ذكرت مصادر متعددة أن قتالا ضاريا يدور منذ الساعات الأولى من صباح أمس، في مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، بين قوات الجبهة الثورية والجيش السوداني، بينما أعلن متحدث باسم القاعدة اللوجيستية لقوات حفظ السلام الأممية (يونسيفا) في المدينة أن أحد جنودها قد قتل بقذيفة وجرح اثنان، وأن القاعدة قد أصيبت بقذيفتين، ولم يتسنّ الحصول على رد من المتحدث باسم القوات السودانية. وقالت مصادر قريبة من الجبهة الثورية المعارضة ل«الشرق الأوسط» إن قوات الجبهة الثورية قصفت مدينة كادوقلي من عدة جهات، وإن القصف استهدف مواقع للجيش السوداني ومقرا للدفاع الشعبي إلى جانب رئاسة حاكم الولاية، وأكدت أن المعارك ما زالت تدور في بعض أحياء المدينة، وأضافت أن بعض السكان غادروا منازلهم لاتجاهات مختلفة، بينما بقي آخرون داخل بيوتهم، وقالت المصادر إن القصف كان عنيفا، وقد تم من فوق الجبال من الناحية الغربية في الساعات الأولى من صباح أمس. وتقاتل الحركة الشعبية الشمالية القوات السودانية منذ عامين في ولايتي جنوب كردفان، جنوب غربي البلاد، والنيل الأزرق في جنوب شرقها، وقد تحالفت الحركة مع عدد من الحركات المماثلة، التي تقاتل في دارفور منذ أكثر من عشر سنوات تحالفا تحت اسم الجبهة الثورية، الذي يهدف إلى إسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير، وتتهم الخرطوم دولة جنوب السودان بأنها تدعم متمردي الجبهة الثورية، وبسبب تلك الاتهامات أعلنت عن إغلاق الأنبوب الناقل لنفط الجنوب منذ الأحد الماضي. من جهته، قال متحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أبيي (يونسيفا) ولديها قاعدة لوجيستية في كادوقلي كيران دواير في تصريحات إن القاعدة قد تعرضت لقصف، أمس، مما أدى إلى مقتل جندي وجرح اثنين، وأن قذيفتين أصابتا القاعدة، لكنه لم يحدد هوية الجهة التي قامت بقصف قاعدة بعثة الأممالمتحدة في المدينة، وأدان دواير مقتل الجندي وعمليات القصف بأشد العبارات. وتشهد كادوقلي وما حولها منذ أسابيع معارك بين متمردي الحركة الشعبية الشمالية والجيش السوداني. وتنتشر قوات الأممالمتحدة في مناطق محدودة من جنوب كردفان، كما تستخدم عاصمة الولاية كادقلي قاعدة مساندة لقوات حفظ السلام في أبيي المجاورة. من ناحية اخرى تبنت مجموعة "مجهولة" تنتسب لقبائل المسيرية تفجير خط انابيب فرعي لناقل صادر النفط السوداني وقع ليل الاربعاء عند منطقة ابيي المتنازع على سيادتها بين الخرطوموجوبا ، وكان الجيش السوداني إتهم به حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور. وأبلغ مصدر لم يكشف عن اسمه موقع "أبيي الآن " الإلكتروني ان التفجير الذى وقع فى انبوب النفط فى منطقة كيج بأبيي نفذه مجموعة من المسلحين تنتسب لقبيلة المسيرية. واضاف المصدر ان المجموعة هى مستقلة لا تتبع للجبهة الثورية بل تمردت ضد حكومة الخرطوم ، ويقول عبر الهاتف ان قبيلة المسيرية ظلمت من قبل الحكومة السودانية وان المنطقة لم تشهد اى تنمية اسوة بالوسط والشمال وقال ان نسبة 2 % التى خصصت للقبيلة ذهب جزء منها الى جيوب بعض القيادات التى تتحدث بإسم القبيلة . وفيما لم يتثني ل"سودان تربيون" التحقق من هذه المجموعة ، هدد المصدر بحسب الموقع ان الايام القادمة ستشهد بعض النشاطات العسكرية للمجموعة التى تبنت عملية تفجير انبوبة النفط ، وفى سؤال ل " أبيي الآن " عن امكانية انضمام المجموعة للجبهة الثورية رد قائلاً ليس لديهم النية فى الانضمام للثورية على اقل التقدير فى الوقت الحالى . ووجهت قبيلة المسيرية في أبريل انتقادات لاذعة لمواقف الحكومة تجاه قضية «أبيي» ووصفتها بغير المطمئنة، وقالت إن «أبيي» ستذهب لدولة جنوب السودان حال استمرار تساهل الحكومة في الملف وصمتها حيال القضية. وشنت القبلية التى ظلت متحالفة مع الحكومة لفترة طويلة ، هجوماً عنيفاً على قباداتها الحالية ووصفتها بانها ستضيع حق القبيلة التاريخي في ابيي . وكان الجيش السوداني اتهم حركة العدل والمساواة بتفجر خط الأنابيب واتهم حكومة جنوب السودان بتزويد القوة المهاجمة بالآليات الضرورية لتنفيذ هذا الهجوم. وقال الصوارمي خالد في بيان اصدره الخميس ان الهجوم تم في منطقة عجاجة داخل حدود منطقة أبيي المتنازع عليها مع الجنوب في تمام الساعة التاسعة مساء من يوم الاربعاء، وأضاف ان مقاتلي العدل والمساواة دخلوا المنطقة قادمين من ولاية الوحدة بجنوب السودان. وأضاف الناطق العسكري ان جوبا زودت العدل والمساواة بتجهيزات هندسية من الجيش الشعبي مكنتها من تفجير أنبوب النفط وتسبب ذلك في حدوث حريق استمر عدة ساعات. ومن جانب أخر صرح عوض الجاز وير النفط السوداني انه تم احتواء الحريق في الواحدة من ظهر اليوم الخميس، وأوضح انه نشب في الأنبوب الفرعي الذي يربط بين حقل دفره ومحطة المعالجة الرئيسية في هجليج. وأبان الوزير ان الفرق الهندسية بدأت في إعادة تشغيل الخط وأن الوضع تحت السيطرة تماماً. وأشار الصوارمي ان المنطقة التي تم فيها الهجوم تقع تحت سيطرة قوات اليونسفا ، وأضاف انها ما زالت تطارد المهاجمين. وفي تصريح لسودان تربيون قال جبريل بلال الناطق الرسمي للعدل والمساواة انه لم تتوفر له معلومات بعد عن قيام الحركة بهذا الهجوم إلا أنه نفى وجود أي قوات لهم في ولاية الوحدة بجنوب السودان.