يواجه مركز غسيل الكلى بمستشفى عطبرة التعليمي ظروفاً بالغة التعقيد، في سبيل استجابة خدماته لأعداد مرضى الفشل الكلوي المتزايدة بولاية نهر النيل بنحو مثير للقلق، وتراجع كفاءة ماكيناته ومعداته ونقص الكوادر واتساع الرقعة الجغرافية التي يغطيها. وأطلقت إدارة المركز ومرضاه والعاملون فيه، نداءات عاجلة للجهات المختصة والمنظمات الإنسانية والخيرين لدعم قدرات المركز بإعادة تشغيل الماكينات المتوقفة وتوفير احتياجات المرضى وتذليل مشكلات العاملين بداخله. وأكد مدير مركز الشهيد نوري لغسيل الكلى بمستشفى عطبرة، محمد أحمد صالح، للشروق أن لديهم 19 ماكينة عاملة لغسيل الكلى و152 مريضاً شهرياً بجانب 23 مرضى جدد يحتاجون لعمليات الغسيل، وأوضح أنه نتيجة لتزايد المرضى اُضطر المستشفى لوضع ماكينة كاحتياطي للطوارئ. وأضاف مدير المركز أن هناك ماكينة لغسيل الكلى لأصحاب فيروس "سي"، لكن المركز يفتقد ماكينة لغسيل أصحاب فيروس "بي"، حيث يضطرون لتحويلهم إلى الخرطوم. ضغوط كبيرة وشكت مهندسة الأجهزة الطبية بالمركز، سعاد حماد، من تزايد عدد المرضى المضطرد، ما يشكل ضغطاً كبيراً على ماكينات الغسيل ويجعلها عرضة للأعطال في ظل نقص قطع الغيار، وقالت: "إذا توقفت ماكينة واحدة يتم توزيع مرضى على حساب مرضى آخرين". من جانبها، انتقدت المشرف الإداري بالمركز، نعمات عبدالله، من تردي بيئة العمل والأوضاع الإدارية غير المرتبة في ظل وجود سسترات متعاونات لسنين دون أن يتم تعيينهن، كما أن العاملين بالمركز يفتقدون الترحيل والوجبات. وأشار رئيس جمعية أصدقاء مرضى الفشل الكلوي بنهر النيل، محمد الدالي، إلى معاناة المرضى من غلاء الأدوية. وأضاف الدالي للشروق: "حتى المرضى الذين لديهم تأمين صحي لا يتمكنون أحيانا من توفير ربع قيمة حقن ال(أوبرس) التي ارتفع ثمنها من 98 إلى 174 جنيهاً". وذكر أن ابتلاءهم بمرض الفشل الكلوي جعلهم يتعرفون على معاناة العاملين في مركز غسيل الكلى بمستشفى عطبرة. وقالت المريضة فتحية حامد، إنها ظلت تجري عمليات غسيل الكلى طوال ست سنوات، موضحة أن زراعة كلية مكلفة وفوق طاقتها.