للحد من انتشار الجريمة جوبا تحظر على الأجانب ركوب الدراجات النارية، والأوغنديون يثورون في وجه القرار 'الجائر'. 'كبح جماح ظاهرة انعدام الأمن' ميدل ايست أونلاين جوبا - اثار قرار سلطات جنوب السودان بمنع الأجانب من قيادة الدراجات النارية التي تستخدم كوسيلة مواصلات وتعرف محليا ب"البودا بودا" غضب الأوغنديين المقيمين في البلاد، خاصة أنهم اعتبروا أنفسهم المستهدفين من هذا القرار. وفرض جنوب السودان حظرًا على الأجانب من ركوب الدراجات النارية، والمعروفة شعبيًا باسم "بودا بودا" في محاولة لخفض الجريمة. وقال مصدر جنوبيّ إن مئات من الأوغنديين يفرون إلى بلادهم للهروب من حملة القمع بعد أن دعا أمر حكومي إلى وضع حدّ لاستخدام وترخيص الدرجات المملوكة من قبل الأجانب. وأضاف أن الأجانب لم يعد مسموحًا لهم استخدام الدراجات النارية، وذلك للحدّ من هذه الوسيلة الشعبية في النقل العام في جنوب السودان. وأكد أنه سيتم محاكمة أي شخص يخالف هذا النظام، وستتم مصادرة دراجته النارية. و"البودا بودا" عبارة عن دراجة نارية، هندية الصنع في أغلب الأحوال، يقودها عادة شاب لا يتجاوز عمره 20 عاما، يتنقل بخفة وسرعة من حي إلى آخر، لتوصيل المواطنين والموظفين إلى أعمالهم، ونسبة كبيرة من السائقين هم من الأوغنديين. وجاء الاعلان بعد سلسلة من حوادث السير والجرائم التي تنطوي على استخدام الدراجات النارية أو "البودا بودا"، لكنّ محلِّلين يقولون إن هذا القرار ربما يهدف إلى منع الأجانب من أخذ الوظائف من السكان المحليين. وبرر وزير داخلية جنوب السودان "اليو ايانغ أنغ" قراره، الذي صدر منتصف الشهر الماضي، بأنه يرمي إلى الحد من جرائم السلب والنهب التي تستخدم فيها تلك الدراجات في ظل تقارير عن أن معظم الجرائم يرتكبها أجانب باستخدام الدراجات، نافيا أي استهداف للأوغنديين في بلاده. وقال رئيس "رابطة راكبي الدراجات النارية في جنوب السودان" إبراهيم غوك: "الناس الذين يستخدمون الدراجات بغرض السرقة لا يمكنهم استخدام "البودا بودا" على وجه التحديد". وقال الأمين العام للمجتمع الأوغندي في جنوب السودان غون نسوموغا: إن مكتبه تلقى مئات الشكاوى من الأوغنديين الذي يمتلكون "بودا بودا"، وقال البعض إن دراجاتهم صودرت في حين أن آخرين تعرضوا للضرب. وأضاف أن بعض المجرمين يستخدمون الآن بيان الحكومة كذريعة لسرقة دراجات الأجانب. وأكد غون أن مكتبه والسفارة الأوغندية يتفاوضان مع سلطات جنوب السودان لإعطاء ملاك الدراجات الأجانب، ولا سيما من أوغندا، إنذارًا قبل ثلاثة أشهر على الأقل من تنفيذ الحظر، بحجة أن بعضهم اقترض المال لشراء الدراجات. لكن قائد الشرطة أندرو كول قال إن هناك أوامر صدرت لجميع ملاك الدراجات النارية من الجنسيات الأجنبية بوقف عملهم لخفض مستوى الجريمة. وأضاف: "الوزير لم يحدد أوغندا فقط، ولكن كل الجنسيات الأجنبية، فنحن في حاجة إلى كبح جماح ظاهرة انعدام الأمن والجرائم المستمرة في البلاد، والتي يقع معظمها في الليل"، وحذر مواطني جنوب السودان من مضايقة الأجانب.