الخرطوم 4 ديسمبر 2014 طالب اجتماع دول الجوار الليبي بالخرطوم في بيانه الختامي، الخميس، إلى وقف فوري لكافة العمليات المسلحة بليبيا وإعلاء أسباب الحوار وصولاً لتحقيق السلام والاستقرار والمصالحة ووضع دستور جديد للبلاد. البشير استقبل رئيس وزراء ليبيا عبد الله الثني في أواخر أكتوبر 2014 وأكد الاجتماع إحترامه لخيارات الشعب الليبي ودعم المؤسسات الشرعية للدولة وإعادة بناء وتأهيل القوات المسلحة الليبية، وعبر البيان الختامي عن بالغ القلق تجاه تواصل وتصاعد المواجهات المسلحة. وأكد البيان دعم دول الجوار وتضامنها الكامل مع الشعب الليبي لإستعادة الأمن والإستقرار، كما دعا البيان الختامي كافة الأطراف والفعاليات السياسية الليبية نبذ العنف والجلوس الفوري على مائدة الحوار الوطني. ووجه وزير الخارجية السوداني علي كرتي، في 3 نوفمبر الماضي، الدعوة لوزراء خارجية مصر، وتونس، والجزائر، والنيجر، وتشاد، لحضور الاجتماع الخامس لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، بالخرطوم، بعد أن أنهى زيارة إلى ليبيا أسفرت عن موافقة الأطراف الليبية في طرابلس وطبرق على مبادرة المصالحة التي طرحها الرئيس عمر البشير. وشملت الدعوات إلى جانب دول جوار ليبيا، الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ومبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا ناصر القدوة، ومبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا دليتا محمد دليتا. وكان كرتي استهل زيارة إلى ليبيا في نوفمبر المنصرم بمدينة طبرق شرقي ليبيا، والتقى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ووزير الخارجية الليبي بالحكومة المؤقتة محمد الدايري، كما اجتمع في مدينة طرابلس برئيس المؤتمر الوطني العام نوري بوسهمين، ورئيس الوزراء عمر الحاسي. وأوضح وزير الخارجية علي كرتي في الجلسة الافتتاحية التي انعقدت بقاعة الصداقة في الخرطوم، أن المؤتمر يعقد في ظروف بالغة التعقيد تمر بها ليبيا، وشدد أن الوقت حان للوقوف مع ليبيا وتجسير الهوة بين الأطراف كافة بعيداً عن أي مصلحة سوى حقن الدماء. واعتبر كرتي أن هناك أطرافاً خارجية وتقاطعاً للمصالح أسهم في تأجيج الصراع في ليبيا، وأكد أن منهج الحوار لحل القضية الليبية يقوم على شقين أمني عسكري برئاسة الجزائر وآخر سياسي برئاسة مصر، معرباً عن أمله أن يؤدي المؤتمر إلى فتح آفاق جديدة لحل القضية. من ناحيته أبدى وزير الخارجية المصري سامح شكري، تفاؤله بتوصل الأطراف الليبية إلى اتفاق يعيد الأمن والاستقرار في بلادهم، قائلاً إن الحوار هو السبيل الأفضل لعملية سياسية وديمقراطية دون استخدام العنف وإشهار السلاح. وقال شكري في كلمته أمام اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي "إن الوضع في ليبيا يشهد تطورات تثير قلقنا جميعاً وتتطلب تعاملاً جاداً وتضافراً للجهود في تقديم العون للإخوة في ليبيا". وأضاف أن مبادرة دول الجوار الليبي دفعت مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون للاقتراب من منهجها، خاصة وأنه أعلن جولة حوار بين أطراف الصراع في ليبيا بعد تفاهم مع مختلف القوى الليبية على قواعد وأهداف العملية السياسية. وعبر شكري عن أمله أن تفضي الخطوة إلى تشكيل حكومة بتوافق تلك القوى تنهي الانقسام وتعيد إلى ليبيا وحدتها تحت مظلة الشرعية. وكانت ليبيا قد وجهت اتهامات للسودان وقطر بارسال أسلحة الى قوات "فجر ليبيا" ذات التوجه الإسلامي وهددت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الخرطوم والدوحة، وعلى إثر ذلك استدعت الحكومة السودانية القائم بأعمال سفارة ليبيا بالخرطوم، مرتين ونقلت له استنكارها الشديد لاتهامات بلاده. لكن زيارة لرئيس الوزراء الليبي عبد الثني للخرطوم في أواخر أكتوبر الماضي أنهت القطيعة بين البلدين، حيث التقى الثني الرئيس عمر البشير ووزير الدفاع ومدير جهاز الأمن، وقبل على إثر ذلك توسط السودان بين الفصائل الليبية.