الخميس الى جوبا بطائرة أخرى. وكان البشير وسلفاكير اتفقا خلال مباحثات خاطفة بالخرطوم على تجديد التفاهمات السابقة بين البلدين بعدم دعم وايواء المتمردين في البلدين، كما اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين للتحرك في اعفاء الديون وفق الاتفاقات الدولية التي صاحبت استحقاقات انفصال جنوب السودان. وطبقا للبيان الختامي الذي جاء في 12 بندا، فإن الرئيسين اتفقا ايضا على تسمية رئيس الادارية المشتركة لأبيي، وأكدا دور السودان وسعيه لجمع الفرقاء المتصارعين في جنوب السودان. ويستعد الرئيس عمر البشير للمشاركة في قمة ايقاد الخاصة بأزمة جنوب السودان، الاربعاء، بأديس أبابا، وسبق ان شددت الخرطوم على حرصها الشديد حيال استقرار الأوضاع الأمنية في جنوب السودان ودعت المتحاربين هناك الى سرعة التوصل لتفاهمات لإنهاء معاناة المواطنين. ووصف الناشط السياسي الجنوب سوداني ستيفن لوال زيارة سلفاكير للخرطوم بأنها ناجحة للغاية وابلغ "سودان تربيون" ان القمة ناقشت باستفاضة القضايا الأمنية الملحة على رأسها ملف المعارضين في البلدين ومنطقة أبيي. ونوه الى ان البشير وسلفاكير تجاوزا كليا الحاجة الى تدخل الوسطاء واتجها سويا لمعالجة قضايا مواطني البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، لافتا الى ان الرئيس سلفاكير حريص على تحقيق السلام في دولة الجنوب ويعمل لأجل ذلك رغم العراقيل التي يضعها معارضوه.