د. عادل بابكر [email protected] نعم ما خطه قلم الأستاذة عايدة العبدالله عن ضرورة التحصن بالعلم بل وجعله محور حياة الإنسان فالحياة فى فهمى رحلة تعلم تتواصل فى البرزخ وتكتمل فى الآخرة وتقدير وتقديس العلم هو ما ظللت أوصى به من هم حولى إتباعاً لهدى الذى بعث معلماً صلى الله وبارك عليه وآله ، وكما ذكرت من قبل على هذه الصفحة فإن ما أثار انزعاجى ويثير إستغرابى هو عداء العقلية العربية للقراءة وذكرت الإحصائية التى خلصت إلى أن متوسط ما يقرأ الغربي فى العام يبلغ 12 ألف دقيقة فى مقابل 6 دقائق للعربى ، لكن الإستغراب قد يزول إذا علمنا أن الأغلبية الساحقة لهذه الأمة تعتقد وتصدق بل وتعلم الآخرين أن نبيها أمى وجاهل لا يقرأ ولا يكتب بل ويضعون لذلك الأحاديث مثل الحديث المكذوب الذى يغطون به على جهلهم ويؤذون به مسامعنا كل ما هل رمضان حديث: نحن أمة لا تقرأ ولا تكتب الشهرهكذا وهكذا ممسكين بالأصابع الآثمة لتبيان ما نطقت به ألسنتهم الكاذبة وهذا النبى الذى يتحدثون هو غير النبى الذى نعرفه فنبينا صلى الله وبارك عليه وآله حاشاه أن يكون أمياً بل كان يقرأ ويكتب بأكثر من لسان وبما يفوق قدرة البشر ولكن لم يكن يظهر ذلك لحكمة ، ولكن كلاب الشيطان حطب جهنم الذين سيطر عليهم النصب والعداء لأهل البيت رفضوا شهادة أبناءه صلوات الله عليهم فقد ورد عن الإمام الرضى عليه السلام (و لمن لايعرفه هو الإمام على الرضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة ، نعم السلالة الطاهرة ونعم النسب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) الرواية التالية: سأل أحد الناس الامام الرضا ( عليه السلام ) فقال له : يا إبن رسول الله لم سمي النبي الأمي ؟ فقال عليه السلام : مايقول الناس ؟ فقال الرجل : يقولون أنه سمي الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب فقال عليه السلام : كذبوا عليهم لعنة الله ، كيف و الله يقول في محكم كتابه(( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)) ، فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان جٌدنا رسول الله صلى الله وبارك عليه وآله يقرأ ويكتب بثلاثة وسبعين لساناً ، وأنما سمي( الامي) لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى ، وذلك قول الله عزوجل فهذه شهادة أبناء رسول الله صلى الله وبارك عليه وآله فى جدهم لكنهم رفضوها ليجدوا غطاءاً لجهلهم وأميتهم وتقاعسهم عن طلب العلم ولأنهم غلب عليهم نصبهم وعدائهم لأهل البيت رفضوا الرواية وأهملوها ليس هذا فحسب بل رأيت المواقع السلفية على الإنترنت تسخر من هذه الرواية مستكثيرين على سيد الوجود هذا القدر من العلم علماً أنه مجرد نقطة فى بحور علومه. ولنا أن نسأل كما سأل الإمام الرضى عليه السلام كيف يعلم الإنسان مايجهل وهل يصلح الأمى أستاذاً فى الجامعة مثلاً؟ كنت فى مرة محاضراً فى مدينة أبسالا أقدم تحليلاً لكتاب يناقش الأحاديث الموضوعة فى البخارى ومسلم وكنت شديداً على الكل ثم ذكرت فى سياق ردها حديث الإمام الرضى عليه السلام فما كان من أحد الحضور إلا أن قال لى مندهشاً وببراءة الأطفال (يعنى الرسول كان يعرف لغة سويدية؟) فأوضحت له أن علمه صلى الله وبارك عليه وآله يتجاوز عالم البشر إلى عوالم أخرى منها ما نعرفه إسماً فقط ومنها ما لا نعرف ، وفى كل مرة تحدثت فيها إلى الآخرين تلمست مدى جهل الناس بمقام النبي المعظم وتلك هى المصيبة العظمى حتى أنهم صاروا مرتعاً خصباً ومتلقين لهذا العته والجنون دون أن يكون لهم ما يردون به على هؤلاء المرتزقة الذين يصدرون هذه الفتاوى الغريبة حملة لواء الجهل و التجهيل الذين كرهوا العلم والتعلم رغم أنهم يسمون أنفسهم زوراً بالعلماء وهم ليسوا سوى مجموعة قصاصين ولهذا كان تعاطيهم الغريب مع العلم ولهذا فليس من المستغرب أن يخرج علينا من يفتى بحرمة تعلم اللغة الإنجليزية لأنها لغة كفار فى رفض واضح وتحدى للهدى النبوى الآمر بطلب العلم أينما كان وبالتالى بأى لغة كانت وما ورد عن أمر رسول الله صلى الله وبارك عليه وآله حسان بن ثابت بتعلم اللغة العبرية ولا أفهم على الإطلاق معنى مصطلح لغة الكفار وياترى كم من الكفار (حسب تصنيفه ولعلى أكون أحدهم) يتحدثون اللغة العربية وهل نهجرجها للغة جديدة نخترعها. وبغض النظر عن ما ستجود به عبقريتهم المريضة فأنا أرى أن الأمر مؤامرة على هذه الأمة و تأتى فى سياق مؤامرة إبتدأت والجسد الشريف مسجىً لم يدفن بعزل هذه الأمة عن منبع علمها الوحيد ومصدرحكمتها بإغلاق باب مدينة العلم فى وجهها وصدها عنه ثم ما تلى ذلك من مصادرة كتب الحديث والتفسير وحرقها ، العداء للكتاب الذى استمر إلى يومنا هذا وكما كتبت هنا على هذه الصفحة باللغة الإنجليزية (لغة الكفار) أن بن عبدالوهاب شيطان الأمة لعنه الله وحينما تمكن من رقاب المسلمين أمر بحرق جميع الكتب خصوصاً كتب الصوفية (أو المحمديين كما أسماهم كاتب كتاب إرهابيو الرب تشارلز ألان) ، الصوفية الذين كان يأمر لعنه الله بإعدامهم لمجرد ضبط أحد كتب الأوراد عندهم وما أشبه الليلة بالبارحة حينما يخرج المعتوه سعدان وزمرته من السعادين الخاسئة قاتلهم الله مطالبين بمصادرة كتب شيخ النيل وحرق صاحبها. وأعود إلى نقطة اللغات وقد كان السؤال الموجه إلى شيخهم عن اللغة الإنجليزية تحديداً والتى أفتى بحرمة تعلمها علماً بأن 80% من المعرفة المتداولة فى العالم هى باللغة الإنجليزية فما الهدف من هذه الفتوى غير قتل هذه الأمة معرفياً ، الأمة المسكينة التى ألزموها بقائمة طويلة تحت بند حرام شملت اللغات الأجنبية ، علم الآثار ، الموسيقى ، الفنون ، النحت ، علم الفلك، علم الوراثة ، إضافة إلى تحريمهم التصديق بكروية الأرض ومجرد مناقشة نظرية التطور وقائمة طويلة شملت حتى الرياضة والأكل بالشوكة والملعقة والجلوس على الكراسى وهذا فقط ما وقع فى يدى من فتاوى وكان الأسهل عليهم تحديد الحلال الذى (يسمحون) للأمة بإتيانه والذى لن يتجاوز ربع صفحة. أخيراً سؤال موجه لنا نحن: يا ترى كم منا يخبر الناس أن تعلم اللغات الأجنبية سنة نبوية تتمثل هدى نبينا المعظم صلى الله وبارك عليه وآله؟ نشر بتاريخ 22-10-2011