(حريات) رغم تزايد أعداد المعتقلين التي وصلت إلى حوالي ألف شاب وشابة ، والعنف الدموي غير المسبوق ، وحشد الأجهزة الأمنية وإنزال (الرباطة) ومليشيات الجنجويد سيئة السمعة ، لا تزال جمرة الإنتفاضة تتقد لليوم الحادي عشر . حيث نظم المحامون وقفة إحتجاجية أمام مجمع المحاكم بام درمان اليوم 28 يونيو تعد نقلة نوعية في تطور الإنتفاضة . وخرجت تظاهرة حاشدة أمس الاربعاء 27 يونيو بمدينة كسلا ، بدأت بمخاطبة في موقف المواصلات . وبالتزامن خرج طلاب جامعة كسلا في تظاهرة ، تدعو لإسقاط النظام ، وتندد بالغلاء ، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين ، وحمل الطلاب صور زملائهم الذين اعتقلوا في تظاهرة الثلاثاء . وهتف المتظاهرون (الشعب يريد إسقاط النظام) ( ثوري ثوري لن يحكمنا لص كافوري) . وواجهت الأجهزة الأمنية التظاهرات بقنابل الغاز والضرب بالعصى . ويتحدث النشطاء عن إعتقال حوالي (80) من الطلاب والمواطنين . وكذلك خرجت تظاهرة في مدينة الفاشر ، إنطلقت شرارتها من طلاب جامعة الفاشر ، وإلتحق بها عدد من الشباب والمواطنين . وردد المتظاهرون ( جوعت الناس يا رقاص) ( شذاذ آفاق شذاذ آفاق انت مصيرك في الأنفاق) . وتظاهر مواطنو الكاملين وأحرقوا إطارات السيارات وأغلقوا شارع الخرطوم مدني لأكثر من ساعتين . وإستمرت كذلك التظاهرات الليلية في العاصمة ، حيث خرجت تظاهرات في الفتيحاب والشقلة . ويحتج المتظاهرون على الغلاء . وبحسب الإحصاءات الحكومية تزيد نسبة التضخم عن ال (30) % بينما يرى خبراء إقتصاديون ان النسبة تزيد عن (80)% . ويجمع الخبراء الإقتصاديون على إمكانية تخفيف الأزمة بتقليل المصروفات السياسية والأمنية ، حيث تستنزف رئاسة الجمهورية سنوياً 11% من جملة المصروفات الحكومية ، وبلغت مخصصات جهاز الأمن في ميزانية هذا العام (1) تريليون و(300) مليار جنيه (قديم) ( خلاف مصادر دخله الاخرى من شركاته ومال الطوارئ ) ، فيما بلغت ميزانية الصحة (500) مليار جنيه (قديم) والتعليم (400) مليار والصناعة (100) مليار ، أي ان مخصصات جهاز الأمن تفوق جملة مخصصات التعليم والصحة والصناعة ! وكان الخبير الإقتصادي حسن ساتي أوضح بأن حكومة المؤتمر الوطني تربح من المحروقات 4.5 مليار ، وان حديثها عن دعم أسعار المحروقات لا يعدو كونه لعباً على العقول . وأضاف في مقابلة مع (آخر لحظة) أعادت نشرها (حريات) 13 يونيو ان البلاد تحتاج إلى 4 مليار دولار لتغطية فاتورة الغذاء المستورد ، بينما جملة الصادرات الحالية 2.5 مليار دولار ، أي لا تغطي فاتورة الغذاء ، مما يجعل البلاد تواجه مجاعة مظاهرها واضحة الآن في إرتفاع أسعار الذرة التي بلغت حوالي 300 جنيه للجوال . وكشف حسن ساتي بان الأموال المنهوبة المودعة في ماليزيا تساوي 13 مليار دولار ، دع عنك في سويسرا والخليج وغيرها من الدول . وقال الخبير الاقتصادي الدكتور التيجاني الطيب ان تخفيض مخصصات الدستوريين بنسبة 30% يمكن ان يعوض الإيرادات المتوقعة من رفع أسعار المحروقات .