وصول محترفي سيد الأتيام والطاقم الفني المعاون إلى ودمدني إيذانا بمرحلة الحسم    المريخ يسعى لمواصلة انتصاراته أمام موهانجا عصر اليوم    الحقيقة.. كرة القدم تجرّنا جرّاً    ماذا يريد البرهان؟    القاهرة تحذر من بناء سدود جديدة على النيل: سنرد    رئيس الاتحاد السوداني ينعي الناظر طه فكي شيخ    فوز منتخبنا يعيد الثقة المفقودة في "كان المغرب 2025"    شاهد بالصور.. الرابر "سولجا" يقتحم مران المنتخب الوطني بالمغرب    شاهد بالصور.. الرابر "سولجا" يقتحم مران المنتخب الوطني بالمغرب    المذيعة والصحفية ملاذ ناجي تتلقى التهانئ والتبريكات من نجوم السوشيال ميديا بمناسبة عقد قرانها    بالصور.. المريخ يعلن رسمياً التعاقد مع نجمي التسجيلات    رفيدة ياسين تكتب: دروس عام اختصر عمراً    السودان يهزم غينيا الاستوائية وينعش حظوظه في التأهل    شاهد بالفيديو.. تحسن أم استقرار أم تدهور؟ خبيرة التاروت المصرية بسنت يوسف تكشف عن مستقبل السودان في العام 2026    شاهد بالصورة.. نجمة السوشيال ميديا الحسناء أمول المنير تترحم على زوجها الحرس الشخصي لقائد الدعم السريع بتدوينة مؤثرة: (في مثل هذا اليوم التقيت بحب حياتي وزوجي وفقيد قلبي)    عثمان ميرغني يكتب: مفاجأة.. أرض الصومال..    الجامعة العربية: اعتراف إسرائيل ب"إقليم أرض الصومال" غير قانوني    بنك السودان يدشن نظام الصادر والوارد الإلكتروني عبر منصة بلدنا في خطوة نحو التحول الرقمي    الجزيرة .. ضبط 2460 رأس بنقو بقيمة 120 مليون جنيهاً    زيادة جديدة في الدولار الجمركي بالسودان    معتصم جعفر يعقد جلسة مع المدرب وقادة المنتخب ويشدد على ضرورة تحقيق الانتصار    رونالدو بنشوة الانتصار: المشوار لا يزال طويلًا.. ولا أحد يحسم الدوري في منتصف الموسم    البرهان يطلق تصريحات جديدة مدويّة بشأن الحرب    الصادق الرزيقي يكتب: البرهان وحديث انقرة    الوطن بين احداثيات عركي (بخاف) و(اضحكي)    السودان يعرب عن قلقه البالغ إزاء التطورات والإجراءات الاحادية التي قام بها المجلس الإنتقالي الجنوبي في محافظتي المهرة وحضرموت في اليمن    لميس الحديدي في منشورها الأول بعد الطلاق من عمرو أديب    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأسآة عبير وأشكال المآزم النفسية للأغتصاب الجنسي في المجتمع
نشر في سودانيات يوم 31 - 03 - 2014


السوداني
المثني ابراهيم بحر
في احدي البرامج الاجتماعية المتميزة علي احدي الفضائيات العربية المشهورة تداخلت احداهن لتعبر عن مأساتها وتسمي نفسها (عبير) وهي من احدي الدول الخليجية ,وتقول انها تعرضت للأغتصاب عندما كانت صغيرة وكان عمرها لا يتجاوز العشرة سنوات من احد اقاربها الذي كان يسكن بالقرب منهم وكان يدرس في الجامعة حينها, وعندما اخبرت امها بالامر زجرتها ثم وبختها ثم حذرتها ان لا تخبر احدا بالامر! وان فعلت ذلك فأنها( ستذبحها) حتي اخوتها ووالدها لا يعلمون بالامر....!المهم ان امها ذهبت الي الجاني بحكم انه من قرابتهم وتحدثت معه وتوصلا لاتفاق بأنه سيتزوج من ابنتها عندما تكبر ووعدها بذلك , وبعد عامين كانت (عبير)علي موعد مع القدر عندما رحلت امها الي العالم الاخر وتركتها نهبا للحزن تكابد وحدها الالام بعد ان فقدت ستر غطائها وملاذها الوحيد , وقالت حتي( الجاني) تهرب منها بعد ذلك وكأن الفرصة قد واتته من السماء وسافر الي احدي الدول الغربية وانقطعت صلته بها , وتقول انها حملت اثقالا اكبر من سنها وتنوء الجبال عن حملها وتقول الا انها في نفس الوقت واصلت دراستها بتفوق, فالدراسة كانت سلواها الوحيد للنسيان وتجاوز المأساة الاليمة, حتي دخلت الجامعة ودرست الطب وتخرجت بتفوق وبدأ الخوف بعد ذلك يتسلل اليها من جديد بدعوي انها اصبحت في سن الزواج, مع العلم ان شخصان من اقاربها كانا قد تقدما اليها بغرض الزواج الواحد تلو الاخر ابان فترة الدراسة الجامعية, ولكنها رفضتهما بدعوي انها تريد مواصلة الدراسة ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك....! وذكرت فيما بعد انها بعد التخرج عقدت العزم مع نفسها علي ان تكون اكثر شجاعة وصدق مع نفسها ومع الاخرين , المهم بعد ذلك تقدم لها عددا من طالبي الزواج ولكنها أردفت قائلة ما ان تخبر احدا منهم بحقيقة (مأساتها) الا و يلوز بالفرار ومن غير رجعة مرة اخري وهكذا دواليك....! حتي بدأ اليأس والاحباط يتسللان اليها من جديد, وتقول حتي انها بدأت تفقد الثقة في نفسها, ثم ذكرت ان في تلك اللحظات كان احد زملائها في العمل وهو اجنبي بريطاني الجنسية كان قريبا منها ثم تنامت علاقتهما لاكثر من ذلك ثم صارحها طالبا يدها للزواج .....؟ وعندما صارحته بحقيقة (مأساتها) التي تعيشها ابدي معها تعاطفا واحتراما شديدا واذاد تمسكه بها , ولكن المشكلة الاكبر انه لايعتنق الدين الاسلامي فهو( مسيحي) وهذا ما يقف حائلا بينهما, الا انها في تلك اللحظات كانت تنظر اليه علي انه الامل والخلاص من هذا المجتمع الذي تنكر لها.... !وفي نفس الوقت هي تحلم بأن تكون لها اسرة وبيت واطفال , ثم عرضت الامر برمته الي اسرتها التي رفضته رفضا قاطعا بدعاوي كثيرة اهمها ان (الدين) لا يقيله....!ولكنها رغم ذلك سافرت معه الي بلاده وتزوجته, ومرت الايام فالسنوات وانجبت منه ثلاثة ابناء ولكن بالرغم من ذلك كنت تقول: تتقطع احشائي وتعاودني اشواقي لوالدي ولاسرتي الكبيرة لكي اعود اليهم ....!فماذا تفعل واسرتها قد تنكرت لها ورفضت رؤيتها الا انها ذكرت انها في نفس الوقت كانت تتواصل مع شقيقتها الصغري , والمهم ان صاحبة( المأساة) عرضت قصتها علي الهواء لانها تريد حلا جذريا لمشكلتها وهي تطلب رأي مقدمي البرنامج ورأي علماء الدين وعلماء الاجتماع بهذا الخصوص وكان ان تعاطف معها الكثيرون من المتداخلين للبرنامج عبر الهاتف وابدوا استعدادهم لتقديم العون والمساعدة........
هذه القصة الواقعية هي مأساة تراجيدية ينفطر لها القلب اذا تتبعناها من جذورها في مسألة الاغتصاب وما تتركه من اثار نفسية علي الضحية لا تجعل امامها اي خيارات للحلول سوي طريق واحد كما فعلت (عبير) بطلة هذه القصة الواقعية ,ولكن في مجتمعنا السوداني قصص كثيرة تدل علي اننا نحيا في اتون مجتمع لا زال يتجمل بالفضيلة ولكنه يخفي بأسفله زباله كما ذكرت ذلك في مقال سابق عن ( الشذوذ الجنسي) في مقال بعنوان (يوتوبيا المجتمع الفاضل اشكالية الشذوذ الجنسي في المجتمع السوداني) وفي مقالي هذا اتناول قضية الاغتصاب او الاعتداء الجنسي وما يتركه من اثار نفسية والذي غالبه يقع علي الاطفال, وصارت مانشيتات الصحافة تتصدرها حوادث الاغتصاب والاطفال علي وجه الخصوص ناهيك عن جرائم الاغتصاب التي تتم في مناطق النزاعات ولكن لا حياة لمن تنادي, وبات قرأتها في مانشيتات الصحف مجرد امر عادي جدا لا يثير الاستغراب! واصبحت ( شبه موضة) في عصرنا هذا فأذا كانت (مرام) بجسدها الصغير لم تحتمل ففارقت الحياة فأطفال كثيرون غيرها يقع عليهم ما وقع عليها ولم ينتبه لهم احد والجناة يحومون حولنا دون اي عقوبة او ردع, فمثل هؤلاء لا يمكن الصمت تجاههم ابدا لأن جيران اسرة الطفلة (مرام) اثروا الصمت والهروب من المجرم الذي غدر بأبنتهم كأنهم الجناة والفاعل هو الضحية فدفعت (مرام) الثمن حياتها...............................................
في مخيلتي العديد من القصص التي تحدث و تروي والتي تحدث ولا تروي فأذا كانت (مرام) في مجتمع المدينة المنفتح فمأساة (شيماء) كانت في مجتمع القرية المنغلق, وحيث كل الناس اهل كما نتوهم فنحن ما زلنا نعاني كثيرا في وعينا بالمشكلة وطريقة تعاملنا معها ونحن نحيا في اتون مجتمع فوضوي وعشوائي لا يحفل بالنظام المنضبط والاشكالية ان المجتمع يعتبر هذه ميزة ايجابية, وان هذا نوع من الترابط والتأخي الاجتماعي الذي يمجده فالمنزل الذي به اطفالا ويسكن معهم مراهقون جاءوا من البلد في اجازة او للدراسة في وضع غير سليم لا اجتماعيا ولا دينيا, ولكن هناك روابط اجتماعية وعلائق والتزامات اقوي تجعل التفكير بمنطقية في هذا الموضوع جريمة كبري ,فمثل هذه القصص كثيرة ومتكررة ولا اريد ان احاسب عليها مجتمعنا السوداني علي معتقداته في الماضي ولكن يجب ان نتطلع الي حياة اكثر تحضرا وعقلانية بتغيير كثير من السلوك المندرج تحت مسمي عادات مجتمعية ,واذكر ان احداهن حكت تجربتها في احدي المنتديات الالكترونية ان قريبهم الذي كان يقيم معهم ايام الجامعة للدراسة وهي طفلة قد تحرش بها جنسيا وانها ومنذ ذلك اليوم باتت تكره الرجال لانهم ارتبطوا في مخيلتها بأشياء سيئة, وللأسف كلما كانت المجتمعات اكثر ارتباطا بالتقليدية يعاني الاطفال كثيرا, اذا ما تعرضوا للتحرش او الاغتصاب لان افرادها يخشون من رياح تلك الفضيحة الاجتماعية المدمرة التي يعتقدون انها ستصيبهم وتدمرهم اجتماعيا لو تسرب الامر للجيران او الاهل ,واستحضر هنا قبل اربعة اعوام تقريبا تعامل احدي الاسر التي تقيم في احد المدن الكبري مع طفلها الذي تعرض الي تحرش لدرجة الاغتصاب من مدربه في السباحة وهو صديق شقيقه في نفس الوقت , واضحت المأساة في حينها قضية رأي عام ولكن ما يهمنا ان هذه هي علاقاته الاسرية بالطفل تم استغلالها علي نحو بشع , والملاحظ انها كانت تدل علي الثقة به كما يحدث في مجتمعنا السوداني بأعتباره شيء عادي ؤ, ولكن افضل ما في تلك الاسرة علي الاطلاق انها تعاملت مع الموضوع بوعي وتحضر عبر مسلكها الذي حاصر المشكلة ونقلها الي ساحات القضاء بدلا من التكتم والدسدسة,فلو ان كثير من الاسر تفعل ذلك لكانت جزءا من حل الازمة , فكثيرا من الاسر لو رصدت في مجتمعنا السوداني والمجتمعات المشابهة وبنسبة عالية تتعرض لمثل هذه المواقف ولكن تتعامل معها بطريفة سلبية خوفا من نظرة المجتمع وسهامه الصدئة ....
طرح احد النشطاء ذات مرة علي موقع سودانيز اون لاين سؤالا للنقاش؟ هل تستطيع الزواج من امرأة تم الاعتداء عليها جنسيا في طفولتها....؟ وهذا السؤال ايضا اوجهه للسادة القراء....؟ وقد شرحت المداخلات والاجابات علي هذا السؤال بوضوح العقد والاشكالات الذكورية في مجتمعنا السوداني بخصوص الازمة مثار النقاش , رد كثير من المتداخلين او غالبيتهم بالاجابة (لا)....؟فردت علي احدهم احدي المتداخلات: بأن ماذا سيكون ردك لو كانت الضحية هي اختك او بنتك , ولكنه اثر الانسحاب ولم يجاوب عليها او اي واحد من الذين اجابوا بنعم , ولكن بالتأكيد في يقيني كان سيفرح او سيفرحوا بحصولها علي زوج لن يكون هو ولا من في امثاله في مستوي نبله وتفهمه, وبموقفه هذا اللا انساني انما ينشذ علي وتر العيب نعيقا بما لا يحسه ولا يدرك مألاته , فنحن نحتاج الي مجتمع سليم و متعافي كي نشفي من هذه الامراض , ولكن كيف ونحن نحيا في اتون يقيدنا بعاداته الصدئة ونستنشق هواءه الملوث , و تتسلل من الازمة مثار النقاش قضية المرأة وحقها الانساني في الخطأ والتوبة كمأساة (عبير) وغيرها من ضحايا الاغتصاب او ضحيا الخطيئة مهما كانت , فمفهوم الشرف الانثوي انما يقطع الطريق ويقف حاجزا امام عبورهن نحو عالم الصراحة والصدق, فالمرأة لا تجرو علي الاعتراف بخطئها قبل الزواج او قبل اي اتباط (حتي لو لم يكن لها اي يد في هذا الخطأ) وذلك مخافة سجنها في بئر الخطيئة الابدي بعكس الرجل الذي تلاقي نزواته مباركة اجتماعية تجعل من صراحته بغزواته ونزواته قبل الزواج من باب التبجح بما يحسبه تدليلا علي فحولته ورجولته , ولكن اذا اردت ان تعلم احد الصدق فلا تضطره للكذب فالخوف هو الدافع الاساسي للكذب , لأن الصدق اكثر كلفة ولكنه يحتاج لاستعداد واعي وعالي لشخص قدم لنفسه نقدا وانحاز للصدق كقيمة, ولكن كل هذه المواقف المتشددة في مجتمعنا لا تترك امام اولئك الضحايا الا طريقين الاول ) السقوط الي نهاية الطريق بأعتبار أن المسألة اصبحت( بايظة) و(الثاني) عملية الرتق واعادة العذرية كمحاولة ماكرة من الاناث والالتفاف علي خيط اراد المجتمع سجنهن وتقيدهن فيه للأبد ولكنه يصبح سجنا للجميع , وما اكثرها هذه العمليات واوفرها وايسرها خاصة في وقتنا المعاصر والجميع يعلم هذا ولكن يد س رأسه في التراب, ولن يضير شيئا اذا لم يرتقي المجتمع الي مستوي المسؤلية والا سيقابلها الاناث بأن يتزيأن بحلي الشرف والوقار ان اختار الرجال ان يظلوا نعاما فلا زلن ماكرات يتلوين بالحيل , فأذا تنصل احدهم بالزواج من اي انثي كان قد وعدها بالزواج , فهو لا شك سيتزوج من أخري أخطأت مع غيره ولفظها فتنكرت بعملية رتق الشرف والعذرية ,وسنظل ندور في هذه الحلقة الي ما نهاية فالذين يديرون ظهورهم للحقائق سرعان ما سيجدوا انفسهم امام واقع اسهموا في تعقيده وتأذوا من مألاته فالمرأة الان في اشد حالات الانتباه الواعي وتحاول تقديم أنموذج للحيل الاخلاقية درعا واقيا ولا يهم وقتها ان كان ناصعا او في اتم (القذارة) فانما هي بضاعتكم ردت اليكم....
ويستحضرني هنا اصداء قضية طبيب النساء والتوليد المشهور التي حدثت قبل6اعوام تقريبا, وكان يجري عمليات الاجهاض وعمليات اعادة الرتق (العذرية) واصبحت وقتها قضية رأي عام واتهمته المحكمة بتشجيع الدعارة والتكسب من الاجهاض, ولكن الطبيب المشهور تحدي الجميع وطالب بأن تكون محاكمته علنا في الهواء الطلق ليكشف المستور امام الجميع ,ولكن المهم وما يعنيني هو ان الطبيب المشهور ذكر بأن اعداد مهولة استفادت من خبرته وانه ستر( بيوت كثيرة )ولكن الاهم في الموضوع ان من ضحايا الطبيب المشهور فتيات تعرضن للأغتصاب في طفولتهن وفتيات قي عمر الزهور ساذجات تعرضن للأغواء بالكلام المعسول والوعود الكاذبة وفي كل الحالات الجناة هم رجال تنقصهم الشجاعة والشعور بالمسؤلية اللأخلاقية والدينية والاجتماعية يستغلون ضعفهن وحوجتهن وشعورهن باليأس والاحباط لاسباب كثيرة اهمها الفقر والحرمان , وما يثير الدهشة ان المومسات لديهن ما يكفي ويزيد من الخبرة والمعرفة والوقاحة لمواجهة المجتمع ولا يجاريهن في تلك الوقاحة الا بعض رجال السياسة وابواق وطبول السلطان, فالرياء والنفاق من اشكال الدعارة وهي اشد خطرا واعظم ضررا فالذين يختزلون الاخلاق في زجاجة من الخمر يتعاطاها رجل تستعبده عادة سيئة او طرحة تضعها المرأة علي رأسها او علاقة غير شرعية بين الرجل والمرأة فهم كالمومس التي لا تبدأ عملها الا بعد صلاة العشاء ولا تزاول عملها في نهار رمضان, بل ان المومسات أفضل منهم لانهم يمارسون الدعارة الفكرية والمتاجرة بعقولهم وضمائرهم علي الوسائط والمنصات الاعلامية وعلي منابر المساجد في كل الاوقات كتب الله عليهم القصاص ..................
ان نظرة المجتمع تجاه الضحية حتي تتجاوز مرحلة الاصابة مأزومة للغاية لان تربية البنات لا تزال قائمة علي بنية الوعي التناسلي والتمسك بالشرف كقيمة ضخمة ,فجسدها يعد شرفا للاسرة وللمجتمع وليس ملكا لها وحدها مما يجعل من الصعوبة بأمكان اندماجها مرة اخري في المجتمع وقد اكد لي احد الاطباء النفسيين المتميزين ان الضحايا اللاتي يأتين اليه للعلاج بخصوص الموضوع مثار النقاش فئة قفليلة جدا وهي الفئة الواعية والمستنيرة لحساسية الموضوع, واحيانا ارتباط قنوات علاجه بقنوات قضائية دون ان تكون هناك محاولات قبلها داخل الاسرة, الامر الذي يمكن ان يؤثر علي الضحية من اي تعامل يقع عليها من الاسرة كالضرب أو الحبس او الاهانة فكلها وسائل سلبية وحلول انتحارية تجعل من الضحية عرضة لان يكون شخص منهزم نفسيا دون وعي منها اومنه اذا كان الضحية طفل ذكر قد تعرض للاغتصاب ,وهي محقة في ذلك في ان يصبح الطفل عرضة لمزيد من المشاكل مرة اخري لو عرف المجتمع بذلك, وفي حالة البنات تخشي الاسر من الهاجس الاكبر بأن( تطفش ) مثل هذه الحادثة العرسان عن بناتها عندما يكبرن وكل ذلك في مجتمع شديد التخلف والتعقيد مثل مجتمعنا الذي يرتبط فيه الزواج نفسه بمفاهيم واهية ومتخلفة ترتبط بقيم اخلاقية مثل (الشرف والفضيلة) بالتكوين الجسدي للمرأة الذي قد يتأثر بأغتصابها في مرحلة الطفولة مما يجعلها مطالبة بشهادة شرف (بيولوجية) بغض النظر عن ظروفها لذلك تخشي الاسر ان تحاكم الطفلة علي ما حدث لها وهي طفلة ولكن في مرحلة الزواج بأثر رجعي , وفي رأيي الشخصي ان كل تلك النظرات السالبة من المجتمع علي اولئك الضحايا يضاف اليها تعامل الاسرة الذي يقع عليهم او عليهن مما يزيد من احساس الضحية بالذنب الامر الذي يضخم من الاضطرابات النفسية ,ومعظم الحالات التي اكدها لي الطبيب النفسي بأنها تأتي بعد مرحلة الاضطرابات النفسية الحادة او محاولة الضحية الانتحار,ولكن في رأيي ان العبء الاكبر يقع علي المجتمع وعبر مؤسسات المجتمع المدني لحماية اولئك الضحايا من ظلم المجتمع وهو يسحقهم سحقا ولا يقبل لهم عذرا ولا شفقة ولا رحمة,وقضاته حاضرون واحكامه نافذة ولا تقبل المراجعة ولا الاسترحام.. والا فأذا استمر الحال علي ذلك فأن الفصام علي مستوي الممارسة في العلاقات سيستمر علي حاله مالم تذدهر القيم والاخلاق ويرتقي المجتمع ليس حال كنا ننظر ,, بل حال كنا نفكر................................


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.