استيقظت من النوم في الصباح الباكر ووجدتني أموت من شدة الضحك لسبب اجهل دوافعه تماما ، مما حدا بي فحص نفسي اكثر من مرة في محاولة يائسة ابتغيت من ورائها الاطمئنان علي سلامة صحتي النفسية ، فقد اعتراني الخوف علي روحي من نفسي ، وأشفقت علي ضياع شبابي البض سدا ، فكم من تحفة بشرية نادرة أفل نجمها وذابت كالشمعة المشتعلة فصارت نسيا منسيا ؟ وكم من ( موناليزا ) سودانية دقيقة الملامح فتية النظرات تسربت ثم مضت الي مجاهل العدم البشري بلا حس ولا خبر وما عاد يذكرها احد بالخير او الشر ؟ . لهذا خفت واستنفرت الثقة من أغواري السحيقة وفحصت سعة الذاكرة فوجدتها بالقدر الذي تركتها به منذ البارحة ، ومضيت مستعجلة نحو مكامن المشاعر فأعانتني الذاكرة مشكورة بأنه لأ مبرر من ذلك طالما المشاعر لأزالت بكرا ولم تدنس بعد بأوهام العشق والغرام ، اذا ما الذي حرض مراجل الفرح بدواخلي وجعلني ابدوا كالفنانة سعاد حسني في فلم ( الكرنك ) اموت من شدة الضحك لسبب اجهل دوافعه ؟... هل يا تري صرت قاب قوسين او ادني من حافة ازدواج الشخصية والاضطرابات النفسية العميقة التي يعاني منها معظم الحكام في السودان ؟ ام يا تري أصيبت برهاب وزير الدفاع ؟ وللذين لم يسمعوا برهاب وزير الدفاع هو مرض نفسي معدي من أعراضه يجعل المريض يدمن الضحك الهستيري بمناسبة وبدون مناسبة ، وقد تتفاقم الحالة الصحية حتي تجعل المصاب يشعر بالرغبة القوية ليصبح السائق المحترم لرئيس الجمهورية ؟ لذلك سمى المرض برهاب وزير الدفاع .. . واصالة عن نفسي اذا لا غدر الله ابتليت بهذا المرض فالشهادة لله سأختار الانتحار طواعية بدل وصفي بالأخطل العوير او الوزير ( اللمبي ) .. . المهم احترت في سبب الضحك الذي داهمني بهذه الكيفية العجيبة ، وقلت في نفسي الضحك بلا عجب قلة ادب ، فكتمت الذي تبقي من الفرح ونهضت من الفراش بنشاط ملحوظ علي غير العادة ، ووقفت لبرهة من الوقت انظر لنفسي في المرايا ، تابعت خصلات شعري برتابة مملة ، ولفت انتباهي تنامي عدد حبات الشباب علي صدغي الي ثلاث بعد ان كانت واحدة بالأمس ، أدرت نظري نحو منضدة ( التوليت ) بغرض الاطمئنان علي علبة ( المكياج ) خاصتي ؟ تنهدت وشهقت بعمق حتي شعرت بالراحة تسري بين ردهات أعصابي ، ثم غرزت الخطي متجهة نحو ( الحمام ) فاغتسلت وخرجت بأكثر حيوية ، أدرت مفتاح السيارة وعزمت التوجه الي المكتب ..... وفجأة تذكرت بأبلغ ما يحيط الذكري من خشوع الدواعي المنطقية التي جعلتني استيقظ واموت من شدة الضحك في الصباح ، نعم ، نعم انه (اليوتيوب) الذي شاهدت فيه اللقاء الذي اجري مع الرئيس البشير لصالح قناة النيل الأزرق والذي كشف من خلاله امتلاكه عدد من البيوت والمزارع ، مما حدا بأحد المعارضين ( دبلجة ) هذا اللقاء وتركيبه بطريقة فنية شيقة علي مقاطع صوتية من مسرحية الزعيم للفنان عادل امام ، فكانت عملية مضحكة للدرجة التي ( تقطع ) أنياط القلب من شدة الفرح ....... - - - - - - - - - - - - - - - - -