ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثيقة نادرة نتشر لأول مرة من داخل اجتماع باول والبشير .. إسماعيل يبعد قوش ويكذب على الرئيس..كولن باول يفاجئهم بعصا دارفور
نشر في سودانيات يوم 15 - 05 - 2012

وثيقة نادرة نتشر لأول مرة من داخل اجتماع باول والبشير
اسماعيل يبعد قوش ويكذب علي الرئيس برفع العقوبات والتطبيع وباول
تعارك قوش واسماعيل علي اذن الرئيس التي سيطر عليها تماما بكري وعبدالرحيم ، كيف أحرج قوش الوزير أمام رايس ؟
حرب سرية مشتعلة كلفت مليارات الدولار النفطية مابين الاجنحة المتصارعة علي النفوذ منذ خروج الترابي
**************** ***************** ***************
**بقلم** عبدالرحمن الأمين
[email protected]
بينا بعضا من عنصرية لسان طبيب الرحي الثالثة ، وهو لسان ان أفشي السلام انقطع طيبه عنك وغشت منخارك زفارات الجزارات وحلقات بيع السمك في أماسي الخريف .ولكم هذا النموذج وهو يخبر جيراننا المصريين عنا . استطردت الصحفية المصرية الزميلة صباح موسي في الأهرام اليوم تحاوره في 28 مايو 2011 بسؤال عن اجابة سابقة فتساءلت (إذا سلمنا بما تقوله أليس لديكم قلق من أن هذه الثورات أصبحت تقليداً سوف يجتاح كل المنطقة؟)
أجاب طبيب ضرس العقل نصا (هذه الثورات تخرج عادة من المساجد يوم الجمعة، لكي تؤكد هويتها، فلم تخرج السبت أو الأحد، والمساجد في السودان لا تدخلها المعارضة، بل يدخلها الحزب الحاكم، أما معظم قيادات المعارضة فهي أبعد ما تكون عن المساجد.)
أي والله !
لقد كرهنا وأنكرعلينا المساجد وأخرجنا من ملة الأسلام ! دعك ياهذا من قبة الأمام المهدي ومسجدها الأرحب في كل السودان أو ذاك الأخر بودنوباوي . دعك من الجزيرة أبا ، وأبا كلها معارضة ومساجد .. ولاتنشغل بمساجد الختمية المشتتة كخرز المسابح المكية في ربوع بلادنا ولا تعدد حزام القباب والزوايا والمساجد من الجزيرة والي دارفور وكردفان قبل أن تعرج لمنارات الشرق والشمالية ، ماله ينسي خيمة اعتصام أهلنا المناصير التي ولشهور عدة لم يهدأ فيها الهتاف الا وقت الصلاة ...والمناصير هؤلاء معارضون حضاريون مسالمون وسلميون ؟ بل ماقوله عن المقدم الطاهر بيور "ابن حي العباسية بأمدرمان" الذي عينه الدكتور جون قرنق ، في عام 1986 لادارة شعبة رسمية بالحركة الشعبية لتحرير السودان تعني بشؤون المسلمين من مقاتلي الحركة الشعبية!! وهؤلاء معارضون مسلحون جلهم غير مسلم ، لكنهم تأسوا بعبدالله بن ابي السرح !
لنترك هذا التجريح في عقيدتنا ورمينا بما ليس فينا لنختبر فعل هذا الرجل وتبيان كيفية ادارته لشأننا الخارجي لسنوات فاقت ثلث عمره .
في أخريات يوليو 2005 حضر لتلفاز الجمهورية متأبطا بضاعته من أوراق ورسومات بيانية وغرافيكس وعرضها علي محاوره مأمون عثمان. الهدف هو الايضاح بالبيان الانجازات الكبيرة التي تحققت علي يديه ابان استوزاره .كان كمن يقول هاؤوم أقرأؤا كتابيه وقد أحس بدنو الأجل الوزاري بعد دخول الحركة الشعبية كشريك .
منذ انتقاله من مكتب وزير الدولة الي مكتب الوزير ظل أهم هاجس له هو كسب ود أمريكا ورفع المقاطعات القاسية عن البلاد وتطبيع العلاقات . عشرون عاما وأسس ، منفردا ، أو متواطئا نسقا من سياسة خارجية لبلادنا هي الفشل بذاته وصفاته الدني !
ونحن نستعرض بعضا من سيرة هذا الرجل يتكشف لنا الكثير من الصفات التي لاعلاقة لها بمن اؤتمن بالترويج لأسم بلادنا وسمعتها وأهلها في المحافل العالمية . وبرغم ما يشهد عليه السجل من تواضع شديد في ملكاته كوزير للخارجية . طبيب الاسنان لايري ذلك بل نراه يعدد انجازاته بزهو من بلغ الثريا ! سنرفعه في هذا التقرير الي منصة المقارنة مع رصفائه من العظماء الذين حسب أنهم منهم ، ونضاهي سنتمتراته مع أمتارهم بتفصيل .
لنبدأ بالذي تقاسمه أعظم وزراء الخارجية . في رأس القائمة وجدنا انه كان اعتزازهم ببني وطنهم وتلاها الكثير من الصفات والملكات بل والانجازات التي خولت لبعضهم اعترافا عالميا بجهودهم في حقل الديبلوماسية .
في استيبان لتفضيلات الأمريكيين لأحسن ثلاثة وزراء خارجية في القرن الماضي ، جاءت النتائج ملفتة للنظر.هؤلاء الثلاثة ترتيبا هم قورديل هل (1933-1944) وهو الحائز علي جائزة نوبل في 1945 لجهوده في انشاء الامم المتحدة ، وهو أطول وزراء الخارجية قيادة للدبلوماسية الامريكية عبر التاريخ (11 عام) . تعاطي مع العالم في أحلك الظروف مأساوية ابان الكساد الاقتصادي العظيم ونذر الحرب الكونية الثانية تلوح في أفق عالم مضطرب. ابتدع "قورديل هل" مبدأ حسن الجوار وتبناه حتي ميلاد ميثاق مونتفيديو بالارجواي عام 1933. رغم تحفظات رئيسه فرانكلين رزوفلت الا انه أجبره علي توقيعه . كان "قورديل هل " نموذجا من سعة الأفق واستطلاع القادم كما تدلل مقولته الشهيرة (ان انتصار العلوم والتقنية هما فقط البداية الاولي لسيطرة الانسان علي مصادر الطاقة العظيمة التي لو استخدمت لأغراض عسكرية لأمكنها مسح كل البشرية) أو قوله الاخر (في ظل المخاطر المهددة التي تسببت في نشرها الحرب العالمية الثانية ونتائجها وجعلتها تخيم علي العالم ، فان السلام أصبح أساسيا للوجود المتحضر كما الهواء الذي نتنفسه للحياة نفسها ).تحدث عن أمريكا وانسانها باعتزاز وفخر فكان تبراسا يحتذي . فهو القائل ( السبيل الوحيد للبشر لكسب الحرب هو بمنعها ) ومأثورته الأخري (القوة العسكرية تكسب المعارك الا أن القوة الروحية تكسب الحرب )أو حكمته الادارية ( لاتحارب المشكلة .، اتخذ قرارا بشأنها ).
الرجل الثاني هو جورج مارشال (1947-1949) مؤسس خطة اعادة بناء اوروبا الشهيرة بعد الحرب الثانية ، والتي تمخض عنها تأسيس مؤسسات اقتصادية مرموقة كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي . دخل التاريخ ليصبح عام 1953 أول جنرال أمريكي يحصل علي جائزة نوبل .
ثالث الثلاثة هو الدكتور هنري كيسنجر الالماني المولد والذي والي هذا اليوم يتحدث بلسان تتوجع فيه اللكنة الا أنه ذاب حبا في وعاء الصهر الامريكي وأصبح ثومه وملحه . قالوا انه كان الاجدر بالمركز الاول لو تم احتساب فترته كمستشار للأمن القومي أو اسقطت مساندته لتوسيع الحرب بكمبوديا ودعم الانقلاب بتشيلي . خلال سنيه الاربعة كوزير للخارجية(1973-1977) حلق بسرب من صنعه ، فأبدع في صياعة نظريات تدرس اليوم. منها سياسة الوفاق مع الاتحاد السوفيتي وتطبيع العلاقت مع الصين الشيوعية واخيرا التفاوض بباريس علي انهاء الحرب الفيتنامية التي خولته جائزة نوبل في 1973. ترك كيسنجر آثارا جليه علي رمال السياسة الدولية وكما هائلا من المأثورات القولية والفلسفية مما لم يتوفر لمثله عبر تاريخ الدبلوماسية في العالم . ان نطق كيسنجر جرت الحكمة واحتفل المتخصصون بالمحتوي .فهو القائل (مهمة القائد هي اخذ الناس من حيث ماتوقفوا الي أمكنة لم يرتادوها) ، وأيضا (المناصب العليا تعلمك اتخاذ القرارات وليس محتوي القرارات .انها تستهلك رأسمال فكري لكنها لا تصنعه . معظم المسؤولون الكبار يغادرون وظائفهم بذات الانطباعات والخواطر التي أتوا بها ويتعلموا كيفية اتخاذ القرارات لكن ليس أي القرارات يتوجب اتخاذها . ) ...أو ( اذا لم تعرف الي اين انت ذاهب فان كل الطرق سوف لن توصلك لأي مكان )...أو (معظم السياسات الخارجية التي رفع التاريخ من قدرها ، في أي بلد، استنبطها قادة عارضهم فيها الخبراء )..أو( ليس هناك من سياسة خارجية وبغض النظر عن عبقريتها ، ينعقد لها النجاح اذا ماولدت في ذهن قلة ونفذها من لم يؤمن بها ) وقوله التشخيصي (مأساة السياسة الخارجية الامريكية في الستينات والسبعينات سببها هو تطبيق مبادئ مشروعة علي واقع غير مناسب).
قلنا في الحلقة السابقة أن طبيب الأسنان تعاطي الدبلوماسية منذ لن ترأس في 1991 مجلس الصداقة الشعبية ثم ، وزير دولة بالخارجية في 1996 فوزيرا للخارجية من 1998 -2005 . زحف بعدها للقصر مستشارا للرئيس للشؤون الخارجية حاملا معه الوظيفة الفعلية تاركا لوزير الحركة الشعبية د. لام أكول (2005-2007 ) اللقب فقط .عقدان بحساب العرجون والدكتور مصطفي يمارس الشأن الخارجي ، فماذا تعلم وماذا جنينا نحن ؟
الاجابة : شئ يسير جدا من المعرفة الخبيرة ، ان تحشمنا ، وأوزان من السلبيات ان دققنا ، وفشل مطلق ان قارناه بالاخرين ( لاحظ أن أطول وزير خارجية بأمريكا قضي 11 عاما ، ومجموع سنوات مارشال وكيسنجر هي 7 سنوات ، بل وان مجموع ثلاثتهم ما تعدي 17 عاما !!)
في زمان الانقاذ ظن وتعاطي كثير من زراء الخارجية في أمر السياسة الخارجية علي أساس أنها تخصص فرعي ، بينما التخصص الرئيسي كان الجناس والطباق والمحسنات البلاغية. فتعاور عليها أناس شهد علي فشلهم استجلابهم ، في نهاية ألأمر ، سماسرة دوليين يديرونها لهم بعقد من الباطن ، تماما كمقاولات البناء - كما شهدنا في حلقات سابقة .فالسياسة الخارجية التي تدرس في أكاديميات الديبلوماسية والمعنية بالمحتوي لم نشهد وجود لها وانما استبدلتها النخبة الأنقاذية بردود أفعال من شاكلة تصريحات الصوارمي . ففي أي بلد محترم السياسة الخارجية جسم مترابط عموده الفقري هو الاهداف المصاغة وقلبه هو القيم المرشدة للمجتمع ، ومخرجاتها قرارات تتخذ علي المستوي الكلي فتجئ معبرة عن المصالح الوطنية . الا أن ماشهدناه ، ومازلنا نشهد عليه هو كل شئ أخر غير هذا. فمثلا ، الافتراض هو ان المستوي الاستراتيجي الكلي لابد وان تتشارك صياغته الكثير من الاجهزة والدوائر ، الا أن مانراه هو تصرفات ردود أفعال بل وبالقطاعي ! وبالنتيجة ، خرج التكتيك من الشباك بعد أن سبقته الاستراتيجية من ضلت طريق الباب للسقف ! الهدف المحوري لسياسات الدولة ( خارجية أو داخلية ) هو ترقية حياة المواطن واكرام ضرائبه بالخدمات .وبالتالي يصبح هذا المعيار، وحده لا سواه ، هو الذي يقاس به الفشل والنجاح وليس الغرافيكس التي حملها للأستديو وزيرنا كاره شعبه ولاعنه .
الصراع علي اذن الرئيس ...قوش والطفل المعجزة نموذجا !
علاوة علي كل ذلك فان طبيب الرحي الثالثة أبتدع جديدا . سمه المماحكة المشربة بالود مع صلاح قوش ، رجل المخابرات الذي رسم سياسة خارجية خاصة باقطاعيته تدار من الخرطوم واديس أبابا ودبي . وبرغم من الطموح القاتل الذي أفضي لانهاء سياق امبراطوريته ، الا ان قوش كان الانجح علي مستوي النفاذ للتعاطي مع أمريكا . قلنا نفاذ ولم نقل تحقيق مصالح للسودان . كان قوش يخطط لاستراتيجية طويلة الأجل لكن المتحالفون افسدوا عليه لعبته . كأي نظام شمولي مسكون بهوس المؤامرة والخوف من الاخر ، من جهة ،ولكون ان البناء الانقاذي في اساسه يرتكز علي عقائدية فكرية يحيطها سياج سرية التنظيم المطلقة ، من الجهة المقابلة فان التوجس التهب بعد المفاصلة .فبعد سقوط الترابي لم يعد هناك من شئ مقدس أو خط أحمر بل وحتي الخلية الأمنية المحورية ( علي عثمان ، الجاز ، نافع، قطبي) ماعادت تثق بالمسلمات القديمة وبخاصة بعد خروج رجل استراتيجي بوزن علي الحاج . وهكذا ، انطلق السباق السري محموما للسيطرة علي القصبة الهوائية لتنفس النظام : الأجهزة الأمنية والمليشيات بكفة والجيش بالكفة الأخري . حسم الرئيس البشير ولاء قيادات الجيش مبكرا . اما الأجهزة الأمنية فان التنافس عليها تغذي بالمال لشراء النفوذ وبمحاولات اقصاء الأخر والتقرب من اذن الرئيس وبطانته اللصيقة ! في هذا العراك السري انفق أهل العصبة المتناحرون مليارات من الدولارات في عهد فورتنا النفطية الأقصر في العالم (2001-2010 ). المحصلة النهائية هي ان أي نجاح لصلاح قوش عني وقودا أضافيا لتحرك بعض المحاور ضده آحادا أو جماعات .من هذه المحاور كان وزير الخارجية الذي وضع تطبيع العلاقات مع أمريكا كهدف سعي بكفه حافية لقتاده واسترخص الأهوال .
لسنا هنا بصدد عقد مقارنة مابين الرجلين (باستقراء السلوك وليس بسند معرفة ندعيها). بيد أننا وجدنا بعضا مايعين في فهم هذا الاندفاع المحموم من طبيب الرحي الثالثة لكسب جولته عبر الاستعانة بالرئيس ، ولو بالكذب عليه كما سنبين .
في مؤلفه المرجعي (النخبة السياسية لايران Political Elite Of Iran ) أستنبط البروفسور مارفن زونس ، المتخصص في الدراسات الاقتصادية والشرق الأوسط بجامعة شيكاغو طريقة بحثية فريدة قادته للاجابة علي سؤال معقد هو (من يحكم ايران الي جانب الشاه محمد رضا بلهوي)؟ فبعد استقصاءلت ومقابلات وتمحيص دقيق ، توصل لقائمة من 300 شخص رتبهم حسب درجة تأثيرهم علي الشاه والقرارات . فجرت خلاصات البروفسور زونس مفاجآت عدة منها أن الأميرة أشرف ، توأمة الشاة ، هي أكثر نفوذا من أمين عباس هويدا ، رئيس الوزراء بل وان لها حظوة عند شقيقها الأمبراطور تفوق مالدي رئيس جهاز الأمن المرعب "السافاك "!....قال زونس ان الحظوة ، وبالتالي التأثير والنفوذ، نالها من تحلقوا باذن الشاه وليس بالمسمي الوظيفي ، مهما كانت جاذبيته وصلاحياته الورقية !
لو زارنا زونيس لعرف " بسهولة " من حفلات عقد القران والتعازي التي يؤمها رئيسنا بشكل شبه يومي الشخصيتان اللتان تلازمانه كأمناء الشرطة بمصر بعد ساعات الدوام : الفريقان بكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين أما المتردد علي مكتبه حتي ظنه بعض الزوار ، وزير الشؤون الخاصة ، فهو طبيب الاسنان ، مصطفي عثمان اسماعيل .
تحتم الامانة ان نشير الي ان المرحوم د. بهاء الدين ادريس ، الذي كان مسماه الوظيفي الرسمي هو وزير الشؤون الخاصة بالقصر ، لم نسمع بأنه حشر يوما فمه في غرفة نوم الرئيس أو الشؤون الداخلية للنميري !بل ولم نسمع في حياتنا التي حفلت في العشرين عاما الأخيرة بالمثني والثلاث والرباع ، لم نسمع ان وزيرا تصدي لنفي اشاعة زواجه شخصيا ناهيك عن زواج آخرين . أما المستشار الموكول بهذه المهام فلم أجد له صنو الا في مستشاري محكمة الانكحة بالسعودية - وهكذا تسمي السعودية محكمتها الشرعية الخاصة بالاشغال التي تحدث عنها مستشارنا ! أهو التقرب من أهل الحوش أياه ؟ علي الاقل برقية وكيلكس رقم (08khartoum637) ترجح لك ! تقول البرقية ان المستشار الرئاسي عرض علي القائم بالاعمال الأمريكي بالخرطوم ، فيرنانديز ، ترك أمر أبلاغ د.عبد الله حسن البشير (شقيق الرئيس) برفض طلبه الحصول علي تأشيرة لدخول الولايات المتحدة له ، وانه سيبلغه !....
أهي الانتهازية البالغة 10 علي مقياس ريختر للتحكحك بالرئيس وبطانته ؟ ...ربما !
من هو طبيب ضرس العقل وكيف ظهر وخطف الاضواء ؟
ان أردت أن تعرف بعض قدراته في التقرب لمن بيدهم القلم ، فهاك ماوصفه به رجل خبر الدروب السرية في التنظيم وحفظ الاسرار الي أن دلق خزائنها علي قارعة الطريق في كتابه (الحركة الإسلامية السودانية، دائرة الضوء- خيوط الظلام: تأملات في العشرية الأولى لعهد الإنقاذ) قال الأستاذ المحبوب عبدالسلام عن طبيب الرحي الثالثة ومهاراته "القردية " في التقافز مابين الاغصان القريبة من الفاكهة (أثبت الدكتور مصطفى عثمان نجاعة منهج سُعاة العلاقات العامة الذين يؤدون صلاة المغرب مع الرئيس، ويغشون نائبه الاول لشاى المساء، ثم يتناولون طعام العشاء مع الأمين العام) ! أما زميلنا الاستاذ مصطفي البطل فأضاف بريشته الحاذقة لونا خاصا علي بورتريه الرجل "الاحداث 27 ابريل 2011" كتب يقول (فما هو كسب المستشار مصطفى عثمان؟! أسألوا رصيفه الاسلاموي، الدكتور التجانى عبد القادر، ينبئكم أن كل كسبه فى صعيد السياسة هو ان الشيخ الترابى استلطفه فى يوم سعد، فقربه، وميّزه، وقدمه على غيره، فى زمان قيل فيه للآخرين: عيب. "لا تزكوا انفسكم"، سيزكى الشيخ من حوارييه من يشاء! مع ان الغاشى والماشي فى حوش الحركة الاسلاموية يعرف ان مصطفى عثمان لم يرفع فى سبيل الحركة سيفاً ولا مدفعاً فى يوم من الأيام، مثل غازى صلاح الدين، ولا دقّ فى تثبيت بنيانها "حجر دُغُش")
ويزيدنا الزميل الاستاذ عبدالباقي الظافر تفصيلا ( التيار - 19 سبتمير 2011)" قبيل المفاصلة بوقت وجيز زار الدكتور مصطفى عثمان وزير الخارجية الشيخ حسن الترابي في منزله. الشيخ من حيثيات اللقاء حَسِب أنّ الوزير مصطفى سيقدم استقالته وبالتالي عدّه من الموالين.. عندما أشرقت الشمس واستقال من استقال من مجلس الوزراء.. استمسك طبيب الأسنان مصطفى بمنصبه الدبلوماسي، وأصبح من رجال الرئيس الذين يعايرون الشعب على بؤس الحال قبل بزوغ فجر الإنقاذ. الآن تغيّر الحال.)..
حقيقة أم أضغاث تبدت لنا ؟ ...تمهل ، استزد قبل أن تحكم !
عندما اعتزم وزير الخارجية الامريكي السابق ، كولن باول ، زيارة السودان ، حسبها طبيب الاسنان فرصته لضرب غريمه رجل الجاسوسية بالقاضية فأرادها مزلزلة وربما بأنشودة قوش قد دنا عذابه ! رسم استراتيجية متعددة المستويات .أولها التسريب وآخرها عدم دعوة قوش للاجتماع الرئاسي برغم صلته العضوية بالأمر ! أفرد للخبر أجنحة قبل 19 يوما من الزيارة مبلغا زميلنا محمد سعيد محمد الحسن بالامر . نشرت الشرق الأوسط الحوار الخميس 10 يونيو 2004 بعنوان رئيس (مصطفى إسماعيل: واشنطن طلبت استضافة حفل التوقيع النهائي للسلام السوداني ولكني أفضل نيروبي)!
وصل كولن باول للخرطوم .هندس طبيب الرحي الثالثة التوقعات ورفعها لأقصي حدودها . فقد ظل لأيام لا حديث له مع الرئيس الا عن البركات التي ستتنزل علي النظام بمجرد وصول باول .قال له ان الرئيس بوش ( بناء علي معلومات موثقة من مبعوثه الرئاسي السفير دانفورث) سيعلن رفع المقاطعات الاقتصادية عن السودان وأن الوزير باول مكلف بشرح اجرائيات التطبيع وسيشرح تفاصيل فنية ! قال له ان معلوماته تفيد ان بوش بعد اعادة انتخابه ومباشرته منذ يناير 2004 فترة رئاسية ثانية واخيرة "محتاج للبشير شخصيا حتي يجير اتفاق نيفاشا لصالحه فيظهر كرجل سلام بعد حرب افغانستان والعراق . وانه محتاج للبشير أكثر من أي وقت مضي لتلميع صورته في العالم الاسلامي"!!. لذا ، كل المطلوب من البشير ، بزعم طبيب ضرس العقل ، هو اظهار التزامه بالسلام ومباركته لاتفاقية نيفاشا وابلاغ باول بأنه سيحتفل ويزف البشري السارة للشعب علي توقيع الاتفاق خلال أيام ( أقترح عليه ان يقول في الغد الذي سيصادف عيد الثورة). قال ان واشنطن فتحت أبوابها بفضل من دبلوماسيته الناجحة بل واقترح ان يذهب الرئيس معه لنيويورك ليخاطب الأمم المتحدة عند انعقاد دورتها الروتيتية في سبتمبر2004 !
الله أكبر " هل ترون السبابة المشرعة في الهواء "!
بخبث المتنافسين علي الأذن الرئاسية ، أبلغ طبيب الاسنان رئيسه أن معلوماته هي أن "الأمريكان " طلبوا منه ان يكون الاجتماع مع باول وفريقه "مصغر ومختصر جدا " واقتصار الحضور علي من لهم علاقة مباشرة ! قال للرئيس ان مصادرة الأمريكية ابلغته ان أسلوب باول "يحبذ الاجتماعات المختصرة " وبالذات عندما ينقل رسائل هامة من الرئيس بوش. كان مقصد طبيب الرحي واضحا ، فمن جهة رغب في استبعاد قوش وكل الاخرين من حضور هذا الاجتماع ( بمن فيهم علي عثمان مفاوض نيفاشا الحقيقي ) ، ومن الجهة الاخري ركز علي" أميني الشرطة"مركز الثقل والقوة والتقرب منهما لنيل رضاهما لحيازة عضوية ناديهما المحتكرلأذن الرئيس يوميا بعد ساعات الدوام ! دخل كولن باول للاجتماع في 29 يونيو 2004 . سمه اجتماع التوقعات المفصلية ...أو ، ان شئت الدقة ، سمه الاجتماع الكارثة بسبب من التوقعات الكاذبة التي نفخ بالونها طبيب الرحي الثالثة !
بدأ الاجتماع ، وأفرغ البشير حشوة صاعقه مبكرا وسريعا .قال كل شئ مطلوب منه حسب نصيحة وزيره ، الا أن الجنرال الأمريكي فجر قذائفة برشاش رامبو! وجم الحضور وظلت عيون الرئيس البشير متسمرة في وجه وزير خارجيته بعتاب لولا بقية من حياء لصرخ به امام الضيوف !
الوثيقة النادرة : داخل الغرفة المغلقة لتقديم الجزرة....مرحبا بكم في مصنع عصر الزيت !
الوثيقة 1 النادرة ( والتي تنشر لأول مرة ) تشرح بتفصيل دقيق ماظل يدور في الغرف المغلقة مابين اهل الأنقاذ وأهل الاستكبار . وبرغم ان بعض المقاطع قد حذفت من الوثيقة ، لا انها لم تفسد اللب . أعددت ترجمة نصية للوثيقة التي تسلسلت حيثياتها في 12 نقطة .....فالي الترجمة :
لقاء وزير الخارجية كولن باول بالرئيس البشير بالخرطوم يوم 29 يونيو 2004 تم حظر هذه الوثيقة ومراجعتها في 14 أبريل 2006 علي أن يفك حظرها في 30 أبريل 2013 .
الحضور من الجانب الأمريكي هم : وزير الخارجية ، كولن باول –القائم بأعمال السفارة الامريكية بالخرطوم جيرارد قالوشي - مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ، أندريو ناتسيوس - مساعد الوزير ريتشارد بوشر - المساعد الخاص للوزير مايكل رانيبرجر- الادميرال جيمس ميتزقر ، المساعد الخاص لرئيس الركان –روبرت بيكروفت المساعد التنفيذي الخاص للوزير – برونيل ديلي "مدون المحضر" السفارة الأمريكية بالخرطوم
الجانب السوداني الرئيس عمر حسن البشير -وزير الخارجية مصطفي عثمان اسماعيل –يحي حسين ، وزير الدولة لشؤون الرئاسة -الفريق بكري حسن صالح ، وزير الدفاع – الفريق عبدالرحيم محمد حسين ، وزير الداخلية –ابراهيم محمود حامد ، وزير الشؤون الامسانية - السفير السوداني بواشنطن خضر هارون والسفير محمد أمين الكارب ، مدير ادارة الامريكيتين بوزارة لخارجية.
4-قال الوزير ان الرئيس بوش سعيد بأحداث نيفاشا لكنه قلق جدا من امكانية حدوث كارثة انسانية بدارفور . التطبيع لن يمضي بدون خطوات فورية لوقف عنف الجنجويد ضد المدنيين والقضاء علي البيروقراطية المتسببة في ابطاء ايصال مواد الاغاثة . كما في دارفور ونيفاشا فان الولايات المتحدة تريد المساعدة (حذفت بقية الفقرة).
5-قال الرئيس البشير ان التوقيع الاخيرعلي اتفاقية السلام في نيفاشا سيتم الاحتفال به في عيد الثورة في 30 يونيو
(حذفت الفقرة 6 بكاملها )
7-قال وزير الخارجية "الامريكي" ان الرئيس بوش سعيد بالانجازات في نهج السلام خلال السنوات الثلاثة الاخيرة . زاره اعضاء من الكونغرس بمكتبه بعد شهور قلائل بعد الانتخابات الرئاسية وقالوا ان الولايات المتحدة يجب ان تجد حلا لصراع الشمال –الجنوب .انه تحد صعب لكن الولايات المتحدة شاركت . وقد بذل الوزير"باول" نفسه استثمارا شخصيا مقدرا في عملية السلام مذكرا الرئيس البشير بأنه حضر الي نيفاشا وقال ( هذا النهج يجب الا يفشل والا فاننا جميعا سنخذل شعب السودان ) .الرئيس بوش يتطلع الي اكتمال الاتفاقية الشاملة ويرحب يالاطراف لحفل في واشنطن .انه يريد تحسنا في العلاقات.
8-غير ان ذلك لايمكن ان يحدث الا بعد ان يتم بسط الامن في دارفور وتتدفق المساعدات .الوضع في دارفور لم يتم (احتواؤه). ان هذه النتيجة ليست فقط هي رؤية الولايات المتحدة وانما الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والأسرة الدولية . الرئيس قلق بعمق من احتمالات نشوء كارثة انسانية في دارفور .لتجنب الكارثة فان الامن يجب أن يعاد استتبابه لئلا يتمكن الجنجويد من ارتكاب أعمال عنف مجددا ضد المدنيين الابرياء . كما اننا أيضا نقول للمتمردين بأن مثل هذا العنف غير مقبول . موانع توصيل الاغاثة يجب ازالتها وكذلك الفيزات للعاملين في الاغاثة .ان من مصلحة السودان اظهار انه أكثر اهتماما منا فيما يخص الأمن وتوصيل الاغاثة .الولايات المتحدة يجب ان تري تعاونا كاملا مع مراقبي الاتحاد الأفريقي كما يجب ان تكون هناك تسوية سياسية .
9-لقد ناقش الرئيس بوش دارفور مع الاتحاد الاوروبي ، مجموعة الثمانية وحلفاء الناتو . وقال الوزير"باول" انه فيما يشبه حالة الاتصال اليومي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي يساوره أيضا قلق عميق . يجب ان يكون هناك تحسنا فوريا في دارفور والا سيكون من الضروري علي المجموعة الدولية اتخاذ اجراءات اضافية كقرار من مجلس الأمن الدولي . الرئيس بوش لايريد فعل لك .الا ان السلام يجب الا يكون محصورا فقط بالجنوب .الكونغرس الأمريكي سوف لن يسمح للرئيس بالمضي قدما في التطبيع بدون حل في دارفور. الولايات المتحدة تريد المساعدة ولاتريد أن تعاقب .مبلغ ال116 مليون دولار التي تم الالتزام بها مسبقا ، فان الكونغرس أضاف لها مؤخرا 95 مليون دولار كاضافة للدفاع لكن يتوجب علي السودان أن يتحرك فورا بشأن دارفور والا فان الأسرة الدولية ستزيد من الضغط .
(نقطة 10 محذوفة بكاملها )
11- مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ناتسيوس كرر صدي ماقاله الوزير من ان الولايات المتحدة تريد اتفاقية سلام نهائية مع الجنوب ولاتريد نقل اخبار سيئة ولكن قبل اسبوعين فقط تم حرق 6 قري وفي الاسبوع الماضي تم جلد واغتصاب فتيات اعمارهن 14 عام . أطلق جنود حكوميون النار علي قافلة اغاثة الاسبوغ الماضي . هذه الاحداث تم تأكيدها بواسطة مصادر متعددة .هناك مجاعة حادة نسبتها 10% وسوء تغذية بحسب مستوي المجاعة العالمي .الناس تموت في المعسكرات والاطفال يموتون بالملاريا والحصبة والاسهال .
12-قال وزير الخارجية "مصطفي اسماعيل " (جزء محذوف) وقال ان منظمة الصحة العالمية تقول للسودان انه ليس هناك وباء في دارفور وفق مقاييس الامم المتحدة . وزير الشؤون الانسانية قال ان معدلات التطعيم في دارفور أحسن من غيرها في بقية البلاد لكن الملاريا يمكن ان تصبح مشكلة في موسم الأمطار كما هي في بقية ارجاء السودان وقال أن سوء التغذية أعلي في أقاليم خارج دارفور .(حذفت الردود الأمريكية)
(وافق الوزير "باول" علي مقابلة فريقه لمسؤولين حكوميين "سودانيين" لوضع خطوات محددة بتفاصيل أكثر لما تريد الولايات المتحدة من حكومة السودان القيام به من اجراءات . تم الاتفاق علي الاختصار –باول )......أنتهي !
وهكذا ، عزيزي القارئ ، اذن الاجتماع الذي أراده طبيب الرحي الثالثة جزر وبنجر وتطبيع واحتفالات بتوقيع نيفاشا لم يكن سوي عكاكيز وسياط عنج ... أو بلغة هذه الأيام وتقطيرالزيت البشري ( عصر عديييييييل )!
ربما التاريخ فقط سيعرفنا علي رد فعل قوش وعلي عثمان والمرحوم مجذوب الخليفة والأخرين علي نتائج هذا الاجتماع النوعي !
العصا لمن عصا ......وقوش يتحرك في الاتجاه المعاكس !
العصا التي توعد بها باول المجتمعين انهالت علي الرؤوس بعد أقل من شهر .ففي21 يوليو 2004 قدمت منظمة هيومان رايتس وتش تقريرا للأمم المتحدة تطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات علي السودان متهمة الخرطوم بمساعدة الجنجويد .أكتفي طبيب الرحي الثالثة بالنفي وقال انه ليس هناك جديد في مساعي هذه المنظمة . وظل يطمئن قيادته بأن كل شئ تمام ولاداعي للقلق . وبعد 9 أيام فقط تحرك مجلس الأمن بموجب الفصل السابع بقرار رقم 1556في 30 يوليو باجبار الحكومة علي نزع سلاح الجنجويد خلال شهر ...وظل الرجل علي تطميناته الا أن جاء يوم 31 مارس 2005 فاستيقظت الخرطوم علي القرار 1593 الصادر من مجلس الأمن بتحويل ملف دارفور للجنائية الدولية ...وبدأ مسلسل أوكامبو وقائمة نصف المائة رجل المطلوبين لمحكمة لاهاي الدولية !
ما رشح من تصرفات حكومية لاحقة ، أوضح الغضبة الرئاسية التي سكنت الرئيس من هذه المتلاحقات .قرأ صلاح قوش غضب الرئيس مبكرا وقرر ارضاؤه ولو بالانتقام من حلفاء الأمس مادام ان الامر سيرضي الرئيس وسيحرج طبيب الرحي الثالثة .رسم الخطة بدقة ...وكانت بسيطة ! أنتظر قوش زيارة أول مسؤول أمريكي رفيع ليذيقه بعضا مما برع فيه رجال الجهاز من فتونة ، ان لم نقل صعلكة . سسيغضب الامريكيون ويزمجرون وسيحشر مصطفي اسماعيل لقفص الاتهام !
عام من الانتظار وحلت علي خرطومنا وزيرة الخارجية الامريكية السمراء كونداليسا رايس في 22 يوليو 2005، بعد ايام من احتفال الخرطوم بتوقيع اتفاق السلام مع د.جون قرنق في 9 يوليو ...جاءت للخرطوم وذهبت للقاء الرئيس بمسكنه. علم قوش ان برنامج الزيارة يتضمن زيارة لمعسكر أبوشوك بدارفور –الملف الجديد القديم للمزيد من العكاكيز . قالت وكالة رويترز ان رجال الامن عند بوابة مسكن الرئيس ، وبعد ان دخلت الوزيرة للرئيس تعاركوا مع الوفد الصحفي المرافق لها وحاولوا مصادرة أشرطة الافلام من مراسلي التلفزة بدءا . قال جيم ويلكلسون ( أحد كبار مستشاري الوزيرة) انهم قذفوا به للحائط عند الباب ورفضوا بدءا دخول مساعدة الوزيرة للشؤون الافريقية ، كوني نيومان للاجتماع وأوقفوا معها مترجم رايس العربي الامريكي جمال هلال ! خرجت رايس من الاجتماع وفي الطائرة في طريقها لمعسكر أبوشوك بدارفور ، أبلغت تفاصيل ما جري . أخذ منها الغضب مأخذه فصبته في برقية شديدة اللهجة بعثت بها من طائرتها الفخيمة للوزيرمصطفي اسماعيل تطالبه فيها بلاعتذار فورا وعلنا علي ماحاق بوفدها الصحفي !
فهاتفها فورا معتذرا وهي في بطن الطائرة في الطريق لدارفور ! كشف ناطق وزارة الخارجية الرسمي شين ماكورماك في ايجازه الصحفي هذا الاعتذار . لم تكتفي رايس بالاعتذار بل قالت لوكالات الانباء ( يغضبني ان أجلس مع رئيسهم فيما كان ذلك يجري !" ومضت مطالبة الخرطوم بوقف الابادة الجماعية.. وبوصولها للمعسكر واصلت هجومها قائلة ان حكومة السودان لديها (مشكلة مصداقية ) حول دارفور وانها تريد أن تري ( أفعالا وليس كلمات)!
مصطفي ....يامصطفي : الخزانة المملؤة بالزهو والمعرفة لكل شئ !
الغربيون لهم طرائق وتقاليد راسخة في أشياء كثر ، أهمها التقيد بالبروتوكول . فالامريكيون مثلا ، مسؤولون وعوام ، لايستخدمون الاسم الأول للشخص عند مناداته الا بعد أن تتوطد أواصر المعرفة وتتطبع بشئ من الحميمية . فأنت مستر معرفا باسم جدك الي أن يفعل العيش والملح فعله . اما اذا ماكنت تتمتع بصفة وظيفية فانها لابد وان تسبق اسمك باللقب المطلق عليك رسميا في بلدك وليس بأمريكا حيث الوزير يسمي "Secretary" والقسيس هو "Minister ". ان كنت مسؤولا اجنبيا واجتمعت بهم ، فانهم يخاطبونك برسمية جامدة بصفتك الوظيفية - شئت أم أبيت . فوزير الخارجية هو "مستر فورن منستر" ، والوزيرة حتي ولو كانت المقالة سناء حمد هي "مدام منستر" وهكذا....هذا النسق المفهوم لم يخرج عنه الا وزير خارجيتنا الهمام في سعيه الدؤوب لاقناعنا بمقدار مابلغه من شأؤ وعلو كبير . فهو الصديق الصدوق "لكل " عظماء زماننا الذين ومن فرط علائقه المتجذرة بهم فان البروتوكول سقط تماما من الحسابات ! فهاهو يبلغ ملايين المشاهدين عبر الزميل سامي كليب يوم 21 أبريل 2007 بقناة الجزيرة متحدثا عن لقاء له مع وزيرة الخارجية الامريكية مادلين أولبرايت ( تحدثت معي وقالت لي يا مصطفى أنتو كل شيء عملتوه إلا شيء واحد، قلت لها ما هو؟ قالت لي أنه أصبح قرار الخرطوم مستقل عن مصر، قلت لها لمعلوميتك هذا أسوأ شيء عندنا وسنعيد النظر فيه )...
وفي ذات اللقاء .....يحدثنا عن "فردته" ممن كانت تهابه حتي الصراصير في شقوقها.: صدام حسين !
قال عنه ( فنظر إلي بجفاء شديد جدا وقال لي يا مصطفى قبل أسبوع كان يجلس في هذا الكرسي الذي تجلس فيه أبو عمار الله يرحمه وقال لي ماذا تريد؟ أنا قلت له.. أنا قلت له أيش دخلك أنت بالأسرى الكويتيين فكانت هذه بالنسبة إلي يعني رسالة أنه أترك.. سكّر الموضوع ده، فأنا بدأت مرة ثانية أتحدث أنه الرئيس يقول لك أنت أطلقت سراح الكبار فأطلق سراح هؤلاء حتى تكون يعني فاتحة في أنه نحن نعمل لمعالجة الجرح الذي حدث فاستمع إلي جيدا ثم قال لي إذا أنت مصر على الاستمرار في هذا الموضوع دعنا نصلي فسألني صليت العصر؟ قلت له لا فذهبت معه فصلى صلاة طويلة جدا طبعا هو إمام وأنا مأموم )...
تقبل الله !
وله خل آخر من أصحاب الوزن الثقيل يتحلل معه من وزار البروتوكول متي مارآه ! انه كوفي أنان الامين العام لمنظمة الامم المتحدة ! نراه يتلذذ بسرد واقعة دانكشوتية مثيرة طرفها السيد أنان ، سنعرض لها في الحلقة القادمة . الرواية فريدة زمانها بحق في تأريخ البلوماسية ! أما وزيرنا المحبوب فلايري حرجا في ادراجها ضمن تصرفاته الخوارق . في عدد صحيفة الصحافة العدد رقم: 5297 بتاريخ 18 مارس 2008 قال (طبعا .. بعدها قابلني كوفي عنان قال لي يا مصطفى انا مستغرب جدا انو الجماعة بتاعين ال (FBI) ديل مالين المنطقة كلها وانتو عندهم متهمين انكم ارهابين كيف خلوك تصل كلنتون وانا كنت بتخيلهم حيكسرو عضامك)!!
ثم حديث فطير عن لقائه بالشيخ سعد العبدالله الصباح ، ولي عهد الكويت السابق ، رحمه الله . ولأنه اختار ان يجعل الكويت مرجعا في مصفوفات نجاحه ، سنأخذ حقنا في الرد .... كاملا.
انها كلمة مستحقة بل وواجبة لأنصاف من ظلمهم هذا الرجل وهو ينسب لنفسه مايشبه مفاخرة من أضاف لأمصار الدولة الرسالية صداقة بلد جديد. دأب طبيب الرحي الثالثة علي جعل "اعادة" العلاقات مع الكويت ضمن أكبر انجازاته . الهدف هو اعادة كتابة التأريخ وتبرئة نظامه من قطع العلاقات ، في الأساس . ويرتابنا شك أنه يدري عمق العلاقة مع الكويت أو أنه يعرف عمق الجرح الذي أصاب أهل السودان وأهل الكويت جراء موقف حكومة الانقاذ المساند لغزو صدام لهذا البلد الصغير الأمن . فهو لايعرف الكويت وأهلها واختلاطهم بأهل السودان قبل هذا العهد الغيهب الذي زور ارادتنا ونخوتنا ورمي بلادنا في صف صدام حسين الذي شرد منها الكويت 125 الف سوداني غالبهم ، لايزال جرحه طريا .
عرف الكويتيون أهل السودان معرفة حقة لم تشوبها شائبة لعقود عدة.عرفوا أمانتهم وخلقهم في شخص الدكتور خليل عثمان محمود الذي شارك ابناء أمير الكويت الحالي (ناصر وحمد ) أعمالهم التجارية ، فأعطي ولم يأخذ في شركة الخليج العالمية وشركة لورنرو وسلسلة فنادق ميرديان وسكر كنانة .عرفوا سودان النصرة ضد من أعتدي عليهم ، فكان اللواء أحمد الشريف الحبيب قائدا لقوات الجامعة العربية لردع عبدالكريم قاسم في 20 يونيو 1961 . عرفوا جيرتهم فتلاصق منزل الشيخ سعد العبدالله ، وزير الدفاع ، بمنزل اللواء صديق الزيبق واتصل المسكنان "بنفاج " .عرفوا فيهم التدين والاستقامة ومعرفة حقة بأصول الدين وبقية العلوم . فكان أن عهد الشيخ سعد العبدالله بأبنه (الوحيد) ، الشيخ فهد ، ليتتلمذ علي يد الشيخ حسن طنون وأوكله بالاشراف عليه . عرفوا أساتذة الجامعة والصفوة من الباحثين بمعهد الكويت للابحاث العلمية .فتولي البروفيسور النابغة محمد عبدالكريم منصب مساعد مدير جامعة الكويت للبحث العلمي ترافقه كوكبة من الاستاذة والعلماء بل والاداريين والفنيين منهم البروفسورات نصرالدين عميد كلية الطب وأحد مؤسسيها ، مصطفي خوجلي ، فيصل تاج الدين أبوشامه عميدا للعلوم وخالد حجازي رئيسا لقسم الفيزياء وعثمان الدسوقي ويوسف سلفاب ، طارق المأمون الريح ، علي أسماعيل مدني ، عبدالباسط عبدالقادر ، أحمد وداعة الله ، محمد سيد أحمد حسين ، محمد عبدالماجد الميرغني، الجيلاني صباحي ، أنور عثمان الزين والعشرات غيرهم ممن فاق عددهم الثمانين بالكليات المختلفة.أما شركة الخطوط الجوية الكويتية فقد ترأس عملياتها الفنية كابتن سحلول ، ومن قبله كان كابتن شيخ الدين ، وعبدالعاطي بل .ليس هذا فحسب ائتمنوا سلامة أمير بلادهم في ترحاله للكابتن السوداني (علي جني) ملاحا دائما لطائرته الأميرية الخاصة بينما استوعب اسطول الشركة مالايقل عن 80 من خيرة المهندسين والطيارين السودانيين .أذهب للصناديق المالية وستجد القامات السودانية شامخة شموخ العلماء في تخصصات ادارة الاموال المختلفة وتدبير المشروعات . ستجد القانونيين ورجال الاقتصاد والعلوم المالية والمهندسين في صندوق التنمية الكويتي والصندوق العربي للانماء وهيئات المال الأخري وستعجز حتما أن تتخير من بينهم أبرع 20 ! فهناك سعادة السفير السابق مأمون أبراهيم حسن الذي قاد المؤسسة العربية لضمان الاستثمار من لاشئ في 1977 الي منظمة بعمليات مليارية الدولار وظل مديرا لها لأكثر من 20 عاما. وكان مأمون هذا قائدا فذا لم يعد للكويت بعد الغزو الا بعد ان أصر علي تكسيرتصنيف "دول الضد" من أجل طاقمه مهددا بالاستمرار بالقاهرة اذا لم تذعن الكويت وترجع خبراؤه معه ، وجلهم من السودانيين العرب المصنفين . هكذا هو مأمون رجل الموقف والخلق الرفيع .ستجد أفاضل وعلماء في مساقات الاعمال والقانون والادارة ، ولن نحصي الا من توفر بالذاكرة ونترحم علي من مضي منهم الي رحاب ربه : البروف محمد ابراهيم خليل ، خوجلي أبوبكر ، عثمان سعيد ، عبدالرحيم ميرغني ، عبدالرحيم موسي ، محمد يسن عبدالعال ،عبدالرحمن الطيب الفاضل نايل ..أذهب الي دور الاعلام والصحف وستبهرك أسماء قيض الله لنا سنوات من الزمالة الودودة معها والتنافس بلا استطالة أو ازدراء : الاساتذة قاسم نايل ، بابكر حسن مكي ، فتحي الضو ، بدرالدين حسن علي ، اسماعيل محمد علي ومحمود عابدين وغيرهم . أدر رأسك في كويت المال والاكاديميا وستجد خريج مدرسة وارتون الأمريكية الأشهر البروفسور أحمد عبدالرحمن أحمد والقانوني فتح الرحمن عبدالله الشيخ والطبيب عبدالقادر خميس وحسن زمرواي وسامي الخليفة .....ستجد الكويتي ابن السودان السفير عبدالله السريع الذي عاش في الجنوب 10 سنوات وتعلم بعضا من رطانة أهلنا هناك وكتب كتابه ( عشرة سنوات في جنوب السودان ) قبل ان ينتقل سفيرا لبلاده بالخرطوم....
هذة جرعة من اناء يتفايض . بعد كل هذا ، هل نحتاج لمصطفي اسماعيل ليقول لنا أنه أضحك شيخ سعد العبدالله وأقنعه بضرورة اعادة علاقات السودان مع الكويت ! هل علم ان شاعرنا الفحل علي عبدالقيوم ظل مرابطا مع أهل الكويت طيلة شهور الاحتلال الغاشم ؟ وهل علم أن صديقنا أزهري محمد علي ، شقيق حارس مرمي الزمالك المصري والعربي الكويتي "سمير محمد علي" أستشهد دفاعا عن الكويت ؟
لكنه الطفل المعجزة المتذاكي علي كل الدنيا يشتمنا ويتحدث باسمنا ينزع الجنسية عنا في جلسة ويرجعها ان راق مزاجه حتي وان حصل هو علي جواز بريطاني ودان بالقسم لملكتها ، كما سنأتيك بالتفصيل ...(قلت له طال عمرك إذا العراق غزا الكويت مرة أخرى نفس هؤلاء السودانيين ستجدهم يقوموا بنفس هذا العمل، قال أيش؟ قلت طال عمرك السودانيين اللي وجدتهم في الشوارع هؤلاء ليسوا سودانيين، دول جزء من الجيش العراقي يسمى بالفيلق السوداني)..
بئس اللسان ...وسخف الحجة التي يجري بها هذا اللسان القادح في عزة أهله .....
اللغة الانجليزية مابين مصطفي اسماعيل والسفير العراقي نزار حمدون :
في 14 ابريل 2007 نسبت جريدة الرأي العام للسفير البريطاني بالخرطوم قوله ان ثلثي وزراء الحكومة السودانية من حملة الجنسية البريطانية ! وورد في الانباء ان وزير خارجيتنا يحمل الجنسية البريطانية بل ينسب له ابلاغه توني بلير ، رئيس الوزراء البريطاني ، عندما زار السودان في 6 اكتوبر 2004 انه درج علي التصويت لصالح حزب العمال ، حزب بلير . لانغمض الرجل جوازه البريطاني فكاتب هذا المقال أيضا ممن أحوجتهم ديكتاتورية ضارية سابقة ، غير الراهنة، للبحث عن وطن بديل . ضاق "الريس " بما درجنا علي كتابته في صحيفة السياسة الكويتية وأنا أدير مكتبها من واشنطن فأوعز سفير السودان السابق بواشنطن عمر صالح عيسي ( رحمه الله ) لضابط الأمن المقدم صفوت حسن صديق بالغاء جوازي السوداني وابلاغ الامر لكل السفارات بالعاصمة الأمريكية ! لم يتلكأ ضابط الأمن الهمام في تنفيذ هذه الفعلة بهمة انجازية لو داوم عليها لقبض علي اسامه بن لادن حيا . ففي يوم واحد فقط زار الاستقبال بكل السفارات المائة وتسعين المعتمدة بواشنطن وسلمهم صورة من جوازي وأمر الالغاء وماسأل نفسه عن مشروعية أو دستورية أو قانونية أو بطيخية مافعل !–لكن متي كان للعسس والجواسيس مثله من ضمير يستنطق ؟ باثارتنا لجوازه البريطاني لن نتطرق لمناقشة دستورية أو عدم دستورية تقلده وغيره منصبا دستوريا بالدولة. فالجنسية المزدوجة غدت منذ 1994 مكفولة لكل سوداني ، ولن نتطرق الي الحقيقة الاخري وهي انه بانتفاء التظلمات السياسية السابقة التي حاقت به ، فانه كان ينبغي عليه التنازل عن الجنسية البريطانية ليتنسم منصبا رفيعا في نظام سياسي رفع عنه المظالم بل وجعله أحد (الظلمة الجدد)هذه مساجلات مشروعة ونحن لسنا بصددها الان . مايعنينا هو لماذا يصر علي استخدام اللغة الانجليزية في مخاطبة المناسبات المختلفة ولغة بلاده هي العربية ولاحرج ان استخدم مترجما ؟ فاما ان يكون مبلغ علمه عن نفسه انه يحذقها واما لأنه طبيب وبريطاني ومثقف سوداني يجب ان يتحدث بها ؟ ردنا علي السؤالين هو انه بريطاني ومتقف وطبيب ووزير خارجية ، نعم- لكن لغته الانجليزية ضعيفة ودون المستوي المطلوب لوزبر خارجية . واذا ماقرأت وثيقة 2 ستري لغة انجليزية من شاكلة مخلفات آليات قوة دفاع السودان ، افتقدت الصيانة والسلاسة المطلوبة ومحشوة باخطاء مخجلة . كان يخاطب يومها تجمعا من الصحافيين والاكاديميين بمجلس العلاقات الخارجية .ماستلاحظه باللون الأصفر هو تصويبات ادخلها أهل المجلس علي النسخة الموزعة للعموم وتعلقت بتصحيح ( نعم تصحيح )الأخطاء النحوية القاتلة .أما ماتحته خط باللون الاسود الغليظ فهو ماتبرعت به أنا كقارئ فقط ( وأنا غير متخصص في اللغة الانجليزية ) ، فهناك من الاخطاء مايجعل أسنانك تصك كفرامل الأمجاد ! تصرفت في كل مابدا لي ضعف في التركيب اللغوي أو سوء التعبير والخطأ فيه . وآمل من القراء أهل الاختصاص الاسهام في جهد (الدبلوماسية التعليمية الشعبية ) بمايرون من كيفية ! تذكرت المرحوم السفير العراقي نزار حمدون الذي أتي لواشنطن مديرا لمكتب المصالح العراقية بعد أن كان وكيلا لوزارة الاعلام ببغداد . لم يتعلم الانجليزية الا بعد أعيدت العلاقات المقطوعة بين بغداد وواشنطن في 1983 وأصبح سفيرا لبلاده بأمريكا . أنقطع لتعلم اللغة الانجليزية بجامعة جورج تاون فأصبح أقوي الأصوات العربية في أمريكا.تمت ترقيته ليصبح سفيرا للعراق بالامم المتحدة . سألته مرة عن تجربته مع اللغة الانجليزية قال ( بعد أن أتقنتها ، تأكدت بأنها أهم أدوات عملي ، علي الأقل أفهم ويفهموني وأنقل موقف بلا لبس أو تأويل ). أقرأ الوثيقة 2 وستعرف لما تأذينا كبلد من انجليزية وزيرنا والصحفيون يقرون بأنهم مافهموا شيئا ! فهاهو طبيبنا الناطق بالانجليزية يحدث الدنيا عن قصف مصنع الشفاء بقناة سي ان.ان في أغسطس 1998بلغة ومنطق يتصارعان علي المركز الاول في الركاكة ، قال (وليس لدينا مانع ان يأتي لنا وفد من شخصيات محترمة مثل الرئيس كارتر أو وفد من الكونغرس. نريد ايضا الشعب الامريكي والادارة الامريكية ايضا اذا ماكانوا متشككين ان يحضروا )! أهلا بضيوفنا ..أهلا 320 مليون نسمة بين ظهرانينا بالخرطوم! اذا اردت الاستزادة من العجب فعليك ببرنامج بانوراما الذي بثته قناة بي سي يوم 14 نوفمبر 2004 ، ويمكنك متابعته في حوار الجزيرة الانجليزية
http://www.aljazeera.com/programmes/...184830120.html
لكن ، وحتي ان أصبح طبيب الرحي الثالثة بلبلا مغردا بالبريطانية ، فان حاجتنا ستظل لجلسات طويلة له مع أخصائي نفساني بارع (يخلصنا ) مما تجره عليه الأنا المتضخمة عنده .نموذجنا في ذلك فقرات من محاضرة ألقاها في منتدي الوسطية . ففي يوم 13 فبراير 2012 وبمقر المنتدى العالمي للوسطية كان عنوان محاضرته (مستقبل العلاقات العربية الافريقية فى ضوء تطورات الربيع العربي) فأصبحت المحاضرة عنه ! ففي فقرة كاملة يقول (و فى السودان حيث تقف اليوم جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم -التى أتشرف برئاسة مجلس أمنائها – وبها سبعة آلاف طالب وطالبة من أكثر من أربعين دولة أفريقية يتعلمون بالمجان ) ...وفي أخري ( تلك إذن نظرة عاجلة لما تقتضيه منى المنهجية الوقوف عنده من مفاهيم وافتراضات، غير أن ثمة هاجسين أحدهما عربى والآخر أفريقي، ما ينفكان يطلان برأسيهما، كلما عرضتُ لشأنٍ عربى أفريقى، طيلة ثلاثين عاماً من تجربتى فى العمل السياسي ببُعديها الشعبي والرسمي..) وتالية( هذا شاهدٌ واحدٌ .. وغيره من الشواهد عديد .. ليس أقلها ما خبرته بنفسى وأنا أتنقل العام الماضي بين أكثر من دولة من دول الوسط الأفريقي ومنطقة البحيرات، فأشهد كم هو عميقٌ وراسخٌ الأثر الحضارى الذي خلفه الإسلام في تلك الأصقاع النائية، ولقد أحزنني كثيراً وأنا أنظر إلى الحماس الدفاق فى تلك الوجوه السمراء صوب مآثرنا الحضارية)
أدري لماذا تذكرت محاضرات للدكاترة(حقا) واساطين الدبلوماسية (ممارسة)، منصور خالد وفرانسيس دينج ، فتحسرت !
شاهد الوثائق :
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-56172.htm
وسنواصل الاسبوع القادم ان أمد الله في الآجال ......


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.