دافعت الصين، أمس، عن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى بكين، موضحة أنها ليست عضوا في معاهدة روما لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية، والتي أصدرت مذكرة توقيف بحق البشير بتهم ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية». وكانت واشنطن احتجت امس الاول، على زيارة البشير الى بكين. قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند «نعارض دائما توجيه دعوات الى اشخاص متهمين من قبل المحكمة الجنائية الدولية»، مضيفة «دعونا بالحاح الصين للانضمام الى النداءات التي وجهها المجتمع الدولي للسودان كي يتعاون كليا مع المحكمة الجنائية الدولية». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، في مؤتمر صحافي بعد ساعات من وصول البشير إلى بكين بتأخير 24 ساعة عن موعد الزيارة الأصلي، إن الرئيس السوداني سيلتقي نظيره الصيني هو جينتاو وقيادات بارزة اليوم. وقال هونغ لي إن «هو جينتاو وكبير المشرّعين الصينيين وو بانغ قوه ونائب رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ سيجتمعون مع البشير غدا (اليوم)». وأضاف «ستساعد هذه الزيارة على دفع علاقات الصداقة الصينية السودانية التقليدية قدما، وأيضا القضايا التي تواجه شمال السودان وجنوب السودان وحل مشكلات منطقة دارفور». وحول أمر الاعتقال الصادر بحق البشير من المحكمة الجنائية الدولية، ذكر هونغ أن «الصين ليست عضوا في معاهدة روما لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية». وقال «زار الرئيس البشير في السنوات القليلة الماضية العديد من الدول ولقي معاملة دافئة وودية. لا يمكن توجيه نقد للصين لأنها تستقبل رئيس دولة السودان استقبالا وديا». والصين هي من الدول الرئيسية المستوردة للنفط السوداني، وستحرص على ألا يتحول تقسيم السودان إلى دولتين إلى حرب أهلية تعطل الإمدادات وتضر بمصالح بكين في المنطقتين. وتقيم بكين علاقات مع الجنوب، لكنها ما زالت واحدة من الدول الداعمة للبشير وأكبر مصدر للسلاح للخرطوم. وتظهر إحصاءات هيئة الجمارك الصينية أن حجم التجارة بين الصين والسودان زاد إلى 8،6 مليارات دولار في العام 2010، وهي زيادة تمثل 35 في المئة مقارنة بعام 2009 بفضل ارتفاع قيمة الواردات الصينية من النفط. من جهة ثانية، طالب البرلمان السوداني بمراجعة علاقة الخرطومبواشنطن، ووضع سياسة موحدة للتعامل بالمثل مع الولاياتالمتحدة. وقال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل إن مجموعات ضغط «محدودة وصغيرة وعدائية» تمرر من دون مبالاة القرارات عبر الكونغرس والإدارة الأميركية لمحاصرة السودان.