احمد دندش والفضائية السودانية اليوم تذكرني ب(جودو) ..تلك الشخصية الأدبية والدرامية والتي نالت حظها من ضرب الامثال بها فيما يختص ب(إخلاف المواعيد والمواقيت)، ولا ادري حقيقة دواعي استحضاري لتلك الشخصية كلما جاءت (سيرة) الفضائية السودانية.؟..تلك الفضائية التي كُتبت عنها الموشحات، وافرغت فيها الاقلام الحبر لكي ينصلح حالها، ولكن بلا فائدة... لأنها وبصراحة شديدة اعتادت أن تسد (دي بي طينة ودي بي عجينة)، وأن تنظر لكل النقد الموجه اليها على انه مجرد (استهداف) ليس إلا، ولم تحاول في يوم ما أن تستفيد من ذلك النقد لتزيح عن كاهلها تشبيه (جودو) الذي يخلف الموعد دائماً، وظلت متمسكة ببرمجة وافكار (هزيلة) تفتقد للجراءة في الطرح والجذب لمختلف الفئات من الجمهور، واضحت مدمنة جداً للمركز الاخير أو (الطيش) الذي تناله حال اجراء اي مقارنة مع رصيفاتها من القنوات الفضائية الاخرى، وهذا في حد ذاته أمر يثير العجب.! (عزيزي تلفزيون السودان...لو عيان كلمنا..على الاقل نجيب ليك بخور)..!!! سعة صدر (الجنرال): لم التق بالاستاذ حسن فضل المولى مدير قناة النيل الازرق إلا مرات قلائل على استحياء، ولكن ذلك الرجل وللأمانة والتاريخ يستحق أن نحييه على تقبله لكل النقد بصدر رحب، وفهمه العالي والراقي والذى يجعله يفصل تماماً بين العلاقة العامة وبين العمل، حيث ضرب لنا (الجنرال) مثلاً يستحق الاقتداء به في فصل الامور عن بعضها البعض، وهي صفة لا تتوفر كثيراً هذه الايام، ولا يمتلكها الا الكبار و(الجنرال) واحد منهم. العجب..(تحرمني منك): يستحق انشودة خاصة به...ويستحق كذلك أن ينصب له تمثال من ذهب في منتصف الخرطوم، فهو العجب (وليس في الامر عجب)، لاعب عتيق، يعرف كيف يطوع الكرة ويجعلها بين قدميه تغني وترقص، نموذج حقيقي للموهبة السودانية، وفخر لكل البلاد، وأعجبني جداً أمس مقال الاستاذ مزمل أبو القاسم وهو يعاتب العجب عتاباً (رقيقاً) بعد أن حرمنا من فنه الكروي لعامين بإرادته، لكنه اليوم (يكفر) عن تلك الاعوام ويقدم لنا لوحة فنية لا نملك غير أن نتأملها ونردد خلف (حوت) الاغنية السودانية: (أداني تحية...والعجب حبيبي). (الخواجية) جارتنا: تدهشني جداً تلك (الخواجية) التي تجاور مباني صحيفتنا، فهي تهتم جداً بكلاب الشارع، وتقوم بإطعامها بيدها من أفخر مطاعم الخرطوم، واذكر انني ذات مرة توقفت للحظات اراقبها وهي تقوم بإطعام أحد الكلاب وجبة معتبرة من مطعم فاخر جداً، وبعد أن شبع الكلب قامت بالتربيت على رأسه وغادرت، وقبل أن استدير لأغادر، وصل مجموعة من الاطفال الصغار، وامطروا ذلك الكلب بوابل من الحجارة جعلته يركض مغادراً المكان ببطء بعد (التخمة) التي اصابته، وسألت نفسي في تلك اللحظة سؤالاً واحداً وهو : (هل يمكن أن يصاب ذلك الكلب بمرض إنفصام الشخصية)..؟؟ شربكة أخيرة: بكى لاعب الهلال هيثم مصطفى والجمهور يحمله على الاعناق بعد نهاية مباراة السودان واثيوبيا، بكى القائد دموعاً أقسم انها ابلغ رسالة لكل من (يرون فيه شيئاً غير جميلاً)، بكى هيثم وبكت معه الجماهير الهلالية، في لوحة اكدت عظمة معدن ذلك اللاعب الذي اعطى وما أبقى من فنه وشبابه وصحته للنادي الذي احبه، والذي مارس ضده ابشع انواع النكران. (عزيزي هيثم مصطفى...دموعك غالية والله).