يأتي يوم المرأة العالمي الثامن من مارس هذا العام وقد نكست نساء السودان الأعلام، ففي الساعة الأولى من فجر الثلاثاء 6 مارس أي قبل يومين من يوم الاحتفاء بالمرأة اغتيلت الشهيدة عوضية عجبنا برصاص شرطة النظام العام او ما يسمى بأمن المجتمع. وكتبت الأستاذة فاطمة غزالي بعنوان “عوضية عجبنا: بأي حال عدت يا 8 مارس"! وقد أرسل صالون الإبداع بهيئة شئون الأنصار مجادعات بين اثنين من رواده وهما محمد صالح مجذوب ورباح الصادق حول الثامن من مارس هذا العام: في مارس تمانية ، فلنحيي نسانا أمهاتنا الخلدن للعيون إنسانه بالنضال أخواتنا زي درر منصانه يوم مبارك ودايما خير نسانا كسانه ** في مارس تمانية الحرقة علت شانه مندي اتضرجت بي الدم جمر لحشانا البمبان يجوط وكأنه ما بغشانا خلقة دمعنا سال والجمرة كم تاشانا ** في مارس تمانية الضو حرب لي مسانا نحن دفنا مندي وما خبرنا اسانا والشيمة التجبد فينا زايدة قسانا قوللها يا غرق يا العز بهل وكسانا ** في مارس تمانية وشينا مضروب دانة والبت التشيل فوق الدبر حايدانا عاطت فينا أفلاك السما محادانا إيدا نضيفة كيفن يقلبوها مدانة؟ كما تنشر (حريات) بهذه المناسبة قصيدة لرباح الصادق حول فجيعة اغتيال الشهيدة بعنوان “مندي الأخرى": مندي الأخرى ما عرفتك، جيتي من تقلي وبي غادي من نيمانج، سلارا، حوشاً لي ثبات المبدا حادي جيتي فيك العزة شارة في دماك مندي ولحونا عليك تنادي سبلت في شانّا جنّون الحشا وختت بشارة الحجاوي التوقف النبض ينتبه تشدو الشوادي يا عجبنا، يوم قيامتك في القبل مين بوقف الألحان ومين بحجز من الدوباي بلادي؟ ** ما لقيتِك، وين مشيتي؟ وكان قلق في وشيكِ بادي؟ يا لطيف.. حي، يا لطيف الولد نهزوه من الرقدة كيف؟ دبشك العسكر نزل في ايده حافز في حشاي خفقا مخيف يا زول أقيف.. وارفع يدي يرفعلي حيف: يا الله يا رحمن وهادي شوفو خلقك كيف ظلوم وكتين يعادي؟ وليش يعادي؟ ما سمعتِك، لما اتعبّرتي والدمعات جرن شفقانة جد، والقول حرن ومشا الكلام في الجو قرن: أنا كت في داك الصباح ولعت صاجي وعُست، سويت الملاح وسقيت شواهي، وقول سماح ورجعت للصاج البيوقد راس محمد جتته المنهوكة زي بوخ الفرن الاسبرينة حداه والمسكين مكمّد اتذكر ايامنا الزمان وكتين حبا وانا شلته كم وقلدته كم كم مرة نابل جوة حضني ومرة يتداغل أبا ميرود، ويا للوردة جفّلت الونس والقرقراب وكفاني بسماتو الغصب وأقوم إذا غمضت عيونو وجوفي من ورده انخرب وأشوف عيان ما كان نبا أشوف يقول دورية جات، دايرين وليد ولدا حبيّب ما بحيد وأشوف يقول ماسكين محمد وأشوف أشوف ضربا شديد دمعاتي فوق العين عبن وأشوف يقول نبح السلاح وأقول أقول.. آآخ يا زمن انا أختهم، زي امهم، زي والدم دمعاتي كبكبن الفجج لمن ملن خلوا الرجال المشيهم متل الصراط ما شفته مال خلوه لي، وامد يدي وأقول كفا وأنا أصلي مكتولة وفا وأبوي خلاهم علىّ ومات قفا ** ما شهدتك، يا البنية الفي العليّ يجيني دمك نص نوافير الحَزَن الحمرة فيها تصيح إليّ وقولي يطلع منرطن عوضية، كيفن أبحرت منك سفن؟ ومشت على بحر النزيف واتوهطت ظهرالمجن جاطت عليّ، بنات شعوري عليك حفن يبكوكي لا خد لا جفن والناس بتطلع في الشوارع تتفن عوضية لفاها الكفن عوضية فوقك كم غناوي وكم حكاوي إليك هفن؟ ومشيتي عاد وانا ما عرفت الخطوة بعدك ماشة وين؟ ونظمتي في جوانا كون ودروب حنين وسألت زي عاشق مجهجه في الأنين هل صرنا من بعدك ينابيع أم جماد؟ هل غرنا في بير القعاد؟ أم ثرنا فوق درب السداد؟ وأشوف كأنه يجيني جدك فوقه طاقية القرن والريش عليه هفهف مع نسمات سرن وأقول، وفي حلقي الكلام يصبح طَرِن ماك عجبنا؟ الفادي شعبك بي حياتك الجبال تشهد على شاهق سماتك مندي غنت والبنيات سووا فيها الكمبلة (كوجو كونو كرنتلا، كوجو كونو كرنتلا مندي.. كوجو كونو كرنتلا)* ماك عجبنا القلنا فيك على الملا: لي عجبنا، بندق العسكر بطاطي من النبال شوف عجبنا، عجبنا قال: عِزّة في قلبا مجنّح، يبقى فوق جنح الخيال تسمو، يا وطنا مجرّح، وتلقى مفتاح النوال يا عجبنا.. سوقنا من درب الخبال شوف بنيتك، كيف مشت فوق نار وسوت لينا حيّ على الجمار بسألوا الناس في البوادي وفي البطاح بسألوا الناس في البنادر وفي خشوم بيت الرياح بسألوا الناس هل حصل؟ والريح تقول فوووو.. آآآخ، وآآآح البنادر طفطفت والكل جفل من السؤال في الأفق بين السراب والصح أشوفا هديك جات رافعة راية وقالدة ناس رابحة ومهيرة وقادلة زي ست البنات** مندي أخرى، والهتاف هز المسيرة شفنا في يوم الفتح أم سيف مكمبل مقنعا قنعنا من صبحا دخيل وقنعنا من داك السؤال كم حريق طفطفنا بي قولة محال؟ كم حريق أوقدنا بي قولة محال؟ هل في الأزل شفناك، ثم نسينا وقفة زفتك؟ طاير ملون جيتي والكون رفتك وسؤال جديد والدمعة هفت حفتك علمك مدد، يا الكنا نولد في البنيات والبنين وفيكْ ولدنا سؤال سؤال؟ مندي أخري؟ انتي مين؟ والمين مخاصمك في الخلال وعدوك مين؟ اليابا رطنك؟ قال كره عُجمة بلال؟ مندي أخرى؟ وين قصاصك، صاب رصاصك؟ وين أهازيج الصمود وكت الجَهَار؟ وتقولي لينا كلام كبار وين خلاصك يا بلادي من الودار؟ يا مندي جيبي النم وهذا الدم وسويلنا الفخار. * مقطع من أغنية مندي حول أبيها السلطان عجبنا التي تصدح بها فرقة عقد الجلاد. ** الإشارة لست البنات إحدى الشهيدات يوم فتح الخرطوم في 26 يناير 1885 التي وجدت وسيفها في يدها فلقبت بست البنات أم سيف.