ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. على أنغام أغنية (حبيب الروح من هواك مجروح) فتاة سودانية تثير ضجة واسعة بتقديمها فواصل من الرقص المثير وهي ترتدي (النقاب)    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكافر هداه الله هو من كفرني علي مقالنا ، دمعة علي روح النبي مانديلا عليه السلام .
نشر في سودانيات يوم 13 - 12 - 2013


[size=4][font=Courier New][size=4][b]
حيدر محمد أحمد النور
الكافر هداه الله هو من كفرني علي مقالنا ، دمعة علي روح النبي مانديلا عليه السلام .. هل من مانديلا سوداني ؟ (( الحلقة الاولي )) .
( التوجيه القرآني الذي يستنهضنا للاستبسال ضد أشكال الظلم والاستبداد والقمع كافة ، إنما هو توجيه عالمي، تتلقفه أوتار القلوب عند الناس في جميع الأديان ...) .
الراحل المقيم نيلسون مانديلا القرآن الكريم
The Quranic injunction to rededicate ourselves to the resolute fight against any and all forms of injustice, tyranny and oppression is universal and strikes responsive chords in the hearts of people of all faiths.
Nelson Mandela
"حاربت ضد سيطرة البيض، وحاربت ضد سيطرة السود ، لقد كنت أسعى من أجل مجتمع حر ديمقراطي يعيش فيه الجميع بسلام وتكون الفرص فيه متساوية. هذا هو المثال الذي أتمنى أن أعيش من أجله وأن أحققه."
"وإذا اقتضت الحاجة ، فأنا مستعد للموت في سبيل هذا."
خطاب من جزيرة روبن في أبريل/نيسان 1971
"أنا لست قديساً، مالم تعتقدوا أن القديس يخطيء ويستمر فى محاولة الإصلاح". ذلك لأنه بالتحديد يقر بعدم الكمال الإنساني – ولأنه ملىء بروح الدعابة والشقاوة ، رغم المسئوليات الكبيرة التى على عاتقه، فلذلك أحببناه. إنه ليس تمثالاً مصنوعاً من مرمر، إنه رجل من لحم ودم، هو إبن وزوج وأب وصديق.
من حطاب الرئيس الامريكي باراك أوباما في حفل تأبين نلسون مانديلا .
انني حينما اطلقت صفة ( النبي ) علي الراحل المقيم نلسون مانديلا إستوحيتها من بيت شعر ، لامير شعراءنا في السودان التيجاني يوسف بشير رحمه الله في قصيدته ( قلب الفيلسوف ) ، الذي يقول فيها :
منبأ من سماء الفكر ممسكة علي الرسالة يمناه ويسراه .
الي الآن الكافرين بالله هداهم الله هم من كفروني ، وعليهم ان يتوبو لله رب العالمين ويستغفروه ، او يثبتو العكس بالدليل وبالبرهان لاتوب أنا واستغر الله .
جاهل جدا من يحرم السلام علي نلسون مانديلا ، بقوله عليه الصلاة والسلام لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا سلموا علينا أن نقول وعليكم ) وذلك النهي كان بسبب أن اليهود في المدينة كانوا يسلمون على المسلمين ويقولون لهم : ( السام عليكم ) .
بداية لا بد من تجديد العزاء للامم السودان وشعبنا المكلوم ، وشعب جنوب أفريقيا وشعوب أفريقيا وأممه والعالم ، فقد الهمني تابين أحق الناس بالتأبين في يومنا وعصرنا هذا ( نلسون مانديلا ) أن أأبنه باسم حركة / جيش تحرير السودان وباسم تنظيم النشطاء الشباب ، تأبينا خاصا .
والعزاء لجماهير شعب جنوب أفريقيا العظيمة ، والعزاء موصول للبشرية جمعاء من كل جنس ولون وعرق ، من مختلف الامم والشعوب بيضا وسودا وملونيين ، ومنذ اليوم سنرفع تلك الراية والطريق الناجح التي اتخذها الراحل نلسون مانديلا في رحلته النضالية .
ومن هنا أوجه الرسالة لشعبنا السوداني الصامد الصابر الرازح تحت نير الذل والهوان والاستعباد والاستعمار الداخلي ، شعبنا الذي يعيش دون البهائم والحشرات في عصر القرية الكونية والسماوات المفتوحة .. نقول لكم ياجماهير شعبنا ورفاقنا ان كفاحنا هو كفاحكم ، ونضالنا وتضحيتنا لكم ومن أجلكم ، وإنتصارنا ألأكيد هو انتصاركم وملككم , لقد أقسمنا بالله ربنا ووضعنا نصب عيننا انكم ستجدو كرامتكم وعزتكم ورفعتكم وعزكم وسؤددكم بنضالاتنا وتضحياتنا ، وسنحقق آمالكم ولاجيال شعبنا السوداني القادمة جيلا بعد جيل معنى فى حياته ، وحريته وديموقراطيته مجده التليد .
نقول لابناء شعبنا
ما نديلا انسان واصرو ان تكونو مثله ونبنو سودانا للتسامح ، ومن فشل فعليه ان يشبه به في قيمه .
تشبهو ان لم تكونو مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح
دندن المعلقون الحديث بكثرة حول وصفي للراحل المقيم نلسون مانديلا بالنبي وذلك في مقالتنا (( دمعة علي روح النبي مانديلا عليه السلام ... هل من مانديلا سوداني ؟ ، وكالو علي سيلا من السباب والشتائم والتكفير ، والتفجير ، ورموني بالجهل بابجديات الدين ، والاستهزاء بالدين وآياته ، وانكرو علي جملة واحدة استخدام عبارة النبي ، وعبارة عليه السلام ، واستوضحني واستنطقني آخرون عبر الرسائل الالكترونية ، وارسلو عشرات الرسائل علي ايملاتي .
واكثر تعليق اعجبتني هو تعليق لقارئ يسمي الدكتور صلاح الدين الذي قال (( يا حيدر النور عنوانك كالنقطه السوداء فى الثوب الابيض سامحك الله )) تعليق صادق جدا ، وعميق ، واطلب منه ان يبين لي بالدليل والبرهان كيف أضحي عنوان ( دمعة علي روح النبي مانديلا عليه السلام .. هل من مانديلا سوداني نقطة سوداء ؟ ) ( نقطة سوداء في المقال الذيشببه بالثوب الابيض ) ، ان يثبت لنا اعوجانا وسوادنا في العنوان ، ونحن نقبل ونقول : ( رب زدني علما ) .
ولابد من توضيح وتبيان ألآتي للناس الذين أيدوني بشدة ، وللذين هاجموني وارغو وازبدو وغضبو ، وكفروني من عدة وجوه في مقالات منشورة في حسابات بعض الشيوخ الخاصة علي الفيس بوك والتويتر ، وكان عليهم نشرها في مواقع العامة تعميما للفائدة وعليه ابين الاتي :
1 / إنني حينما أطلقت علي الراحل المقيم نلسون مانديلا عبارة ( نبي ) ، وسلمت علي روححه بعبارة عليه السلام ، قد كتبت المقال أولا ، وكنت افكر في عنوان مناسب للمقال ، فاذا بالانترنت كلها والصحف وكل مكان مانديلا بل ، راجعو المواقع أكثر من ثلثي المادة الاعلامية المنشورة تتحدث عن الرجل ، وارثه والاشادة به ، وبنضالاته وبطولاته ومبادئه و...و.. نلسون ما نديلا .. ومانديلا ..
ولكون مقالي يختلف عن سائر المقالات فهي مقال بالاساس ديني استوحيتها من دعائم وقيم الديانات السماوية ، لانني قصدت ان ابين فيها حقيقة وخلاصة خضتها بدراساتي ، ومشروع لكاتب سيري النور في ما تبقي من عمري انشاء الله ، أن الله سبحانه وتعالي ما أرسل رسولا ولا بعث نبيا إلا ( للحرية ) ، الكامن في ( لا إله الا الله )أي (لا معبود بحق الا الله ) ، وهي القاسم المشترك الاعظم بين الرسل والانبياء كلهم أجمعين .
وبينت ان الله ما ارسل رسولا ، ولا بعث نبيا الا ليحارب الاستعباد .. وليعزز قيمة الحرية والعدل والسلام والمساواة بين بني البشر في الارض .
وان الحرية والتحرير هي غاية انبياء الله ورسله كلهم جميعا وما سواها شرائع وشعائر ومناهج ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) .
وجعل الله الشرك اعظم واكبر الجرائم علي الاطلاق ، لانها عبودية ورق طوعي لغير الله ، او عن غفلة وغفوة وجهل .
وبينت ان معظم الانبياء واجهو نظم الفصل العنصري ، موضحا في المقال ان قوم سيدنا ابراهيم عليه السلام قد واجهو ( ابرتايد ) النمروذ ابن كنعان المشرك والطاغوت المتأله ، وذلك حين رأي حلما في منامه .. طلع فيه كوكبا في السماء فذهب ضوء الشمس حتى لم يبق ضوء ، فقال له الكهنة والمنجمين في تأويل الحلم : انه سيولد ولد يكون هلاكك على يديه ، فأمر بذبح كل غلام يولد في تلك الناحية في تلك السنة تفاديا للمولود الذي حدث عنه من قبل الكهنة والمنجمين ، ومارس ( ألأبرتايد ) والتطهير العرقي والابادات الجماعية ، تماما علي غرار ما فعله فرعون موسي حين قتل ابناء بني اسرائيل واستحيي النساء ليتفادي موسي ، وولد وترعرع رغم انف النمروذ بن كنعان سيدنا ابراهيم عليه السلام ، في ذلك العام فأخفته والدته حتى كبر ، وكذلك ولد سيدنا موسي عليه الصلاة والسلام ورباه فرعون رغم انفه .
وواجه سيدنا موسي ( ابرتايد ) واظهاد فرعون علي بني اسرائيل .
ولم احسب ان يجد المقال كل تلك الزيوع والانتشارالواسع النطاق ، وردة الفعل الكبير ، فقد نشرها معظم الصحف الالكترونية ( بطرف .. طرف ) الا موقع سودانيز اون لاين التي نشرها في الاخبار ، لانها تساويبين الجميع في النشر سواءا بسواء فلهم التحية في العدالة في التساوي في حق النشر في الموقع المميز .
2 /
الغالبية وقعو وسقطو ضحية النقد الشكلي والفقهي المحض ، والوهم الظاهر لعنوان المقال التي قصدت ان يكون ملفتا للانظار .
والردود والهياج والمياج والتكفير والتفجير والسب والشتم لشخصي سامححهم الله ، والارهاب والتخويف الفكري دليل الخواء الفكري الشديد ، والانحطاط في الفهم لدرك سحيق ، وجهل الكثير من ابناء شعبنا السوداني جوهر دينهم وقيمها ، ومغزي ديانات ربهم ، وجهلو مغزي رسالات ربهم فتمسكو بالشعائر والشعارات والشكليات عوضا عن الجوهر والاصل .. انها دليل ضحالة الفكر والفهم لجوهر الدين الاسلامي وشقيقاتها من الدياناتها السماوية .
ومن نافلة القول ولازم فائدة الخبر عندي وعند المسلمين من مشارق الارض ومغاربها أن النبي ( ص) خاتم النبيين ، ولا نبي بعد الرسول محمد ( ص ) ، ولم أجد مطلقا طيلة حياتي في كتاب أو منشور او حتي طائفة دينية ، أو جماعة او طريقة أو مذهبا من المذاهب او ملة او نحلة او رايا من كل مكونات الامة الاسلامية سنة وشيعة ، صوفيين وسلفيين وتكفريين ، من له رأي في قوله سبحانه (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ( أو يعتقدون خلافا لقول النبي ( ص ) ( لا نبي بعدي ) .
ولم اقرأ او اسمع ان هناك من يزعم ان نبي آخر سيبعث بعد النبي ( ص ) الخاتم ، صحيح منهم من يعتقد بخروج شيخه او ولي من الاولياء الصالحين بتقديراته ، اما النبي ( ص ) فقد ختم الرسالات باجماع الجميع من المذاهب ، والملل ، والنحل والطوائف والجماعات وطرائق ديننا الاسلامي القددا . الا شطحات من أشخاص وأفراد هنا وهناك إما لكونهم مرضي ومختلين عقليا ، أو عباقرة ودهاة ودهاقنة منفلتين كالمتنبي ، فيبن له الناس الحقيقة ويغلب علي امره ويقتنع بالواقع والحق ، وحقيقة انه لا نبي بعد خير خلق الله وخاتم المرسلين والنبيين سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله ( ص ).
وقد كنت أسمع في الراديو عن محاكمة لاحد أبناء شعبنا السوداني يزعم أنه نبي ، ولو كنت قاضيه لبرأته واتحت له الفرصة في ان يثبت زعمه ، ان كان سليم العقل وسوي سيقنعه الناس بالحجة .. ساتيح له الفرصة ان وجد من بين جماهير الشعب السوداني من هو جاهل ( ومسطول ) ، لدرجة أنه يجهل ختم النبي محمد ( ص ) للرسالات السماوية .
فلم ولن يساورني في نفسي شك قط طرفة عين ولا اقل منها من قبل في حياتي ان النبي ( ص ) هو خاتم النبيين ، ورسالته هي النهائية وخاتم الرسالات ، ولن يساورني بعدها باذن الله ، وان شاء الله .
كما لم يساروني يوما شك ان نلسون مانديلا بشر عادي جدا كغيره من الناس يموت وفعلا مات كما يموتون ، ويمرض ومرض كما يمرضون بل بينت في مقالي ( دمعة علي روح النب مانديلا عليه السلام .. هل من مانديلا سوداني ؟ ) ، ان الله قد كتب له الموت من قبل ، لكن دعاء تضرع وابتهال ابناء شعبه كلهم جميعا الي الله حين يمرض ، فيمد الله من عمره ، (( والدعاء والقدر المسطر في اللوح المحفوظ يتعالجان في السماء فيمحوالله ما سطره منذ الازل في اللوح المحفوظ بسبب الدعاء والابتهال اليه كما ورد في الاحاديث الصحيحة )) . واتذكر جيدا مقولة للاسقف ديزمون توتو قبل اكثر من سبعة اعوام عن حياتة ( الراحل مانديلا ) ، انه ( لم يكن بيننا الي الابد ) ( وي دنت هاف هم فور ايفا ) .
ومانديلا نفسه قال مرارا عن نفسه ( لست نبيا ) ، ( لست قديسا ) .
وقد تابعت خطاب الرئيس باراك أوباما في حفل تأبينه الذي يبين ببساطة انسانيته والعبارة اعلاها في المقدمة وما يلي :
"أنا لست قديساً، مالم تعتقدوا أن القديس يخطيء ويستمر فى محاولة الإصلاح". ذلك لأنه بالتحديد يقر بعدم الكمال الإنساني – ولأنه ملىء بروح الدعابة والشقاوة، رغم المسئوليات الكبيرة التى على عاتقه، فلذلك أحببناه. إنه ليس تمثالاً مصنوعاً من مرمر، إنه رجل من لحم ودم، هو إبن وزوج وأب وصديق.
3 /
لكوننا في حركة / جيش تحرير السودان التي نتزعمها ، وفي تنظيم النشطاء الشباب التي أقودها وفي حلفنا الجبهة الثورية السودانية نسعي كما سعي الراحل المقيم مانديلا لبناء سودان متسامح ، خالي من كافة أشكال ( الابرتايد ) السياسي ، والاثني .. والديني .. والاقتصادي .. والاجتماعي .. سودان يعيش فيها شعبها كلهم جميعا جنبا الي جنب ، ولنا من ما لنلسون منديلا من شعبية ورؤية وفكر ومنهج ، ونمد يدنا بيضاء من غير سوء للجميع بمن فيهم البشير وأعضاء حزبه ان نتسامح كسودانيين ، ونؤكد له من هنا انك ألآن .. ألآن .. ألآن .. يمكنك ان تضع حدا لسائر انواع الجرائم والانتهاكات واشكال الانفلاتات .. والانقلابات التي تحدث في السودان والي الابد ، بقرارات شجاعة ومخلصة ، ووطنية شريفة .
وقد قال من حارب الكراهية والعنصرية مانديلا :
"إن المصالحة لا تعني أمراً يتعلق بتجاهل الماضى الأليم ولكنها وسيلة لمواجهته بالإحتواء والتسامح والحقيقة"
ولا بد من تأكيد اعلان اننا في حركة / جيش تحرير السودان التي نتزعمها وفي تنظيم النشطاء الشباب سنحرر السودان ، وسنبنيها علي غرار بنيان نلسون مانديلا لجنوب افريقيا طال الزمن او قصر .
ونكرر للجميع في السودان وفي حركة / جيش تحرير السودان .
تشبهو ان لم تكونو مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح .
وقد كنت منكبا باهتمام وهوس في متابعة مراسم تابين الراحل المقيم ( نلسون مانديلا ) لاكثر من اربعة ساعات ، وتابعت توافد الرؤساء ورؤساء الوزراء الذين تجاوز عددهم المائة شخصية ، من العظماء والقادة الذين نسلو من حدب وصوب ، وفي كافة انحاء العالم وجهاتها وجوانبها وقاراتها ودولها ، وقد الهب الحماسة والتقدير في نفسي خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما التي القاها علي مسامع الحضور بحماسة منقطعة النظير ، ولا غرو فباراك اوباما قد ملك ناصية الخطابة والبيان بجدارة ، وهو اول رئيس امريكي اسود قدر له ان يكون في سدنة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية ، يوم يموت المناضل من أجل مساواة السود والبيض سواءا بسواء في كل شيئ في بلاده كما خلقو احرارا متساوون ( مانديلا ) ، واقحم في خطابه محرر عبيد امريكا وموحدها من الشرذمة والانهيار الرئيس ابراهام لنكلولن ، والدكتور مارتن لوثر كينج جونيور داعية الحقوق المدنية والسياسية للامريكان السود ، وقد صافح يومئذ خصمه اللدود والماكر الرئيس الكوبي راؤول كاسترو مصافحة تاريخية .
ووصف في خطابه مانديلا انه سجين حرر نفسه من السجن ، وحرر سجانه .
وذكر انه آخر من خرج من السجن ورفض ان يخرج من السجن الا بعد خروج جميع السجناء السياسيين ، وسجناء الراي منها .
وذكر مقولة المؤبن ( مانديلا ) السجين وقتها :.
"ليس مهماً فى نظري الخروج من السجن ولا العقوبات التى أتحملها لأنني سيد مصيري: أنا قائد روحي " .
4 /
انني حينما اطلقت صفة ( النبي ) علي الراحل المقيم نلسون مانديلا إستوحيتها من بيت شعر ، لامير شعراءنا في السودان التيجاني يوسف بشير رحمه الله في قصيدته ( قلب الفيلسوف ) ، الذي يقول فيها :
منبأ من سماء الفكر ممسكة علي الرسالة يمناه ويسراه .
ومانديلا نفسه كان منبا من سماء الفكر والرؤية الثاقبة والوجدان السليم ، وامسك برسالته في الحرية والسلام ، والعدالة والعيش المشترك والتسامح ، بيمناه ويسراه داخل السجن بعناد واصرار حتي انتصر ارادته وارادة شعبه .
وقد وصف استاذنا التيجاني يوسف بشير في قصيدته ( قلب الفيلسوف ) ، الفيلسوف مرارا ( بالنبي )
والذي يقول في مطلعها :
مغداك فى حجر الآباد مغداه وفوق دنياك فى الأيام دنياه
ودون مغناك من ابهاء شامخة كوخ (النبي) وفي غلواء مغناه
أطل من جبل الاحقاب محتملاً سفر الحياة على مكدود سيماه
عاري المناكب فى اعطافه خلق من العطاف قضى إلا بقاياه
مشى على الجبل المرهوب جانبه يكاد يلمس مهوى الارض مرقاه
يدنو ويقرب من مندك الذرى أبداً حتى رُمي بعظيم فى حناياه
منبأ من سماء الفكر ممسكة على الرسالة يمناه ويسراه
وقد كرر استاذنا عبارة ( النبي ) في ما تبقي من قصيدته قلب الفليسوف وهي صفات اذا تعمقنا فيها تتوفر في الكثير منها علي الراحل المقيم مانديلا المناضل والفيلسوف المفكر :
وبقية القصيدة
يرمي سواهم انظار منفضة أقصى العوالم من عينيك عيناه
أوفى على الارض مأخوذاً وطاف بها مشرد النفس لا مال ولا جاه
يطوى ويظمأ حتى ما تبين على ما فيه من حرقات الجوع ساقاه
يستفسر الناس ماذا عند عالمهم وليس يعرف شيئاً عن طواياه
يا ناصح الجيب لم يعلق به وضر من الحياة ولم يأخذ بنجواه
هنا العدالة فى اسمى معالمها مسود دميت بالظلم كفاه
ومر يضرب فى الدنيا على ألم ضاف وتوغل بين الكون رجلاه
يثور بين حنايا صدرة ألم ضخم الجوانب لم يسعد بعقباه
وراح يجمع أطمارا مرفأة مزيفة عريت منهن عطفاه
حتى أتى جبل الاحقاب وهو به أحفى وأحدب فأستبكى فآساه
ودون مغناك من ابهاء شامخة كوخ (النبي) وفي غلواء مغناه
وفي قصيدة الزاهد ان كنتم تتطلعون علي ديوان امير شعراءنا الغني بالفكر والرؤية والبصر والبصيرة ، في السودان ( إشراقة ) ، فقد وصف الاستاذ التيجاني يوسف بشير المهدي عليه السلام ( بالنبي المعظم في الصدور ) ، ويوم ولادته حيا ( بالنبي الصغير) ، ووصف الخليفة عبدالله التعايشي ( بالنبي الصغير ) تحقيرا له ، ورغم انه ظلم جدا الخليفة عبدالله التعايشي متولي كبر فرية المهدية ، ومنظرها ، وقائد جيشها ، بانه حول الغار الي تاج ملك ، وكل فروة يصلي عليها الي عرش وترك عبادة الله .
الا اننا لابد من تبيان ان المهدي عليه السلام وخليفته عبدالله التعايشي كانا زعيما ثورة ودولة ، وصارعو ابرتايد البيضان من الترك والمصريين والانجليز ضد السودان ، واستعمارهم للشعب في دولة السودان ، وكان مانديلا ايضا ثورة ودولة ، وسمي التيجاني المهدي عليه نبيا مجازا ، كما سميت مانديلا عليه السلام نبيا ( مجازا )
وهذه هي رائعة الاستاذالتيجاني الزاهد:
في دجى مطبق ويوم دجوجي وليل مقفقف مقرور
ولدت ثورة البلاد على احضان كوخ وفي ذراعي فقير
عوذوا طفلها وصونوا فتاها بجديد من الرقي أو أثير
وأقرأوا حوله المعوذة الكبرى وذروا عليه بعض الذرور
وأعقدوا وأكتبوا من الكلم العليا حفاظاً على النبي الصغير
وى هلم أنظروا سياجاً من النور على مهده الوطيء الوثير
وي هلم أسمعوا الملائك يعزفن بميلاده نشيد السرور
وي هلم المسوا تحسوا جناحاً خضلاً في الثرى وحول السرير
مالها زلزلت وماجت بنا الأرض ألم تغتمض عيون القبور ؟
والجى نائم يغط أما يصحو شيء في جانبيه خطير ؟
أوشكت حوله المنازل أن تنقفض من فوقها سماء القصور
باركوا الطفل في قلوب وصلوا في المحاريب للعلي الكبير
قر يافوخة وازغب في صغري خراف من نفسه أو شكير
ومشى في الصبا قسيم المحيا هيئت نفسه لكبرى الأمور
وأغتدى زاهد الشباب وصوفي بنى قومه ومصباح نور
سالكاً في الحياة نهج طريق طيبي معبد ميسور
ثم أوحى إليه ان قد تخيرتك هدياً فأصدع بامر القدير
أيهذا ( النبي ) مرحى بمغداك إلينا أهلاً بلقيا البشير
أصبح الغار تاج ملك وأضحت مفرغات الفراء عرش امير
واليد الطهر خضبتها دماء من صريع مجندل أو أسير
والأخ الحبر والفتى الألهي النفس خلو من الحجى والضمير
والنبي الصغير من بعد مازال نبياً معظماً في الصدور
وقد ذكر أستاذنا التيجاني هنا صفة ( النبي ) تكرارا ومرارا في وصف المهدي عليه السلام .
ولست مسئولا عن صحة عقيدة التيجاني ، بقدر ما اتأسف جدا للطريقة القاسية والبشعة والوحشية والمزلة ، والمهينة التي عومل بها استاذنا التيجاني يوسف بشير من قبل زملائه ، وهيئة التدريس ومير المعهد العلمي وقد اندثر ذكرهم جميعا وبقي فينا الاستاذ التيجاني يوسف بشير يراعا وفكرا وثقافة وحكمة ، واشجب وادين بشده فصله من المعهد العلمي وتشريده لمجر انهم حسدوه واضطهدوه وتعذبوه وطروده من المعهد العلمي غيرة . وعمل نهارا ليعيش ، وليلا يقرا ويتعلم حتي اصيب بداء الصدر من شدة التعب والارهاق و ( سببو ليهو السل ( تيبي ) وكتلو بالتعب والارهارق والسهر مجرمين !! )
وقد درسناها في الصف الثالث الثانوي
المعهد العلمي
السحر فيكَ وَفيكَ مِن أَسبابه دَعة المدل بِعَبقري شَبابه
يا مَعهدي وَمَحط عَهد صِباي مِن دار تَطرُق عَن شَباب نابه
قسم البَقاء إِلَيكَ في أَقداره مَن شادَ مَجدك في قَديم كِتابه
وَأَفاضَ فيكَ مِن الهَدي آياته وَمِن الهَوى وَالسحر ملء نِصابه
اليَوم يَدفَعُني الحَنين فَأَنثنى وَلهان مُضطَرِبا إِلى أَعتابِهِ
سَبق الهَوى عَيني في مِضماره وَجَرى وَأَجفَل خاطِري مِن بابة
وَدَعت غَض صِباي تَحتَ ظِلاله وَدَفنت بيض سني في مِحرابه
وَلَقيت مِن عنت الزيود مَشاكِلاً وَبَكيت مِن عمرو وَمِن أَعرابه
نَضرت فَجرسني مِن أَندائِهِ وَاِشتَرَت ملء يَديء مِن أَعنابِهِ
رَفع الشَباب إِلَيكَ مِن أَقلامِهِ عَمدا مركزة عَلى آدابِهِ
وَتَسابَقوا لِلمَجد فيكَ وَكُلنا علق بِحَق المَجد مِن طُلابه
حَتّى يَكون المَجد وَهُوَ مصوح في الأَرض مُنقَلب عَلى أَعقابه
صُوراً مُوَثَقة العَرى في ناشيء حدث مُصورة عَلى أَعصابِهِ
وَالمَجد أَجدَر بِالشَباب وَأَنما لِلناس موجدة عَلى أَصحابه
هُوَ مَعهَدي وَلَئن حَفظت صَنيعه فَأَنا اِبن سرحته الَّذي غَنى بِهِ
فَأَعيذ ناشئة التُقى أَن يرجفوا بِفَتى يَمت إِلَيهِ في احسابه
ما زِلت أَكبَر في الشَباب وَأَغتَدي وَأَروح بَينَ بخ وَيا مَرحى بِهِ
حَتّى رَميت وَلَستُ أَول كَوكَب نَفس الزَمان عَلَيهِ فَضل شِهابه
قالوا وَارجفت النُفوس وَأَوجفت هَلَعاً وَهاجَ وَماجَ قُسور غابه
كفر اِبن يوسف مِن شَقي وَأَعتَدي وَبَغى وَلَستُ بِعابئ أَو آبه
قالو احرقُوه بل اصلبوه بل انسفو للريح ناجس عظمه وإهابه
وَلَو ان فَوق المَوت مِن مُتلمس لِلمَرء مد إِلَي مِن أَسبابه
وحقا وصدقا يا استاذنا التيجاني فقد كان المعهد العلمي يومئذ غابة بشرية ، ومديرها ( ملكها ) قسورة ( أسد ) متوحش هاج وماج وزئر وفر منه بغاث الحيوانات ( الثعالب والمرافعين ، والقردة وكل سكان الغابة لزئير ملكهم الهائج والمائج ) ، وارجف المعهد بالاكاذيب والاساطير بحقه ارجافا شديدا .
قالوا وَارجفت النُفوس وَأَوجفت هَلَعاً وَهاجَ وَماجَ قُسور غابه
كفر اِبن يوسف مِن شَقي وَأَعتَدي وَبَغى وَلَستُ بِعابئ أَو آبه
قالو احرقُوه بل اصلبوه بل انسفو للريح ناجس عظمه وإهابه
وَلَو ان فَوق المَوت مِن مُتلمس لِلمَرء مد إِلَي مِن أَسبابه
وهي تعبير صادق جدا ، وتصرف بليد من هيئة التدريس وانا احمل الشيخ (المدير ) خصوصا ، فقد كان الاستاذ التيجاني يوسف بشير طفل مراهق متميز جدا ، وداهية من دهاة السودان وعالم من علماءه ومستقبل زاهر للسودان كعقلية نادرة التكرار ، حقده اقرانه ورموه حسدا من عند انفسهم علي قدراته ومواهبه وبروزه ، وشيخ المعهد ( وهم ) جدا ، وقد اندثر ذكر هؤلاء كلهم جميعا وبقي الاستاذ التيجاني ، رغم رحيله المبكر جدا ، فقد رحل وعمره 25 سنة ، بديوان شعره الرائع اشراقة .
وكان علي شيخ المعهد المعلمي تعليم التيجاني الداهية الشاطح الصغير في سنه ، صحيح العقيدة والدين ، وتحريره من الاوهام والخزعبلات التي علق بذهنه ، لا ارهابه وتخويفه ومحاولة قتل موهبته في التفكير والابداع بالتهديد والتهويل ، وقتله في نفسه ونفسيته ، ومن ثم تشريده بفصله بتلك الطريقة المتعسفة ، والظالمة وألآثمة .
فما مر بها التيجاني من حيرة وشك في الله وفق تقديراتي ووفق القرآن والله أعلم ، هي ذات الحيرة التي انتابت أبو ألأنبياء وأول الحنفيين سيدنا ونبينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام نفسه ، حين راي كوكبا فقال هذا ربي ، فلما افل قال لا احب ألآفلين ، فلما رأي القمر بازغا قال انه الله فلما افل قال لا احب الافلين ، وهكذا لما راي الشمس بازغة في الصباح الباكر ، قال هذا ربي هذا أكبر فلما افل كان له شان آخر .
يقول الله عز و جل
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ، فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
وهكذا كان حيرة شاعرنا التيجاني في بحثه عن الله الذي توهم في الريح العاصف وفي الرعد القاصف وفي الليث المعج .
" الانعام 75-79
5 /
أيضا كثيرا ما ندد المتحدثين والمعلقين باطلاقي لفظ (( النبي )) مجازا علي نلسون مانديلا ، وانا من أحمل القرآن العظيم من الغلاف الي الغلاف ، و كلام الله الذي أعجز العرب من ان ياتو بمثله وبعشر سورة وبسورة وباية ، وقد استحدم الله رب العالمين نفسه فيها البلاغة والكناية والتورية والاستعارة والمجاز ، وغيرها من ضروب البلاغة المبينة في كتب البلاغة ، فما المانع من ان نستخدم عبارة النبي علي مانديلا مجازا وبلاغة ، رغم ايماني انه بشر عادي وكري في المقال تكرارا ومرارا انه لم يوح اليه ؟ .
وقد قرات لكثرين كفروني من عدة وجوه وعلقو علي اطلاقي اسم ( نبي ) علي مانديلا ( مجازا ) وعرضو مقالاتهم في حساباتهم الخاصة علي الفيس بوك والتويتر وعليهم نشرها للناس ، كما نشرها ( شخصي ) في المواقع العامة ، فاذا أثبتو كفري او حتي مجرد اثمي في المقال فسأتوب فورا الي الله واستغفره ، والي الآن هم الكافرين بالله هداهم الله ، وعليهم ان يتوبو لله رب العالمين ويستغفروه ، للادلة التي لاحصر لها علي كفر من كفر مسلما ظلما وعدوانا .
4 /
ما زاد الطين بلة في العنوان هو عبارة عليه السلام ، ولا اري مطلقا غبارا في السلام علي مانديلا او غير مانديلا من الناس ، فلم اطلق عليه عبارة ( صلي الله عليه وسلم ) ولا ( رضي الله عنه ) ولا غيرها مما نص القرآن والسنة علي تخصيصها ، ومما اختص الله به الانبياء ، والصحابة الكرام في بيعة الرضوان ، ومن بشرو بالجنة ممن شهدو بدرا ، وممن انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
وأقول وبالله التوفيق أنه يجوز مطلقا السلام علي مانديلا ، وغير مانديلا بعبارة عليه السلام او السلام عليكم ، او صباح الخير ، ( قود مورنق ) او ( هاو آر يو ) أو .. أو .. غيرها من التحايا .
وجاهل جدا من يحرمها بقوله عليه الصلاة والسلام لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا سلموا علينا أن نقول وعليكم ) وذلك النهي كان بسبب أن اليهود في المدينة كانوا يسلمون على المسلمين ويقولون لهم : ( السام عليكم ) ، هل تدرون ما السام ؟ .
السام هو الموت .
وحينما يمر اليهود علي المسلمين المشردين الذين استخدم فيهم ابوجهل وابولهب وابي ابن خلف وامية ،وغيرهم من طغاة وجبابرة وأكابر مجرمي مكة ، الابرتايد الشديد وجلدو ظهورهم ، وفرو هاربين بدينهم ، وهاجرو من مكة الي المدينة ، واليهود احسو بالخطر والزوال بتحرير شعب المدينة ودخولهم في لااله الا الله ، يقولون للمسلمين من المهاجرين والانصار ،السام عليكم ، أي الموت عليكم ويعني اعلان الحرب .
جاء في الحديث ان يهودي مر على الرسول صلي الله عليه وعلى آله وسلم فسلم عليه وقال السأم عليك يا محمد ، فقالت عائشة رضي الله عنها: (عليك السأم واللعنة ) فنهاها النبي صلي الله عليه وسلم ، وذلك بسبب انها زادت على ما قال ، فاليهودي قال السأم عليكم وهي قالت السأم واللعنة وهذا أمر لا ينبغي في مواجهة اليهود والنصارى ،وفي الحديث تأكيد لمدي عدالة الاسلام ، حتي في الرد علي العدوان اللفظي بمثلها او السكوت ، وهي مبين في قوله سبحانه ( فمن اعتدي عليكم فاعتدو عليه بمثل ما اعتدي عليكم ) ، والافضل التسامح والتسامي ( فمن عفي وأصلح فأجره علي الله ) .
وقال ( ص ) لاصحابه رضوان الله عليهم لما سمع من ثورة عائشة علي اليهودي ، قال النبي صلي الله عليه وعلى اله : ( إن اليهود يقولون إذا مروا بكم السأم عليكم ، فقولوا وعليكم )
إنهم كانوا يقولون السام فعليهم السأم وإن كانوا يقولون السلام فعليهم السلام .
راجعو كتاب أهل الذمة للعلامة ابن القيم رحمه : ( إذا قال السلام عليك باللام الواضحة فانك قول وعليك السلام لقول الله تعالي:إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) .
ومن يري خلاف ذلك عليه تبيينه لنا وللناس تعميما للفاشدة ، في المواقع العامة لا في التعليقات والحسابات الخاصة اللهم زدنا علما وازقنا فهما .
5 /
مبادئ نبذ العنصرية والمساواة واعلاء شان الكرامة الانسانية ، والتسامح والصبر والجلد والصفح الجميل ، والصفو والعفو والمحبة والتسامي فوق الجراح وغيرها من القيم التي ضحي وناضل واصبح من اجلها نلسون مانديلا عظيما ، وكبيرا وشخصا قل ان يتكرر ، ووحد العالم كله خلفه ، وتعاطف الجميع معه الا اصوات نشاذ هنا وهناك ، من صميم مبادئ الديانات كلها بمن فيهم دين الاسلام القيم .
قال الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف:199) .
وقال تعالى : ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)(الحجر:85)
وقال تعالى: ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(النور:22).
وقال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(آل عمران: 134).
وقال تعالى : (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43) .
والآيات في المعني كثيرة جدا جدا ومعلومة في كتاب ربنا العزيز القرآن العظيم .
وكذلك انتصار القيم الكبري والرسالات العظمي لا تتحق الا بالنفوس الكبري والنفوس ، و بالصبر والمصابرة .
قد قال النبي صلى الله عليه وسلم ، (( واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)) " .
وعن أبي هُريرة رضي الله عنهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديدُ الذي يملكُ نفسهُ عند الغضب)) متفقٌ عليه )) .
و ( الناس سواسية كأسنان المشط ) .
وقد ضرب لنا النبي العظيم الذي يقول الله عنه ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ( ، في الصفح وسعة الافق وتفوق علي كل الانبياء والمرسلين ، فقد بينا في المقال السابق ان الانبياء والمرسلين ، حينما يشتد عليهم الامر ويزلزلو زلزالا شديدا ، يدعون الله فيستجيب لهم فيهلك الكافرين الطغاة بجند من عنده ، فقد هلك الله قوم سيدنا نوح وطهركل من في الارض جميعا من بشر وحيوان وطير بالطوفان والله الجميع جماعيا وطهرهم عرقيا الا من نجا ، ممن حمله نوح في السفينة من ( كل صنف من الخلائق زوجين اثنين ) وهلك قوم صالح بالطاعون ، وموسي بالغرق ، الا قوم سيدنا رسول الله كما في الحديث ادناه ارسل الله ملك الجبال فرفض النبي اهلاك شعب مكة وابادتهم جماعيا وتطهيرهم عرقيا.
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحُدٍ؟ قال: (( لقد لقيتُ من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلالٍ ، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمُرهُ بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم على ثم قال: يا محمدُ إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت: إن شئت اطبقتُ عليهم الأخشبين" فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً )) متفق عليه.
((الأخشبان )) : الجبلان المُحيطان بمكة. والأخشبُ: هو الجبل الغليظ.
وقد قلت ان النبي ص هنا قد ضرب اروع الامثلة في سعة الصدر وسعة الافق ، والحكمة والنظرة المستقبلية البعيدة ، وفعل ما لم يفعله حميع الانبياء والمرسلين ، فقد انزل الله له ملك الجبال ليبيد هؤلاء القوم
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يُجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيءٌ قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيءٌ من محارم الله تعالى، فينتقم لله تعالى. رواه مسلم.
3/645- وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بردٌ نجرانيٌّ غليظٌ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ فجبذهُ بردائه جبذةٌ شديدة، فنظرتُ إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشيةُ البرد من شدة جبذته ، ثم قال: يا محمدُ مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه ، فضحك ، ثم أمر له بعطاء متفقٌ عليه.
وهذا لايعني مساواة مانديلا بالنبي ص لكن ما دعا له وعاش من اجلها ذات القيم والمثل التي جاء بها ديننا وكل الديان السماوية والوضعية .
6 /
عظمة وشموخ نلسون مانديلا ﻻ يكمن فقط في ان هذه المبادي كانت مجرد كلمات عنده ، ولم تكن مجرد شعارات جوفاء و خاوية وشعارات فضفاضة ومنمقة ، يركلها برجله كحال كثيرين بمجرد الوصول لسدنة السلطة ، وفعل الكثيرين الذين قادوا ثورات التحرير اﻷفريقية ضد اﻷستعمار الاروبي ، وكان للدكتاتور روبرت موقابي حضوره .. أو الذين وصلوا للسطة بالدبابة والبيادة ، وبانقلابات اطلقوا عليها اسم ثورات ، ثم نسوا شعاراتهم وتحولت ثوراتهم الى نظم دكتاتورية ظالمة ومتسلطة ومستحكمة في الرقاب ، فلم تورث القارة اﻷفريقية اﻻ الفقر والتخلف والجهل واﻷمراض والحروب المستمرة ، فكانت ومازالت استعمارا وطنيا اسواء من اﻷستعمار الاجنبي نفسه وحالنا في السودان خير شاهد .
والايقونة نلسون مانديلا تطابقت اقواله ومبادئه مع افعاله علي ارض الواقع ، فكان منارة ومدرسة وقبلة لانظار العالم اجمع ووحد الشعوب كلها واخذ بمجامع القلوب كلها .
7/
الكثيرين ذهبو الي ان مانديلا مسيحي منتهي ومصيره النار طوالي وما انسان له تقدير .
ومصيبة المصائب في أن المسلمين يقرأون القرآن دون تدبر ( نونونونونونوننونونننونونن نوننننننووووووووووننننننننننننننننننننن) ولا يعقلون او يتدبرون ( افلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها ) .
وألآية واضحة في التعامل مع دعاة السلام والمحبة والوئام بين الناس .
) لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ( الممتحنة، 8
وفي كتابنا الكريم ، وحياة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ، واقواله وافعاله وافعال الخلفاء الراشدين مليئة بالنصوص والاقوال والاحايث والافعال ، بل دستور دولة المدينة كأحد أعظم مواثيق الارض بين كيفية التعامل بين مواطني الدولة الواحدة ، ولم يفرق بينهم الا بداخل المعابد كالجامع والكنيسة والصومعة ، والشرائع والمناهج التي اختص الله بها أهل كل دين .
وما نري ونسمع ويحدث من حولنا من تجني واساءات لأهل الكتاب أمر يخالف جوهر ديننا الحنيف الصالح لكل زمان ومكان وديننا القيم ، الذي يعلمنا ويوجهنا ويرشدنا الي مكارم الاخلاق وحسن معاملة جميع خلق الله بالحسني ، من بشر أو طير او حيوان معاملة حسنة ، حفظ حقوق المخاليق ، وهي قيم الديانات السماوية كلها وحتي الديانات الوضعية تشاطرها في تلك القيم السمحة .
ولما كان المسلم حريص علي ارضاء الله والتمسك بصحيح دينه ولبها لا قشورها ، وجب عليه التمسك بصحيح دينه وان يحرص علي معاملة من سماهم الله أهل الكتاب وخاصة النصاري بالخير وعدم ايذاءهم .
وهذه انماذج فقط من معاملة أهل الكتاب السمحة في القرآن العظيم :
وذلك بدعوتهم الي حلف عريض بين المسلمين والمسيحين والحوار وذلك بان ندع ابناءنا وابناءهم ونساءنا ونساءهم وانفسنا وانفسهم :
قال تعالي : فقل تعالو ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين .
جدالهم ومحاورتهم بالتي هي احسن :
قال تعالي :
(( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون )) َ.
. {العنكبوت:46}.
الزواج من نساءهم والاكل من طعامهم وذباحهم الا ما حرم علينا من الميتة والدم ولحم الخنزير وغيرها
قال تعالي :
( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) .
وقال تعالي ( وكلو مما ذكر اسم الله عليه )
(( دعوتهم بالحسني للاسلام ، ودعوة الجميع بالحكمة والقول الطيب وبالاقناع بالموعظة الحسنة قال تعالي :
( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )) .}
(( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُو )) .
آل عمران 110
(( مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُوف بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ )) .
آل عمران 113
وصفهم الله بانهم مسارعون للخير وان الله لن يضيع صالح علمهم
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِين
آل عمران 114
( وما يفعلوا من خير فلن يُكفروه )
آل عمران 115
وصف الله بعضعهم بانهم مؤمنين بالله خاشعين وخاضعين له .
{ وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله }
المائدة 5
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
(الذين أتَيْناهم الكتاب من قبلههم به يؤمنون، وإذا يٌتْلى عليهم قالوا آمَنَّا به إنه الحق من رَبِّنا إنا كٌنَّا من قَبْلِه مٌسْلِمين )
القصص 52 – 53
فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } البقرة 137
{إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}
آل عمران ، 68
من اهل الكتاب ( أي اليهود والنصاري ) المؤمنون بالله وبكتابنا وخاشعين خاضعين لله
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
{ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}
المائدة، 82
من آمن منهم بالله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
(( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
المائدة، 69
والقرآن العظيم ملئ بالآيات والذكر الحكيم في التعايش والتعامل معهم وعلي المكفرين العودة لكتابنا الكريم .
ونواصل
حيدر محمد احمد النور
ونص مقالنا السابق هي :
دمعة علي روح النبي مانديلا عليه السلام .. هل من مانديلا سوداني ؟ .
ما ارسل الله رسولا ، ولا بعث نبيا الا ليحارب الاستعباد .. وليعزز قيمة الحرية والعدل والسلام في الارض .
معظم الانبياء واجهو نظم الفصل العنصري ، فقد واجه النبي ابراهيم ابرتايد النمرود ، وواجه موسي ابرتايد فرعون علي بني اسرائيل .
الحرية والتحرير هي غاية انبياء الله ورسله كلهم جميعا .
جعل الله الشرك اعظم واكبر الجرائم علي الاطلاق ، لانها عبودية ورق طوعي لغير الله .
الحرية لاتعطي علي جرعات ، فالمرء إما أن يكون حرا أو لايكون حرا .
الراحل المقيم نلسون مانديلا
في صبيحة يوم الجمعة وبعد إستيقاظ متأخر وانا افتح نافذة علي التلفاز لاسمع واري ما يدور في العالم من جديد الاخبار كعادتي ، فاذا بجميع القنوات الفضائية تكرر خبر واحد .. هو رحيل المناضل مانديلا ، و انهيال التعازي ، وكيل علي روححه سيلا من المدح والثناء من زعماء العالم ، من الرؤساء ورؤساء الحكومات واقوال بعضهم المؤثرة والمعبرة .
وذلك بعد إعلان جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا رحيل الزعيم نيلسون مانديلا ، الذي اصبح أيقونة الحرية في التاريخ الحديث لجنوب إفريقيا بنضاله ضد نظام الفصل العنصري ( الابرتايد ) .
وتحدث رئيس بلاده جاكوب زوما عن الزعيم الافريقي والعالمي مانديلا ، الذي رحل عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاما .
وذكر ان مانديلا قد ظل يتلقى رعاية صحية مكثفة في منزله لعلاج عدوى في الرئتين ، بعد أن قضى ثلاثة أشهر في المستشفى ، ويقيني ان الله قد ظل يكتب له الرحيل منذ زمن بعيد ، الا ان الله دائما ما يعيد الروح في جسده ، بعد ان يبتهل شعبه بالدعاء والتبتل اليه فيستجيب الله ، ليستمتع بوجوده حيا شعبه الذي احبه حبا جما ، لشخص عاش من أجل حريتهم ، ومساواتهم ولقي ما لقي .
ان الرئيس جاكوب زوما قد قال في بيان ألقاه في التلفزيون الوطني الجنوب افريقي : إن مانديلا قد "رحل بسلام" وأضاف "خسر شعبنا أعظم أبنائه".
وقال زوما في بيانه "ما جعل مانديلا عظيما هو ما جعله إنسانا . لقد رأينا فيه ما نبحث عنه في أنفسنا".
وأضاف الرئيس زوما في بيانه قائلا "بني وطني جنوب إفريقيا: لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين".
وكان الزعيم مانديلا الذي دعا شعبه الى التصالح بعد سقوط نظام الفصل العنصري البغيض ، ويحظى باحترام دولي واسع النطاق .
ولم يظهر مانديلا كثيرا في الحياة العامة منذ اعتزاله الحياة السياسية في عام 2004.
اننا أمام رحيل رجل صارع نظام عنصري مقنن وعتيد وقائم لقرون من الزمان مصارعة عنيفة ، وقد سجن طويلا الا انه ما ازداد الاقوة وعزيمة واصرارا علي اقتلاع الابرتايد من الجذور ففعل .
أحد اخوتي يسمي ( آدم سلونق ) انا اسميه ( آدم عرب ) منذ أكثرمن ثلاثين عاما .. ومنذ كنت صبي غير مميز كان يسميني ( نلسون مانديلا ) ويقولها بطريقة تشعرني انه معتز وفخور ومعجب جدا بصاحب الأسم ألأصلي ، وانا جاهل بصاحب الاسم كل الجهالة ، ولم اسمع ان ناداني الاخ ( آدم سلونق ) باسم طيلة حياتي غير( نلسون مانديلا ) وقد قلده في تسميتي بهذا الاسم كثيرون من الذين كانو يطلقون علي هذا الاسم من اخوة ومعارف ، كنت لا اعلم من هو ( نلسون مانديلا ) ؟ .
و كان من ضمن العشر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.