صورة مرّكبة تُظهر الموقع المستهدف قبل الانفجار وبعده في مصنع اليرموك العسكري السودان (أ ف ب) أكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن «اسرائيل أرادت بعدوانها على مجمع اليرموك الصناعي في الخرطوم، التأكيد للاسرائيليين على أن (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو هو من يحمي أمنهم ومصالحهم». وأشار كرتي الى أن ضرب المجمع جاء في «إطار السباق الإنتخابي في إسرائيل، حيث يعاني التحالف المكون للحكومة الإسرائيلية الآن حالة ضعف ويحاول أن يلملم أطرافه». وقال في حديث للاذاعة السودانية إن «اسرائيل توهّمت كثيرا عندما ضربت المجمع الذي ينتج أسلحة تقليدية جدا، وهي تعلم أن من حولها من الفلسطينيين الرافضين لوجودها وسياساتها قد طوروا أسلحة متقدمة عن الأسلحة الموجودة في مجمع اليرموك». ودان البرلمان العربي الاعتداء الاسرائيلي، وقال رئيس البرلمان علي سالم الدقباسي في بيان «إن هذا العدوان هو الثالث الذي يقوم به الكيان الصهيوني ضد السودان، بهدف عدم تمكينه من بناء قدراته الدفاعية». ووصف الدقباسي الهجوم بأنه انتهاك خطير لسيادة السودان، كما أنه خرق واضح لمبادئ وقواعد القانون الدولي وميثاق الاممالمتحدة. داعياً جامعة الدول العربية إلى طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن، لبحث مخاطر التدخل الاسرائيلي على استقلال وسيادة دولة عضو في الاممالمتحدة وفي جامعة الدول العربية. وذكرت مجموعة غير حكومية في الولاياتالمتحدة، أن الانفجار والحريق في مصنع الذخيرة السوداني «نجما عن ضربات جوية على ما يبدو». وقالت مجموعة «ساتلايت سنتينيل بروجيكت»، التي أسسها النجم الأميركي جورج كلوني، إن «صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية، أظهرت ست حفر كبيرة يبلغ عرض كل واحدة منها 16 متراً في موقع مصنع اليرموك العسكري في الخرطوم». وقالت المجموعة إن الحفر في موقع الانفجار تتطابق مع شكل الأضرار التي تنجم عن ذخائر تلقى من الجو. وتابعت أن صوراً التقطت بالأقمار الاصطناعية قبل اقل من أسبوعين من الانفجار، تظهر حوالي أربعين حاوية شحن متوقفة قرب المبنى، موضحة أنّ هذه الصور «تعني وجود شحنة تتسم بقابلية كبيرة للانفجار في مركز الإنفجارات»، مضيفة «إذا كان الانفجار قد نجم عن صاروخ أو هجوم صاروخي على مواد مخزنة في الحاويات، فهذا يعني أن الضربة دمّرت كل حاوية موجودة». وأكدت المجموعة في بيانها أن «الانفجارات دمرت مبنيين وسببت أضراراً جسيمة في 21 مبنى آخر تقع كلها في شعاع 700 متر عن مكان الانفجار». وكان وزير الاعلام السوداني احمد بلال عثمان أكد أن اربع طائرات حربية هاجمت مصنع اليرموك منتصف ليل الأربعاء الماضي، وأن اسرائيل تقف وراء ذلك. ولم تنف اسرائيل أو تؤكد مسؤوليتها عن الهجوم. وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها السودان الدولة العبرية بمهاجمته، فقد اتهمها في أحداث مشابهة في العامين 2009 و2011، ولم تعلّق وقتها الحكومة الاسرائيلية على الاتهامات السودانية. وكان عدد من سفراء الدول الإسلامية في السودان دانوا العدوان الإسرائيلي على المجمّع. وأكدوا خلال لقائهم الرئيس السوداني عمر البشير أمس الأول، للتهنئة بعيد الأضحى، أن هذا العدوان عمل إجرامي مستهجن ويعكس خروج إسرائيل من الشرعية الدولية. ورأى سفير إيران في الخرطوم جواد تركبادي أن «العدوان نموذجاً لتوجه دولة الكيان الإسرائيلي الغاصبة والمعتدية»، مؤكدا وقوف بلاده ودعمها الكامل للسودان وشعبه في مثل هذه الاعتداءات الآثمة والغاشمة. وأعرب السفير الكويتي سليمان الحربي عن رفض بلاده لأي اعتداء على أية دولة عربية، خصوصا السودان، معتبرا أن «أمن السودان من أمن الكويت»، واصفا العدوان الإسرائيلي بأنه سلوك غير حضاري ومستهجن. كما أعرب سفير المغرب محمد ماء العينين عن استنكار المملكة المغربية «للعدوان الإسرائيلي الغاشم»، وشدد على ضرورة التحام الشعب السوداني والحفاظ على وحدة كلمته وصفه وتضامن جبهته الداخلية في مواجهة هذا العدوان.